العالم يتسارع.. واحتياجات الحياة لم تعد تقليدية بقلم الباحثة التربوية د. فتون الصعيدي/ أيام كندية

اليوم.. عندما نبحث عن سبب انخفاض دافعية الأطفال للدراسة والقراءة وضعف تعلقهم بالكتاب .. لا يمكننا أن نعيد لهم الشغف بأساليب قديمة عفا عليها الزمن. عندما نشاهد حالات تمزيق الكتب بعد انتهاء الامتحانات وعدم انتماء الطلاب للمدرسة..

أسباب وطرائق علاج كثيرة يطول شرحها لا نستطيع أن نقول لان هذا الجيل قليل أدب وقليل تربية فحسب،

والشي المهم هو ضغط الأهالي على طالب البكالوريا وإغماءات الطلاب التي نراها وأحيانا تعرضهم لأزمات قلبية والوفاة بسبب الامتحان والذي أصبح كأنه معركة حياة أو موت والعلامات التي باتت كابوس وهذا بالحقيقة قلة دراية من الأهل .. صحيح النظام التعليمي المبني على تحصيل العلامات كشرط لدخول الكليات خاطئ لكن إذا اعتبرتم أن الطب والصيدلة والهندسات ضمان لمستقبل أولادكم تبدو نظرتكم أيضا فيها شيء من الغلط 

انظروا النماذج الناجحة من حولكم مثلا سيدة مصممة أزياء كانت خياطة وطلعت من حارة متواضعة وصلت للعالمية وهي اليوم تساعد الناس الذين عندهم حاجات ومظالم ومن بينهم أطباء ومهندسين وأصحاب شهادات عالية. أيضا 

طباخ عالسوشيال ميديا أصبح من الأثرياء 

واحدة من الفاشينيستات في مجال التربية، مواعيد استشاراتها مسكرة لشهور بمبالغ خيالية،

خبيرة تجميل كانت عاملة بسيطة بصالون، فتحت مركز ضخم وكل فترة تفتتح قسم وفرع جديد.

أعرف أصحاب مشافي ليس معهم شهادات، يشغلون عندهم الأطباء ويتحكمون فيهم

هؤلاء النماذج سعداء ليس فقط لأنهم حققوا الثراء و لأنهم اشتغلوا بالمجال الذي يحبوه وعرفوا كيف يوظفوا ذكائهم وموهبتهم بالشكل الصحيح

بالوقت الذي فيه طبيب نفسي يعاني من الضعف والاكتئاب بسبب ضغط العمل الذي يصعب تحمله. أي إنسان وفي اختصاصات طبية وهندسية أيضا مضنية وخطيرة والذي حصل بالكورونا ليس ببعيد.

المشكلة نظرة المجتمع للمهن والمكانة الاجتماعية هي تفكير القرن الماضي إلى الآن متغلغلة في مجتمعاتنا. 

ما المشكلة في أن يدخل الطلاب بمجال المهن بمراحل مبكرة ويتخرجوا من الثانوية ولديهم مهنة بدل ضياع كل هالوقت بحفظ معلومات سينسونها بسرعة؟ الأطفال حالياً أكثر وعي لهذا الأمر من أهاليهم

لذلك اسمعوا لهم وانظروا في مواهبهم وميولهم. 

المعنين لازم أن يدركوا أن الكتاب المدرسي لم يعد يغري الطفل لأن أي معلومة بكبسة زر يستطيع الحصول عليها. لذلك يجب أن تتحدث المناهج وتصبح تفاعلية وتكتشف المواهب لتحقق الفائدة

فلا تغصبوه وتقتلو له موهبته بحجة الوقت لا يكفي من ضغط الحفظ بالمنهاح

العلم وجد لإرضاء الفضول والشغف مما يحقق المتعة والرضا وليس العكس، لقتل الوقت والتعذيب النفسي والجسدي 

الموهبة يجب أن تُستثمر بكير؛؛؛؛؛؛؛

حرف تصميم أزياء خياطة فنون الطبخ الزراعة الذكية بسبب تقلبات الطقس والحروب والمجاعات البيطرة وتطبيقاتها الديكور برمجة سيارات تصليح كهرباء ديكور برامج التصميم الطباعي والإعلاني جميعها مهن تدر دخل كبير على أصحابها إذا اتقنوها وأبدعو فيها وهي مطلوبة عالمياً حتى مجال الإعلانات وتطبيقات الأجهزة الذكية والذكاء الصنعي لانه أصبح مخيف في هذا الوقت، 

لماذا لا يتم فتح أقسام بالمدرسة لهذه الاختصاصات؟ ولما لا يتم العمل على تغير نظرة المجتمع لهذه الاختصاصات والمهن، ولماذا المدارس المهنية عندنا لا تأخذ دورها الصحيح والدخول إليها هو على أساس العلامات وليس المواهب؟ 

ببعض الدول العظمى دخول اختصاص الطبخ يتطلب معايير أكتر من دخول الطب والعمل بمجال السواقة العمومي أهم من جميع الاختصاصات. 

العالم يتغير وأنتم ما تزالوا واقفين بمكانكم .. لا تأذوا أولادكم بسبب تفكيركم البدائي.

- مقدمة لموقع أيام كندية 

مواضيع ذات صلة