لقاء حصري مع أم النجوم السيدة منى واصف ورأيها بصحيفة أيام كندية. أجرى الحوار الزميل الناقد الصحفي عامر فؤاد عامر

منى واصف ... أمّ النجوم وصاحبة "الرسالة" وبطلة أعمال "حنا مينه" عامر فؤاد عامر أطلقت الصحافة العربيّة على السيدة "منى واصف" ألقاب عديدة منها: سيدة قاسيون، السنديانة الدمشقيّة، الملكة، سيدة المسرح ...إلخ، وما تزال "هي" تزيّن تاريخ الفنّ العربي وتطرزه بأجمل الشخصيّات التي تلقى الترحاب والإعجاب من الصغير والكبير. هي أمّ النجوم، وكلّ من وقف أمامها، مُمثلاً ،نال رضاها، فأفسح القدر له بوابةً من مجد. شرّفت الدراما بتجسيد دور الأمّ أكثر من خمسين مرّة، من أصل 145 مسلسلاً تلفزيونيّاً فهي منيرة في "أسعد الورّاق" ودليلة في "دليلة والزيبق" وأم جوزيف في "باب الحارة" وكمرا في "العبابيد" والعديد من الأدوار المؤثرة. أمّا في السينما جاءت بثلاثين فيلم أبرزها الفيلم العالمي "الرسالة" للمخرج مصطفى العقّاد، ودورها الذي لا يُنسى هند بنت عُتبة، وهي فلك في فيلم "التقرير"، ونجمة في "الشمس في يوم غائم" وأمّ رمزي الجولانيّة في فيلم "شيء ما يحترق"، وغيرها من الشخصيّات التي قدّمتها للسينما بإيقاعٍ فريد، كما في فيلمي "الطحالب" و"المغامرة". أمّا المسرح فهو منبرها الذي ألفته، فأحبّته، ومنحها قوّة الانطلاق، وما يزال جمهور المسرح يتذكرها الملكة جوكستا في مسرحيّة "أوديب ملكاً"، والملكة الجليلة في مسرحيّة "الزير سالم". يعجّ بيتها بالصور اللافتة، وبالكتب القديمة والحديثة، وبذكريات العمل، وهنا لا بدّ من الحديث عن سرّ النجاح الذي حققته السيدة "منى" وهو الاجتهاد في خطوة العمل، فهي شديدة الحرص على حفظ دورها وتستمزجه جيداً، بل يعلم من يراقبها أثناء العمل، بشغفها وتقديرها للدّور الموكل إليها، فتعيده وتحفظه مراراً، حتى تتشرب الدّور كما لو أنه ولادة جديدة في حياتها، لذلك يُثمر التعب لديها بطريقةٍ مختلفة عن الآخرين، ولا بدّ من ذكر حادثة حصولها في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في العام 2005 في مصر على جائزتين معاً في نفس الوقت، عن مسلسل "الطارق" للمخرج المصري "أحمد صقر" في شخصيّة "الكاهنة"، وعن مسلسل ليالي الصالحية" للمخرج "بسام الملا" وشخصيّة "أمّ المخرز". أدب "مينه" سينمائيّاً وتلفزيونيّاً أقلبُ صفحات الذكرى في حياة هذه الفنانة العاشقة لعملها، وألتفت لعلامة بارزة في تاريخها فهي بطلة أدب الروائي الكبير "حنا مينه" في أعماله التي جُسّدت إلى أفلام سينمائيّة فنجدها في فيلم "اليازرلي" وهو أوّل عمل سينمائي مأخوذ من أعمال "مينه"، عن قصّة "على الأكياس"، ومن إخراج "قيس الزبيدي"، ثم في فيلم "بقايا صور" وشخصيّة "زنوبا" مع المخرج "نبيل المالح" ومن رواية بنفس الاسم، وفي فيلم "الشمس في يوم غائم" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم من إخراج زوجها "محمد شاهين"، وفيلم "آه يا بحر" عن رواية "الدّقل" وأيضاً إخراج زوجها، ولدى حديثنا عن فيلم "آه يا بحر" تذكر السيدة "منى واصف" حواراً دار بين "حنا مينه" و"محمد شاهين" في اختيار الدّور المناسب لها من بين شخصيّات الرواية، فاختار "مينه" لها شخصيّة "كاترينا" التي يُغرم بها القباطنة ويُسحر فيها البحارة، لكن "شاهين" يعترض ويقول بأن دور الأمّ هو المناسب فـ"كاترينا" لا بدّ أن تكون شديدة الجمال، وزوجتي ليست على هذه الدرجة منه، فأجابه "مينه" يبدو أنك لم تقدّر جمال "منى" بعد! واختلفوا في ذلك، لكن في النهاية رؤية المخرج هي من كانت، وجسّدتُ دور الأمّ في الفيلم آنذاك". ومن منّا ينسى أن السيّدة "منى واصف" كانت أيضاً في مسلسل "نهاية رجل شجاع"، العمل التلفزيوني المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكبير "مينه"، من إخراج "نجدة أنزور" وقد لعبت فيه دور "أمّ مفيد" بطل الرواية، وبذلك تكون حصة "منى واصف" هي الأكبر والأكثر من بين كلّ ممثلي وفناني ونجوم الدّراما السوريّة في أعمال "حنا مينه". تقول السيدة "منى واصف" عن صحيفة أيّام كنديّة في نهاية زيارتنا إلى بيتها: "سعيدة بوجود صحيفة حاضرة بين أبناء الجالية السوريّة في كندا وكذلك العربيّة، وأعجبتني فكرة مقاربة أيّام شاميّة بأيّام كنديّة، وأتمنى لها التوفيق والنجاح في مسيرتها".

مواضيع ذات صلة