سمحت الأزمة التي مر بها العالم خلال الأشهر القليلة الماضية للكثيرين بخوض تجربة العمل من المنزل، وساعدتهم على تحقيق التوازن بين الوظيفة وحياتهم الخاصة، ولهذا قد لا تكون فكرة العودة إلى المكاتب مع تخفيف قيود الإغلاق مريحة.
وقالت الكاتبة ناتاشا بادي في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال ريفيو" الأسترالية (Financial Review) إن الفرصة تبدو ملائمة أكثر من أي وقت مضى من أجل التفكير بالعمل عن بعد بشكل دائم.
وبينت الكاتبة أن اثنين من بين كل ثلاثة موظفين عملوا من المنزل خلال أزمة كوفيد-19 يرغبان الاستمرار بالعمل عن بعد بشكل دائم أو جزئي، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته شركة "إمبلويمن هيرو" الأسترالية مؤخرا شمل أكثر من 1200 شخص.
الاستعداد للعمل عن بعد
ويقول ماركو نيافرو المؤسس المشارك لشركة "فليكس كاريرز" (FlexCareers) إن جائحة فيروس كورونا أثبتت أن الموظفين يمكنهم أداء مهامهم على أكمل وجه أثناء العمل عن بعد أكثر مما كان يُعتقد في السابق.
وأكد نيافرو أن عددا أكبر من الموظفين أصبحوا مستعدين بعد الأزمة لمناقشة فكرة العمل عن بعد مع مديريهم، حتى لو كانت مطالبهم قد قوبلت بالرفض سابقا، أو أنهم كانوا مترددين أصلا في طرح المسألة.
كيف تطرح الموضوع؟
ينصح نيافرو الموظفين قبل تقديم طلب العمل عن بعد بأن تكون لديهم منذ البداية فكرة واضحة عن قدر المرونة التي يحتاجونها للعمل بعيدا عن المكتب، ويشدد على ضرورة التركيز على الإنتاجية من أجل إقناع مديرك بقدرتك على العمل عن بعد.
ويقول إن ترتيبات العمل عن بعد هي عبارة عن خطة متكاملة ومتوازنة، وليست خطة مرحلية ومتغيرة، ويجب خلالها التقيد جيدا بتعليمات الإدارة.
ويضيف نيافرو أن نجاح تجربة العمل في المنزل خلال أزمة كوفيد-19 قد يكون عاملا مساعدا في قبول الطلب، كما أن المفاوضات مع الإدارة يجب أن تقوم على عقلية بناءة وعلى إظهار فوائد العمل عن بعد للشركة والموظف على حد سواء.
وتشدد الدكتورة ميليسا غيلز الخبيرة في مؤسسة "إنترتشينج" (Interchange) للاستشارات الإدارية على النقطة ذاتها، قائلة "إذا كنت ترغب بمواصلة العمل من المنزل فإن من المهم أن توضح للشركة كيف يمكنها أن تستفيد من ذلك، إضافة إلى الاستفادة التي ستحققها أنت شخصيا على الصعيدين المهني والذاتي".
وتضيف ميلز أنه ينبغي استغلال الفرصة الثمينة التي أتاحتها أزمة كورونا، والتي استطاع الموظفون خلالها إثبات قدراتهم على تقديم الأفضل من خلال العمل عن بعد.
مشاكل محتملة
وينبه نيافرو إلى ضرورة التفكير في الانعكاسات السلبية المحتملة للعمل بشكل دائم من المنزل، مثل عدم مقابلة فريق العمل بشكل كاف، والبحث عن حلول لمثل هذه المشاكل.
وينصح نيافرو الموظفين الراغبين في خوض تجربة العمل عن بعد بشكل دائم بأن يكونوا مستعدين لتقديم بعض التنازلات وطرح حلول وسط ترضيهم وترضي مدراءهم.
المصدر : الصحافة الأسترالية