الجنرال الضاحك الحزين، ندهة.. ومناجاة لروح الراحل نهاد قلعي بقلم الإعلامي الأستاذ مروان صواف

الجنرال الضاحك الحزين، ندهة.. ومناجاة لروح الراحل نهاد قلعي بقلم الإعلامي الأستاذ مروان صواف

ثمة مايشبه الاتفاق على مصطلح " المشهد الخالد " فما أكثر المشاهد الباقية في الوجدان والبال مسرحياً وسينمائياً وتلفزيونيا سيما اذا كان المشهد مواكباً لوعيك المبكر في عهد الطفولة بما يتيح لك أن تتحدث عن حكاية أو مشهدية ثنائية بطلها فنانان اثنان رحلا عن عالمنا وهما القديران نهاد قلعي و أمينة رزق والعنوان :: مسرحية ثمن الحرية ...

1” لنقل وبكل مافي لغة الوثيقة من وقار : المكان مسرح مديرية المعرض في دمشق ، والزمان .. 1960 يتقدم الجنرال الفاشي من ضحاياه المعتقلين من أبناء الجزائر وقد آثر اعدامهم تدريجياً ، وفي ندهة انسانية تناشد أم احتجزت بين المعتقلين جلادها الافراج عنها لايصال الغذاء والدواء الضروريين لرضيعها الذي غادرته لدقائق فقط كانت كافية لخطفها واحتجازها ، لكن الجنرال المصّر على اعدام الجميع يرفض أن يستثني الأم المرضعة من المقصلة ، فتندفع الأم – وبكل ماتملكه الفنانة الراحلة أمينة رزق من خبرة وألق - الى أقصى حدود التأثير الدرامي ، ويكاد الانسان نهاد قلعي يطيح بالممثل الفنان " الجنرال " ويقصيه جانباً ، وقد غلبه التأثر من اداء شريكته في المشهد ، فيعمد الى ايذاء وجرح جسده في حركة مرتجلة على المسرح كي ينجو من حالة الاندماج غير الواعي ، اذ لايجوز للجنرال درامياً أن يبكي، ثم يمضي قدماً في تنفيذ مراده والقضاء على الرهائن تباعاً وفق المشهد المرسوم...كان ذاك في عام 1960 ومع بزوغ فجر البث التلفزيوني في اقليمي الجمهورية العربية المتحدة في وقت واحد. 

"2 "... وقد تسنى لي أن أحضر العرض كطفل أولاً وقد أًخرج تلفزيونياً فيما بعد ،، ثم أن أصغي لتفاصيل الرواية من الفنانين القديرين نفسيهما تباعاً في برنامج تلفزيوني انتاجي عربي وفي حوارين اثنين سجلا بين دمشق والقاهرة في يناير 1993وقبيل رحيل الأستاذ نهاد قلعي في العام نفسه ... لم يكن ذاك المأزق الدرامي وحيداً ، وقد مس شغاف قلب الفنان الراحل تراجيدياً وفي العمق كانسان ، اذ أن مشهداً آخر أكثر قسوة وتراجيدية قدّر للأستاذ نهاد قلعي أن يحياه بعد عرض مسرحية ثمن الحرية بسنوات : عندما انهال أحد الساهرين على رأسه ضرباً وبقسوة مدّمرة سببت لفناننا عاهة جسدية ونطقية رافقته طوال ماتبقى من حياته وتركت بالبداهة آثارها الدامية على عطائه ابداعاً تمثيلياً وكتابة واخراجاً ، فقط لأنه رفض ، وبغضب شديد ، المساس بكرامته عندما سخر الساهر المعتدي من واقع " حسني البورظان " ومايتعرض له على يد المثيل أو الشريك الدرامي غوّار الطوشه من مقالب في سلسلة درامية هي الأشهر عربياً .. وللأسف - وكما يحدث غالباً - فان المعتدي لايعرف أن من جاوره في الطاولة المقابلة هو ليس حسني البورظان الشخصية الأشهر التي ابتدعها الكاتب نهاد قلعي فقط , فهو من أخرج ثمن الحرية عن نص عالمي ل عمانويل روبليس " Emmanuel Robles " وهو من أبدع اخراجاً المزيفون عن نص للراحل محمود تيمور ، وهو من قارب أدب موليير باخراجه لمسرحية البورجوازي النبيل , وهو من قدّم مسرحية عقد اللولو التي غدت فيلماً جماهيرياً فيما بعد ، وهومن ارتقى في مسرحية مدرسة الفضائح الى عالم الأدب المسرحي متجلياً في نص لشريدان ..... ثم انه من واكب مولد التلفزيون العربي السوري في اطلالة سعيدة حملت اسم " الاجازة السعيدة " برفقة الفنان دريد لحام ....وهو - قبل هذا كلّه وبعده - الانسان الذي يتمتع بمشاعر دفّاقة صاحب النكتة والدعابة التي تذوب رقة وعذوبة والذي يأبى أن ينال منه ساهر عابر لايقيم وزناً لشخصية شهيرة جاورها في مكان عام مصادفة وفي غفلة من الزمان..

