موسم دراما رمضان 2020 الأضعف من اثني عشر موسم / أيام كندية

موسم دراما رمضان 2020 الأضعف من اثني عشر موسم 
دمشق - عامر فؤاد عامر
 
تُعرض المسلّسلات السوريّة في الموسم الرّمضاني الحالي 2020 بحضورٍ باهتٍ، يلاحظه المشاهد والناقد معاً، عبر الانتقال والبحث في المحطات الفضائيّة التي اعتدنا رؤية المسلسل السوري يتصدّر قائمة أعمالها، ويبدو أن الجميع بات على علمٍ بأن ظروف الإنتاج السيئة التي عانى منها المسلسل السوري في العام المنصرم كانت سبباً رئيساً لهذا المشهد، إلا أن أزمة فايروس كورونا كانت إضافة لا يُحسد عليها أحد.
يتصدّر قائمة الأعمال السوريّة؛ سبعةُ أعمالٍ من إنتاج هذا العام، نلاحظ فيها عملين مما يندرج تحت مسمى أعمال البيئة الشاميّة، وهما "سوق الحرير" للأخوين بسام ومؤمن الملا، و"بروكار" لمحمد زهير رجب، وأيضاً نجد عملين بنسخة جزء ثانٍ وهما الكوميدي "ببساطة"، ومسلسل الفانتازيا التاريخيّة "حرملك"، وكلاهما من إخراج تامر اسحاق، ومن أعمال السيرة الذاتيّة لدينا "حارس القدس" للمخرج باسل الخطيب، ومسلسل "مقابلة مع السيّد آدم" ذو الطابع البوليسي للمخرج فادي سليم، ومسلسل "يوماً ما" للمخرج عمار تميم المُصنّف في قائمة الأعمال الاجتماعيّة، ومن الملاحظ في هذا الموسم بأنه على الرغم من انقضاء ملفّات الحرب أغلبها، والتي كانت عاملاً مؤثراً في تراجع المستوى الدّرامي في سوريا، لا سيّما عامل الإنتاج، إلا أن التراجع هذا العام بدا أيضاً على العدد، فالكم الذي كان يُنتج في سنوات الحرب كان على الأقلّ ضعف هذا العدد في بعض السنوات وفي بعضها يذهب إلى الضعفين! وبالمقارنة نجد أن الضعف من حيث النوع والكم لم يكن بهذا المستوى منذ اثني عشر موسم درامي.
 
يتمّ رفد هذا الحضور الخجول أيضاً بأعمال سوريّة من إنتاج سنواتٍ سابقة، والتي لمْ تعرضْ بعد، مثل "أحلى أيّام" للمخرج سيف الشيخ نجيب، و"نبض" لعمار تميم، و"هواجس عابرة" لمهند قطيش، و"حركات بنات" لمحمد معروف، وعلى الرغم من ذلك تخلو القائمة من الأعمال التي تعبّر عن الدّراما السوريّة المتماسكة بعناصرها، وحضورها المتألق، وبالنظر للأعمال السوريّة المشتركة سنجد مسلسلات "النحّات" للمخرج التونسي "مجدي السميري"، و"الساحر" للمخرج "عامر فهد"، و"أولاد آدم" للمخرج الليث حجو.
 
لا يمكن وضع الملاحظات من دون متابعة الأعمال مبدئياً، لكن يمكن وضع افتراضات واضحة قياساً على محبّة المتلقي العربي والمحلّي للأعمال السوريّة، إذا يبدو أن نسب المتابعة ستذهب للأعمال المشتركة كونها بإنتاج يراعي شرط الصورة المعاصرة إلى حدّ ما، كما أنها تعتمد على حضور النجم السوري وجاذبيّته، ومن جانبٍ آخر سيكون لعملي البيئة الشاميّة حضورهما للمتلقي العربي الذي يحبّ شكلانيّة هذه البيئة وخصوصيّتها.
 
من جانبٍ آخر ومع تعدد الظروف القاهرة للإنتاج والتصوير، يُتوقع أن نذهب لإنتاج الأعمال التي تعتمد على أقل عدد من اللوكيشنات، وعلى المكان الداخلي المُغلق، بالتالي استمراريّة الظروف ربما تذهب بشكل الإنتاج لمكانٍ آخر، وبمضمونه أيضاً، والذي ربما سيلامس دواخل الإنسان أكثر، لكن كلّ ذلك يعتمد على الاستجابة السريعة، والبحث عن الحلّ البديل، وهذا ما سنتبيّن ملامحه في المراحل القادمة.
 

مواضيع ذات صلة