الفنان مهران نعمو لـ أيام كندية: التعب في شارع شيكاغو أوصله للناس أسرع

▪︎"بتتاه" و "أبب" تيمة القاق السكرجي 
عامر فؤاد عامر – دمشق
استطاع الفنان الشاب مهران نعمو أن يلفت نظر محبّي الدّراما التلفزيونيّة، من خلال أدائه شخصيّة السِكْير في مسلسل "شارع شيكاغو" للمخرج محمد عبد العزيز، على الرغم من العرض الحصْري للمسلسل الذي اختصت به قناة OSN ويبدو أن الاجتهاد في دراسة الدّور، والتعامل المهني الذي قام به الممثل في البحث عن تفاصيل، وحياة الإنسان المُدمن على تناول الكحول؛ مَنَحَ "القاق" ظهورها المميّز، وتفرّدها الواضح بين شخصيّات العمل ككلّ، ويمكن القول بأنّه للمرّة الأولى تَطرح الدّراما السّوريّة "السِكْير" المُدمن على تناول الكحول بهذه الصّورة وعلى هذه الشاكلة، وعن الشخصيّة والعناية بها جاء هذا اللقاء بالفنان مهران نعمو الذي يروي لأيام كنديّة بعض تفاصيلها: "كانت شخصيّة "القاق" تحدٍّ بالنسبة لي، وقد تعاملت معها بمحبّة منذ البداية، وعملت على إحيائها بطريقةٍ خاصّة، فابتعدتُ عن نمط السّكْير الذي ألفناه في المسلسلات، ولذلك راقبت بدقّة السكارى في حياتنا، وبكلّ بساطة ذهبتُ لخيارٍ بعيدٍ عن العوارض المعروفة التي تصيبه كالدوخة، والمشي غير المتوازن، والتثاقل في اللسان أثناء الكلام، وخصّصتُ لها كلماتٍ غير مألوفة مثل: "بتتاه"، و"أبب"، وأفادني كثيراً البروفات التي كان يجريها المخرج، مشكوراً، قبل كلّ مشهد يُقرر تصويره، مما جعلني أتعلق بها أكثر.
وبالتالي كان "القاق" شخص قلبه حاضر، مليء بالحبّ، وفيه جانب خيّر وآخر شرير، وإنسان مرن يتعامل مع كلّ الظروف، ويستمتع بكلّ الحالات التي تفرضها عليه الحياة، والمهم عنده احتساء مشروبه، ويعمل لاستحصال مالٍ يوازي سعر زجاجةٍ واحدةٍ فقط، ويكتفي بعدها ليغلق صندوق الدنيا أو صندوق الصور حتى ولو كان لديه طابور من الزبائن! متجهاً إلى الخمّارة فوراً".
استطاع نعمو أن يكرس اجتهاده عاماً تلو الآخر، فقد نجح في موسمٍ سابق في أداء شخصيّة صبحي بحرفيّة في مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" للمخرج عامر فهد، التي تمثّلت بالشاب الدّرويش، والطيّب، والقابع تحت سقف سيطرة الأمّ ثم الزوجة، والذي لا يعرف شيئاً في الحياة وكأنه طفلٌ في هيئة رجل من الخارج فقط.
بعد صبحي تميّز مهران بأدائه تيسير في مسلسل "حارس القدس" للمخرج باسل الخطيب، فكان حفار القبور، ومتقناً للهجة، وصاحب قلبٍ إنساني لم تثنه الحرب عن اتزانه ومحبّته، ثم تأتي شخصيّة القاق وهي النقيض تماماً من السابقتين، لكن هذه دلالة على مقدرة وتميّز في فهم التركيب وإعادة إحياء ما هو مكتوب وموصّف ليصبح من لحمٍ ودمّ، ولتصبح في النهاية ذات حضورٍ مؤثر وقريب من المتلقي.
الفنان مهران نعمو، من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحيّة 2014 قدم عدداً من الشخصيّات المميّزة في عروض المعهد أثناء سنوات الدّراسة من بينها شخصيّة "أيوب" التي يعمل على طرحها من جديد للجمهور قريباً، ولدى سؤالنا له عن الدّور التي يتمنى أدائها كانت إجابته: "أتمنى لعب دور الضابط القاسي والشرير، أو رئيس عصابة، أو العاشق فهناك تفاصيل يمكن طرحها بطريقة متجدّدة لم تذهب إليها الدّراما بشكلٍ كافٍ، وأعتقد أن أيّ دور سيحمل تميزاً بعد أن يعيش الممثل تفاصيل يحاول البحث عنها والتقاطها بهدوء وإتقان"، كما اشتغل مهران في عددٍ من الأفلام السينمائيّة السوريّة لكن وعلى الرغم من كونه ممثلاً ناجحاً إلا أن حلمه يبقى في الإخراج كما يبوح لنا، ولكن بعد خوض تجربة لا بدّ منها في تجسيد تجارب أكثر أمام الكاميرا من أجل إغناء الحصيل المعرفي في هذا الميدان.
وفي مساحة من الشكر والامتنان أحبّ الفنان مهران نعمو أن يوجّهها لعددٍ من الشخصيّات التي أثّرت في حياته لا سيّما وأن هذا هو الظهور الأوّل له في مجال الصحافة المكتوبة، فيقول: لا بدّ من شكر الأساتذة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة سامر عمران، جهاد سعد، فايز قزق، سمير عثمان وغيرهم، فهم صقلوا الموهبة وعملوا على رعايتها، وكذلك المخرج عامر فهد الذي قدّمني في أوّل فرصة حقيقيّة أمام كاميرا التلفزيون وآمن بي كممثّل جديد، ولن أنسى المخرج باسل الخطيب الذي منحني فرصة الوقوف 
أمام القامة الكبيرة دريد لحام في فيلم "دمشق حلب"، وبعدها دور تيسير في مسلسل "حارس القدس"، وأيضاً المخرج محمد عبد العزيز الذي خصّني بمساحةً وثقةً كبيرتين، قلّما يفعلها مخرج مع خريج جديد، فقد آمن بي وبكلّ الاقتراحات التي تشاركنا فيها، وترك طابعاً مهماً داخلي في هذه التجربة وأقصد مسلسل "شارع شيكاغو" ولا بدّ لي أن أشكر كلّ العاملين فيه من عامل البوفيه إلى السائقين وإلى كلّ العناصر من فنيين وفنانين والتي قدّمت له واجتهدت فيه، فلولا هذه المحبّة ولولا هذه الروح لما وصل المسلسل لنجاحه، وأكرّر بأن إدارة المخرج ومحبّته الغامرة ساعدتنا كثيراً لنكون كتلة من النشاط على الرغم من العمل في ظروفٍ قاسيةٍ وصعبةٍ، أيضاً أودّ أن أشكر أهلي جميعاً والدي، ووالدتي، وأخوتي جميعهم، وما قدّموه لي من مساعدة عبر سنوات وسنوات، وأوجه شكري لصحيفة أيام كندية واهتمامها في تسليط الضوء على الفنانين وخصوصاً في سوريا، ورئيس تحريرها معتز أبو كلام، كلّ المحبّة لكم والاعتزاز بكم.
 
 

مواضيع ذات صلة