الانتخابات التركية 2023: (إمبراطورية الاتحاد الأوروبي تنهار) - التلغراف

30-5-23 

BBC

لا تزال أصداء نتائج الانتخابات الرئاسية التركية وفوز الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه، الذي يفضله الغرب، كمال كليجدار أوغلو تهيمن على اهتمام الصحف البريطانية.

 

فقد نشرت صحيفة التلغراف، بعد إعلان النتائج النهائية، مقالا للكاتب كون كوعلين بعنوان "إمبراطورية الاتحاد الأوروبي تنهار".

 

يستهل الكاتب مقاله بالقول إن أي ادعاءات قد تجول بخاطر الاتحاد الأوروبي بأنه لا يزال قوة عظمى لها مكانتها وتأثيرها في الشؤون العالمية تم الكشف عن عدم صحتها تماما من خلال إعادة انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا.

 

ويقول إنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت بروكسل تحاول إقناع تركيا لتصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي. ويضيف الكاتب أنه في الواقع، لا يزال يُنظر إلى البلاد رسميا على أنها مرشحة للانضمام، على الرغم من أن أنقرة بالكاد أحرزت أي تقدم في تنفيذ الإصلاحات المؤسسية اللازمة منذ عام 2004.

يوضح المقال أنه، وفقا لأردوغان، لا تزال تركيا تطمح بعضوية الاتحاد الأوروبي، إذ أبلغ الزعيم التركي اجتماعا لسفراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة التركية العام الماضي أن عضوية الاتحاد الأوروبي "تظل أولويتنا الاستراتيجية". لكن الحقيقة بالطبع، من وجهة نظر الكاتب، هي أنه وبينما أردوغان موجود في السلطة، فإن فرص تركيا في الانضمام إلى الكتلة، هي تقريبا، نفس فرص روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين.

ويضيف الكاتب أن ما يجعل أ ردوغان منبوذا، لا يقتصر على نهجه "الاستبدادي المتزايد" خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة، وفرض قيود صارمة على البرلمان والقضاء والصحافة، بل هو دعمه للعقيدة الإسلامية، التي ترفض تماما، بحسب الكاتب، الحريات الليبرالية التي يتبناها الغرب. وبدا ذلك جليا خلال حملته لإعادة انتخابه، التي بدأها باستحضار الغزو العثماني للإمبراطورية البيزنطية عام 1453.

 

وفي مثل هذه الظروف، أي بعد فوز أردوغان في الانتخابات، يقول الكاتب إن هذا يعني أن طموحات تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي لن تتحقق في المستقبل القريب، ما يجعل بروكسل تندم على ذلك اليوم الذي تصورت فيه أن عضوية تركيا في الكتلة اقتراح قابل للتطبيق.

 

ويشير المقال إلى أن إعادة انتخاب أردوغان لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، وهي فترة من المرجح أن يوسع خلالها ميوله الاستبدادية على حساب المؤسسات الديمقراطية في البلاد، تمثل بالتأكيد تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي.

وقال إن هذا التحدي يدعو بجدية إلى التساؤل عن طموحات الاتحاد في وضع نفسه كقوة عظمى ذات قوة ناعمة مساوية في مكانتها للولايات المتحدة والصين.

 

ويضيف أن مصداقية الاتحاد تعرضت بالفعل لتشكيك شديد بسبب استجابته غير المقنعة للأزمة الأوكرانية. وظهر ذلك جليا في الانقسامات العميقة بين بعض القوى الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا - التي تسعى إلى تبني موقف أقل تصادمية تجاه موسكو - وقوى أوروبا الشرقية الناشئة مثل بولندا - والتي تجادل بأن أمن القارة على المدى الطويل يتطلب هزيمة ساحقة لروسيا في ساحة المعركة الأوكرانية.

 

ويرى الكاتب أنه لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي الحفاظ على مقاربته الغامضة تجاه أنقرة. فتارة "يقدم رشاوى ضخمة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا". وتارة "يندد بعلاقة تركيا الوثيقة مع روسيا، التي تعتبر بالنسبة لأردوغان، منقذة للحياة فيما يتعلق بالاقتصاد التركي، إذ توافدت جحافل السياح الروس إلى البلاد تجنبا لعقوبات الاتحاد الأوروبي".

 

ويخلص الكاتب إلى أنه بالنظر إلى سجل الاتحاد الأوروبي السيء السابق في التعامل مع أردوغان، فإن قلة من الأوروبيين لديهم ثقة في أن الكتلة يمكن أن تقنع أنقرة بالتخلي عن دعمها لروسيا لإقامة علاقات أوثق مع بروكسل.

 

مواضيع ذات صلة