" 3 " + " 4 "  نهاد قلعي ،، المسرح بين قيم التسامح و ... الغفران ..  على مدار يومين اثنين - وفي حضن قصر الثقافة في الشارقة وفي أول ملتقى مسرحي لعام 2014 تنادى فريق من المسرحيين العرب للاسهام في حلقة بحث عن المسرح وقيم التسامح ، وبدا منطقياً أن يهتدي المنتدون المشاركون القادمون من عشرة أقطار عربية - وقد لبوا دعوة دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة - بأمرين اثنين : اعلان المبادئ الصادر عن الأمم المتحدة بشأن التسامح ، وقد أورد ملتقى الشارقة في دليله المطبوع جانباً منه. 

" 5 "..والنداء أو الندهة التي أطلقها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كلمته الملقاة في اليوم العالمي للمسرح لجعل المسرح مدرسة للآخلاق والحرية.

" 6 "... كما بدا واضحاً - في حيثيات الملتقى - تأثر المنتدى بالواقع العربي الراهن وبطغيان اللون الأحمر القاني - لون الدم - على مجريات الحياة اليومية في الأرض العربية في السنوات الأخيرة : ثقافة وفناً وسياسة وسلوكاً اجتماعياً بما يجعل الاستنجاد بالمسرح كخشبة خلاص أمراً مشروعاً ..ومن حقك وأنت تتابع ندوات وجلسات ملتقى عربي مسرحي عن قيم التسامح أن تستدعي بذاكرتك شخوصاً ورموزاً تتمنى لو كانت حاضرة ونابضة في الملتقى ومن بينها من وصفت بكونها " أشهر أم على الشاشة العربية وعلى خشبة المسرح وقد حُرمت من نعمة الأمومة في الحياة الطبيعية .. الآنسة أمينة رزق " ومنها أيضاً شخصية الفنان الانسان نهاد قلعي كاتبا وممثلاً ومخرجاً متأثراً بروائع الأدب المسرحي العالمي التي تتميز بروح الفكاهة وبالرؤية النقدية والأخلاقية في آن معاً ومن أبرزها مثالاً مسرحية مدرسة الفضائح لريتشارد برينسلي شريدان وقد مثّلت نظرة نفاذة في عصرها " مايو 1777 " حانية ومتسامحة واختلافاً عما بدا شائعاً من كوميديات سلوكية نابضة في ذاك الوقت بين الظرف والتظارف ... وفي معظم مانشر ووثّق عن الفنان نهاد قلعي - وجلّه مايتسم بالثراء كمّاً وبالنفاذ الى حياة الراحل نوعاً - لم يحدثنا أحد عن التشابه الممكن مثلاً بينه وبين مبدع مسرحية مدرسة الفضائح " شريدان "، وقد أخرجها :: فكلاهما امتلك " كفطرة " بعضاً من عناصر التفوق في التعامل درامياً مع البيئة ، فقد قيل مثلاً عن الأديب الايرلندي شريدان أن الضحكة المفعمة بالحزن - ان صح الوصف - كانت سارية في دمه وأن معيناً لاينضب من النكات كان يضج في رأسه جامعاً بين الذكاء والظرف ، وذاك حال الفنان نهاد قلعي لمن عرفه وقرأه .. كان يقال مثلاً عن مبدع مدرسة الفضائح شريدان أنه " جعل الحمقى يتكلمون كالفلاسفة " ويقال الآن عن مبدع شخوص مجتمع المواجع نهاد قلعي أنه كثيراً ماجعل المظلومين يختزلون آلامهم بما يشبه الحكمة الشعبية التي تلائم مستوى من ينطق بها " ياسينو وعبدو وأبو صياح "..ولكن ماالذي فعلته الأيام والأعوام والأحوال وقد غدا مسرحها أقرب لمسرح الشوك الذي ظلل الفنان الراحل بمظلته لفترة والتي جعلته يحط الرحال على صفحات مجلة طفلية ساعياً ، بعد اصابته بالضربة شبه القاضية على الرأس ، الى الدفاع عن لقمته بتأليف قصص مصوّرة عن شخصيتي حسني البورظان و" ياسينو " المستمدة من اسم الفنان القدير ياسين بقوش الذي قضى شهيداً فيما بعد وفي خضم المخاض الأليم الذي تحياه بلده؟ ..ربما بدت سيرة الأثنين - ونهاد قلعي تحديدأ - أقرب لملتقى مسرحي عن المسرح والغفران منه عن المسرح والتسامح.. بل أكاد أتصور الفنان القدير، لو بدا حاضراً في ملتقى كهذا ، سيقدّم ورقة عن المسرح بين التسامح والتسامي... ولعل المثالية في التسمية " المفترضة اجتهاداً هنا " تبدو الأقرب توصيفاً لعقل ومشاعر نهاد لمن عرفه عن قرب ، ولمن لامس حالة الظلم - ان صح الوصف التي واكبته للحظة الأخيرة.

