بعد فاجعة فلويد.. هل يرشح بايدن إمرأة من أصول أفريقية لمنصب نائب الرئيس؟

في مقابل الانتقادات المتتالية الموجهة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسبب تعاطيه مع أزمة الاحتجاجات على مقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد، ومن قبل ذلك تعامله مع ملف أزمة كورونا وتداعياته الاقتصادية؛ يسجل منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن "نقاطا سياسية"، يتوقع مراقبون أن ترجح الكفة لصالحه في النزال الرئاسي.
فقد كان بايدن -وهو نائب الرئيس السابق باراك أوباما- من أبرز المنتقدين لتعاطي ترامب مع الاحتجاجات الأخيرة، متهما إياه بتقسيم البلاد على أساس العرق والدين.
كما وجّه له انتقادا لاذعا بعد أن أعرب عن أمله في أن "ينظر جورج فلويد من السماء، ليرى ما يحدث لبلاده من أمور عظيمة"، في إشارة إلى أرقام عكست استعادة بعض الأميركيين وظائفهم التي فقدوها بسبب جائحة كورونا.
وكان المرشح الديمقراطي لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل من أول المبادرين لتعزية الشعب الأميركي وأسرة فلويد، حيث انتقل خصيصا لهذا الغرض إلى هيوستن الاثنين الماضي، رغم أنه لم يغادر منزله في ولاية ديلاوير سوى مرات قليلة في الفترة الماضية، بسبب إجراءات العزل الصحي.
 
انتصارات رمزية
 
لكن آخر هذه "الانتصارات الرمزية" التي بات يحصدها بايدن (77 عاما) أمام ترامب، وربما أهمها، هو إعلانه أنه سيرشح امرأة من أصول أفريقية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة لتولي منصب نائب الرئيس، في محاولة منه لاستمالة الناخبين السود.
 
ومن المعروف أن عناصر القوة التي يتمتع بها الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، تتمثل أساسا في ثلاث شرائح، وهم الشباب والنساء والأقليات، خاصة ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية.
كما يدين بايدن للناخبين السود -الذين يتمتع بشعبية لديهم- بجزء كبير من فوزه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، ويدرك جيدا أن تعبئتهم هي المفتاح لأي ديمقراطي يحلم في الوصول إلى البيت الأبيض.
ووعد بايدن ناخبيه في مارس/آذار الماضي بأنه سيختار امرأة في مواجهة ترامب، مشددا على أنه يفكر في اختيار مرشحة من أصل أفريقي، وكرر ذلك مرارا في مناسبات لاحقة.
 
▪︎ضغوط متصاعدة
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت الشهر الماضي أن بايدن يتعرض لضغوط متصاعدة من داخل حزبه، وهو يواجه أحد أهم القرارات المتعلقة بترشحه للرئاسة، وهو اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس.
 
كما انضم ديمقراطيون سود إلى محاولة حثه على اختيار امرأة من أصول أفريقية للمنصب، في مقابل ضغوط من جماعات ليبرالية ونشطاء لاختيار امرأة ليبرالية.
هذا التدافع -بحسب الصحيفة- جاء في لحظة حرجة لبايدن الذي يواجه اتهامات باعتداء جنسي على موظفة سابقة لديه فى التسعينيات، مما يهدد -رغم نفيه الاتهامات- قطاعا عريضا من المؤيدين له ممثلا في النساء.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا دانيال جيليون، أن الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي "يطالبون بنائبة رئيس سوداء البشرة"، مع مطالبة المتظاهرين الذين يحتشدون منذ وفاة فلويد بالعدالة والتغيير، مما انعكس على مواقع المراهنات.
وقال بايدن مساء أمس على قناة "سي بي إس" إن الأسبوعين الماضيين "زادا من الحاجة ومن الطابع الملح" لاختيار شخص "منسجم تماما" مع توجهاته.
وأضاف الرجل -الذي سيكون الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة إن فاز بالرئاسة- "أريد شخصا قويا وشخصا قادرا وجاهزا لأن يكون رئيسا من اليوم الأول".
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا كايل كونديك، أنه في الوقت الحالي "لدى بايدن أسباب عديدة لاختيار مرشحة سوداء".
وقد أفصح بايدن في وقت سابق أن فريقه يدرس أسماء سبع سيدات، لكن بعد الاحتجاجات الأخيرة على مقتل فلويد، باتت حظوظ ثلاث من أصول أفريقية الأكبر للظفر بالمنصب، وهن: منافسته السابقة في الانتخابات التمهيدية كامالا هاريس، والعضوة السابقة في مجلس النواب فال ديمينغز، ورئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز.
 
هشام ناسيف
الجزيرة

مواضيع ذات صلة