أسمهان وحمزة حكاية لا بدّ لها أن تتمّ المخرج "زياد حمزة" لـ"أيام كنديّة": هوليود في سوريا قريباً عامر فؤاد عامر
جمعتنا الصدفة في أحد فنادق الشام القديمة، بينما كنت أزور باب شرقي وأصدقائي الذين جاؤوا من لبنان، أعرّفهم على المكان وأتأمل ندّرة جماله معهم، فإذا به يقف في مدخل الباب الدّاخلي، ولم أصدق ما رأيت، وأنا على علمٍ بأنّه في أمريكا؛ فما الذي جاء به تلك اللحظة إلى الشام القديمة وتحديداً هذا المكان؟! كان المخرج السوري الهوليودي زياد حمزة ضيفي في لقاءٍ صحفيٍّ سابقٍ، نشرته في العام 2016 من خلال أسئلةٍ أرسلتها إليه عبر البريد الإلكتروني، فأجابني عليها ضمن وقتٍ حدده بدقّة، على الرغم من مشاغله المتزايدة دوماً، لكن هذه المرّة يأتي اللقاءُ عبر صدفةٍ جمعتني به من دون إنذارٍ مسبّق. وهو المخرج ذو الأصول الجنوبيّة، فقد هاجر بلده بحثاً عن طموحه الفنّي، فكانت بوسطن وجهته، وهو في سن السابعة عشرة، واجتهد على سنوات عمره إلى أن كوّن لنفسه القاعدة والاستقرار الذي يستحق في هوليود. حصدت أعماله ما بين الإنتاج، والإخراج، والكتابة، والعمل السينمائي، خمسة وأربعين جائزة في مهرجانات السينما بين أمريكا، وأوربا، وآسيا، ونال السّعفة الذّهبيّة في مهرجان "بيفرلي هيلز" مرّتيّن، عن فيلمي "الدّليل الدّامغ" و"المرأة"،ويبقى حلمه الأكبر أن يقدّم المطربة "أسمهان" في ملحمةٍ سينمائيّةٍ تخصّه، يعرّف فيها عن أهميّة هذه الإنسانة للعالم أجمع، وعن هذا الحلم يقول: "تشكل أسمهان أسطورة، بلا حرج وبلا حياء، تجاهلت كافة الحدود، وتحدّت كلّ الاتفاقيات، وطالبت بكافة حقوقها.
إن أسمهان المفتونة والمليئة بالشغف والموهوبة، والمضيئة، قد رفضت العيش داخل الحدود المفروضة على النساء في ذاك الوقت. كانت كلّ تجربة في حياتها استثنائية، من لحظة ولادتها وسط العاصفة المضطربة في البحر الأبيض المتوسط وحتى اللحظات الأخيرة من حياتها، والتي انتهت بغرقها المأساوي في نهر النيل. كانت دائماً تسعى للتوفيق بين رؤيتها لما يمكن أن يكون وبين التوقعات الثقافيّة لذاك اليوم، جوهرها الحقيقي كان دائماً يسود، لقد اختارت مراراً وتكراراً تكريم غريزتها، فضلاً عن توجّهها لأن تكون أفضل وألمع. وقد رفضت أي تسوية لمجرد أن تتذوق طعم الحياة، لقد اختارت بدلاً من ذلك الانطلاق نحو اللامحدود، ولذلك فقد كانت معشوقة، ومحسودة، ومكروهة".
يستطرد المخرج "حمزة" كثيراً في وصف شخصيّة هذه الفنانة الساحرة ومما اخترناه أيضاً: "لقد وُلدت نبيلة، وكانت أميرة عند زواجها، أصبحت أسمهان بمثابة ضوء البرق الذي يحمل الخير والشر. إن جمالها وأنوثتها وعبقريتها الموسيقيّة قد أثارت مشاعر الإخلاص، والغيرة، والعشق، والازدراء، والفرح غير العادي والخوف الكبير. وبسبب شغفها والذي كان لا يرحم، فضلاً عن الضغوطات التي كانت تتعرض لها من قبل الآخرين، والتي كانت تهدف لخنق أو تقييد أنشطتها، الأمر الذي أثار المزيد من الجدل. عندما أُجبرت على الزواج، حاولت كبح جماح طموحاتها، إلا أن شخصيّتها قد واصلت الصعود، وعلى الرغم من محاولاتها للامتثال للمعايير الثقافيّة في ذاك الوقت، إلا أنها لم تكن قادرةً على إطفاء النيران المُتّقدة في داخلها، وإن عدم قدرتها على الانسجام، قد تمّ فهمه من قبل الآخرين على أنّه تحدِّ، وقد تردّد تأثير صدى ذلك في جميع أنحاء، الدّول العربيّة" وفي النهاية يقول المخرج العالمي زياد حمزة بأنه لو بقي يوم واحد فقط في حياته فإنه سيبذله لإنتاج هذا الفيلم.
المخرج زياد حمزة يزور سوريا هذا الصيف لعدّة أسباب من بينها مشاريع سينمائيّة جديدة سيتمّ العمل عليها بين لبنان وسوريا وعن ذلك صرّح لنا في هذا اللقاء: "نعم لدي مشاريع جديدة، وهذا من أسباب وجودي في سوريا اليوم، وكنت في لبنان قبل ذلك، لأمهد بداية العمل على تنفيذ فيلمين من نصوص سوريّة تمّ التعديل عليها بأقلام أمريكيّة، وسيكون التمثيل أيضاً في مزجٍ بين الممثل السوري والممثل الأمريكي، وسيكون هناك تفاصيل كثيرة في المرحلة القادمة عن هذا المشروع، فأنا أريد أن تأتي هوليود إلى سوريا وسيكون مزيجاً جديداً وجميلاً".