" 7 ". اذا أردت أن تعرف ماذا جرى في ايطاليا .. فعليك أن تعرف ماذا جرى في البرازيل ...؟؟ من أشهر العبارات المتداولة والمختارة من أدبيات الكاتب نهاد قلعي هذه العبارة التي مابرحت تتردد على لسان وقلم الصحفي حسني في فندق صح النوم تلفزيزنياً وسينمائياً قبل أن تغدو مثلاً يُستشهد به تندراً .. " اذا أردت أن تعرف ماذا جرى في ايطاليا عليك أن تعرف ماذا ماجرى في البرازيل " .. وربما مثّلت هذه العبارة مدخلاً لمحورنا القادم انما مع تعديل ملفت "" اذا أردت أن تعرف ماذا جرى للفنان القدير مسرحياً وتلفزيونياً عليك أن تعرف ماذا جرى له في السينما ، وقد يكون فيلم عقد اللولو الذي قام باخراجه عام 1964 يوسف معلوف جسراً محتملاً للإنتقال من عالم المسرح الى دنيا السينما في قراءة تجربة الفنان الراحل ، فالمسرحية الغنائية عقد اللولو التي اخرجت عن نص أبدعه الفنان نهاد قلعي عام 1961 وجسّد على الخشبة احتفالاً بمرور عام على انطلاقة التلفزيون العربي السوري والتي اختزلت في عمل سينمائي عام 1964، من المفترض وقد غدت فيلماً أن تشكل استثناء في رحلة الأستاذ نهاد قلعي السينمائية ، تلك الرحلة التي حكمها منطق السوق عبر استثمار ملفت لجماهيرية شخصيتي دريد ونهاد اللتين تشكلتا في رحم التلفزيون بداية وشهرة وألقاً ... لكن الشاشة الفضية السينمائية الأم لم تحسن كثيراً التعامل مع تلك الأمانة التي تسلمتها من المسرح والشاشة الصغيرة في آن ، وبدا الأمر أشبه بمتوالية فيلمية عددية لاترحم وتأبى أن تعيد الأمانة الغالية للمسرح حتى وان سنحت الفرصة للتماس مع أثر ادبي مسرحي روسي بعنوان " ثلاثة عشر كرسياً " في مسلسل معروف لدريد ونهاد حمل اسم حمام الهنا .. فمع انطلاق فيلم عقد اللولو أخذت حبات العقد بالتساقط تباعاً فيما يقارب الأثني وعشرين فيلماً أنتجت في أحد عشر عاماً ، ومامن لحظة تأمل واحدة بدت متاحة خلال هذه المدة لتأمل التجربة...فمن فيلم لقاء في تدمر عام خمسة وستين الى غرام في استمبول 1976، ومن الصعاليك 1967 أيضاً رجوعاً الى المليونيرة عام ستة وستين ، ومن النصابين الثلاثة عام 1968 الى اللص الظريف في العام نفسه ومن مسك وعنبر سنة 1973 الى غوار جيمس بوند.... أسماء وأسماء ، وعروض تتوالى في أيام الآعياد وغير الأعياد ، وجزء غير يسير منها بدا اسم الفنان القدير متوارياً في اعلان الفيلم الى المرتبة الربعة أو الخامسة لافرق طالما أن الفرصة السانحة أتاحت التواجد مع فنانين أشقاء من مصر " نجوم شباك لاشك " ولكن أين معظمهم من قيمة نهاد قلعي موهبة وقامة فنية ، أو من مكانة رفيق الدرب الفنان دريد لحام ؟

" 8 " . نهاد قلعي والظلم بوجهين معظم الكتابات النقدية التي تناولت تجربة الفنان الراحل نهاد قلعي تذهب الى اعتبار واقعة الإعتداء الأليم على شخصه في مكان عام – وقد أدت الى ماأدت اليه – الدلالة شبه الوحيدة على ماعاناه من ظلم ، أو النقلة الأهم التي أفقدته المقدرة على متابعة المسيرة بألقه المعهود ، وقد بدا هذا جلياً في مسرحية غربة التي أبدعها تأليفاً الشاعر والأديب محمد الماغوط وأخرجها الفنان دريد لحام ، وهي العمل الثاني الذي قُدّم إثر المسرحية ذائعة الصيت " ضيعة تشرين " ، وذلك غير دقيق وإن كان صحيحاً في جانب منه ، فعلامات الظلم ومؤشراته تبدت قبل ذلك بأمد بعيد في الطريقة التي استعذب فيها منتجو الأفلام السينمائية ظهور وتكريس حسني البورظان ، المغلوب على أمره ، في سياق العرض السينمائي وفي جانب من الإنتاج التلفزيوني قبل هذا ، فحسني " أفندي " سيغدو نزيلاً في مشفى الأمراض العقلية بتدبير من غريمه غوّار في واحد من أكثر مقالبه أذىً وظلماً ، وسيغدو عريس الهنا في زواج مرعب من شقيقة أحد رواد السجون الدائمين مثلاً ، لكن المقلب الأشدَ وقعاً وايلاماً في تقديرنا ماحلّ بنهاد وحسني على حدٍ سواء عندما غدا نزيلاً في استوديوهات السينما تحت رحمة عجلة لاتتوقف ولا ترحم ، تحقق عائداً مادياً لمواجهة أعباء الحياة لاشك لكنها – وماعدا استثناءات قليلة أو شبه نادرة – تشكّل انحساراً وتراجعاً تدريجياً في قيمة العطاء الفني لهذه الشخصية النبيلة ، وهذا يشمل وفي جزء منه الضلع الثاني في التجربة في ذاك الوقت الفنان دريد لحام ، وقبل أن يتجه الأخير وبمعونة الأديب محمد الماغوط والمنتج نادر الأتاسي الى انجاز أفلام نوعية مختلفة عن " اللص الظريف وغوّار جيمس بوند " الخ " ، وهي تجربة غاب عنها نهاد قلعي تماماً كأفلام " الحدود والتقرير والكفرون " وصولاً الى الفيلم الذي أخرجه حاتم علي والمستمد من مسرحية " هالة والملك " للأخوين رحباني وحمل اسم " سيلينا " ، حيث أدى فيه الفنان دريد لحام دوراً مختلفاً مهّد لمسار آخر تجلى في مسلسل " سنعود بعد قليل " عام 2013 " ,, كم كان بالإمكان تفادي حالة الظلم هذه بالنسبة للفنان نهاد قلعي الآتي من خلفية مسرحية عريقة أبرز مافيها ماضياً إشرافه على تأسيس المسرح القومي في عهد الوحدة " 1958 – 1961 " واسهامه في تجليات مسرح الشوك الواعد فيما بعد برفقة الفنان القدير عمر حجّو ، ومحاكاة إرث ومسيرة الملكة زنوبيا في عمل عًرض على خشبة مسرح معهد الحرية " مدرسة اللاييك "بدمشق ، وانتسابه قبل هذا الى استوديو البرق عام 1946 ، وتجلياته على خشبة النادي الشرقي عام 1954 في مسرحية بعنوان الأستاذ كلينوف ,,,  لوريل وهاردي .... دريد ونهاد. ماأكثرالراغبين الذين اجتهدوا - ومع الانطلاقة الأولى لشخصيتي دريد ونهاد في مطلع الستينيات من القرن الماضي - في اعتبار التجربة متأثرة الى حد ما بظاهرة الثنائي السينمائي الشهير لوريل وهاردي.

" 9 "، وهو ثنائي عثر على معادله المسرحي فيما بعد بشخصيتي فلاديمير واستراجون وبالذات في مسرحية صاموئيل بيكيت الشهيرة في انتظار غودو " أي أن الثنائي السينمائي الباسم " الذي شهدت جماهير السينما مولده على يد أبرز فنون العصر في ذاك الوقت طبع المسرح بطابعه ، وهذا مالم يحدث في تجربة نهاد قلعي ودريد لحام رغم الظهور السينمائي الملح الذي استند في جانب منه للأدب والمسرح العالميين " فيلم الشريدان مأخوذعن أثر أدبي أميريكي جسده شارلز لوفون , وفيلم غرام في استمبول المستمد من قصة انستازيا الأميرة الروسية الناجية " المفترضة " الوحيدة من أسرة رومانوف.

"10 ".. واضح أن هذه التبادلية لم تحدث بما جعل الألق المسرحي للشخصيتين معاً قاصراً على مسرحيتي ضيعة تشرين وغربة قبل أن ينفرد الفنان دريد لحام " وأسرة تشرين " بمسرحية كاسك ياوطن للأديب محمد الماغوط ...لكن مظهر الظلم الذي أخذنا الى ملتقى المسرح والتسامح يمكن ايجازه في الآخر بما قاله فنان عربي مصري راحل ذات يوم وفي خريف التجربة ، قال : """ نحن كالجياد الأصيلة يقتلوننا عندما نكبر "ربما بدت هذه العبارة.

" 11 " كفيلة - وكاجتهاد - في اختزال لحظات ماقبل الرحيل يوم مضى نهاد قلعي " أبو بشار " وحيداً الا من عائلته قي مشهد أقرب - كما أشرنا بداية - لكتاب أو ملتقى لافرق بعنوان " المسرح والغفران` 

 

 

الهوامش :  1- لاقت مسرحية ثمن الحرية هوى شعبياً ونقدياً على مستوى اقليمي الجمهورية العربية المتحدة في ذاك الوقت وفي عرضي القاهرة ودمشق 1958 - 1961 وقدمت في أكثر من ثوب اخراجي وموضوعي كان من أهمها ماأبدعه الفنان نهاد قلعي اخراجاً وتمثيلاً .. 2- رغم أن الكاتب الايرلندي ايمانويل روبلس مبدع مسرحية ثمن الحرية ينحدر من أصول ايبيرية ومع أن مسرحيته تروي قصة الصراع بين الشعبين الفنزويلي والأسباني ، الا أن ميلاده في الغرب الجزائري وانضمامه فيما بعد الى تيار السلم المدني الذي أنشأه البير كامي ساعدا الدكتور زهير براق على تعريبها " جزائرياً " .. 3- من بين من عاشوا المعاناة ذاتها الفنان الراحل الكبير عبد اللطيف فتحي الذي التصق اسمه بشخصية بدري أبو كلبشة وتم التعتيم شبه التام على أدواره المسرحية القديرة سواء في تجربة المسرح الحر بدمشق أو في تجربة المسرح القومي " الملك لير مثالاً " ....وأما نهاد قلعي الخربوطلي " ذاك اسمه الكامل " 1928 - 1993 ..سنوات النشاط الفعلي فهي مابين 1957 - 1992 .. فقد سجّل الحوار معه في بيت نظام الأثري بدمشق " بداية عام 1993 - سنة الرحيل 17 اكتوبر من العام نفسه - وضمن برنامج انتاجي عربي حمل اسم بساط الريح وطاف أرجاء الوطن العربي وكان من بين ضيوفه في مصر مثلاً الأستاذ نجيب محفوظ والسيدة فاتن حمامة والكاتب الدرامي أسامة أنور عكاشة والسيدة الراحلة أمينة رزق .. 4- مراجع التوثيق لنهاد قلعي كثيرة ومنها :: موسوعة " رواية اسمها سورية " لنبيل صالح وتتناول 100 شخصية أسهمت في اثراء الوعي الفكري والثقافي :: كتاب ظرفاء من دمشق لحسن علبي :: مسرحية ثمن الحرية - اجتهاد الأديب العربي الراحل عبد الرحمن الشرقاوي الذي قارب رصداً وتحليلاً تضحيات المرأة الجزائرية ابان الثورة الجزائرية الكبرى :: قصص مصورة للأطفال ألفها نهاد قلعي ونشرتها مجلة سامر اللبنانية وضمت " شخصيتي حسني البورظان وياسينو اضافة لشخصية فرنسية خيالية اسمها تشارلي ... شهادات عائلية نشرت صحفياً سيّما شهادة المهندسة السيدة مها نهاد قلعي :: اضافة لمعايشة جانب كبير من عطاء الفنان الراحل مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً .. 5- من أبرز ماضمته المبادئ الصادرة عن الأمم المتحدة والتي اختيرت لدليل الملتقى : " ان التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الانسانية لدينا ، ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد "..6- صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومن كلمة اليوم العالمي للمسرح " فيأهل المسرح ، تعالوا معنا ، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية ".. 7- ماأكثر الصدمات التي أكسبت نهاداً خبرة ودربة اجتماعياً وفنياً :: مذ بدأ مشواره الفني في مدرسة البخاري بحي المهاجرين بدمشق ، مروراً بتجربته كعامل في مصنع بحي الميدان ، وقوفاً عند فشل التجربة المرير الذي لاقته مسرحية زنوبيا ملكة تدمر مالياً مثلاً ، وضياع الجهد المبذول في فيلم الشريدان لسبب تقني ، ونجاح وتألق مسرحية لولا النساء تأليف سامي جانو على مسرح الأزبكية بالقاهرة المدينة الأثيرة - بعد دمشق - التي احتضنته وهو مقبل على دراسة فن التمثيل وفق ظروف معاشية غاية في الصعوبة .. 8 - ماأكثر العناوين والشواهد هنا : كفيلم الرجل المناسب بطولة نادية لطفي وكمال الشناوي اخراج حلمي رفلة " 1970 " ،، وفيلم " النصابون الثلاثة ، فريد شوقي ونبيلة عبيد اخراج نيازي مصطفى " 1968 " ،، وفيلم خياط للسيدات بطولة شادية اخراج عاطف سالم 1969 .. 9- المرجع الأساسي هنا كتاب " تاريخ السينما في العالم لجورج سادول " ترجمة الدكتور ابراهيم الكيلاني وفايزنقش :: ستان لوريل " الرجل النحيل " واوليفر هاردي الرجل البدين " الانتشار مابين 1927 - 1950 عن مواطنين عاديين يبحثان عن وظيفة ،، من أفلامهما الكلب المحظوظ 1921 واللمسة النهائية 1928 والحرية 1929 , أول فيلم ناطق لهما عام 1930 ... وأما المرجع الثاني فهو كتاب " التأسيس والتحديث في تيارات المسرح العربي الحديث " للدكتور عبد الكريم برشيد "" اشارة لمسرحة تجربة لوريل وهاردي """.. 10- فيلم غرام في استمبول مقاربة كوميدية لقصة مفترضة عن نجاة احدى الأميرات من أسرة رومانوف من الموت غداة انتصار الثورة البلشفية 1917 وسقوط عهد القياصرة , والمجتهدون كثر بمن فيهم مبدعوأفلام الرسوم المتحركة ممن ألهمتهم قصة أنستازيا بالكثير .. 11- نسبت العبارة للفنان العربي القدير كمال الشناوي وتكاد تلامس الواقع الانساني لفناني العالم كلاً والأمثلة كثيرة .. ____________________________________________

مواضيع ذات صلة