أريج الرسول، طالبة جامعية تنال مرتبة الشرف في كندا، تعرَّف على قصة نجاحها/خاص أيام كندية

ضمن زاوية قصص نجاح عربية في المهجر نرحب بالطالبة الجامعية الشابة أريج غازي الرسول.
أهلاً بك أريج، هل لك أن تعرفي القراء عنك وعن فترة طفولتك ونشأتك وما هي هواياتك المفضلة؟
 
أريج: أهلاً بكم أستاذ معتز وشكرا لاستضافتي في مجلتكم المميزة.
اسمي أريج فلسطينية الأصل، ولدت في تورنتو/كندا.
كنت أمارس  تمارين الرياضيات من عمر ٥ سنوات، أحببتها وكان ذلك سبب تأسيسي بمادة الرياضيات، وعندما دخلت المدرسة كنت دوماً أحصل على الدرجات العليا بمادة الرياضيات ، أيضاً والدي حصل على درجة %100 بمادة الرياضيات في الجامعة وحصل على مرتبة الشرف في علوم الكومبيوتر وكان ال Vally Victorian. أيضاً حصل على الدرجات العليا في ال -  
Senior IT Consultant 
وعن هواياتي: أحب السباحة، الرسم، الجمباز، ووالدتي كانت بطلة الكويت بالجمباز  على مستوى مدارس البنات وكانت تدربني على الجمباز من عمر ٣ سنوات، 
وكنت أيضاً أشترك بالنشاطات الرياضية مع فريق المدرسة ( Sir John A. Macdonald Secondary School) فقد حصلت على الدرجة ١٤ على كل الطالبات من عمري وكان عددهم ٤٨ متسابقة. 
وأما على صعيد المدرسة كفريق فقد حصلت مع فريقي بالمدرسة على الدرجة الأولى في  ال  cross country  على مستوى Waterloo/ Ontario في الجري
في عام ٢٠٠٩. 
وأدعو القراء الاطلاع على هذا الرابط: 
https://www.runnerspace.com/news.php?news_id=13817
 
المجلة: ما شاء الله.. برافو أريج.. طفولة حافلة بالانجازات.. أخبرينا الآن عن دراستك الجامعية ولماذا أخترتي فرع الهندسة الكيميائية وما المرتبة التي حصلتي عليها في الكلية؟
أريج: في البداية كانت دراستي بالكلية Mohawk  Collage، اخترت مجال الهندسة الكيميائية لأنه أعجبني وأذهلني كم هو ضروري وجود الكيمياء بحياتنا.
هذه المادة لا نستطيع أن نستغني عنها بتاتاً، نستخدمها بحياتنا اليوميه والأساسية فأحببت أن أعلم ما هي التركيبات التي تصنع  هذه الاشياء الأساسية بحياتنا ، أريد أن أتعمق فيها و أصبح مخترعة لشيئ ما يوماً ما في المستقبل، في كل إمتحاناتي النهائية للسنة حصلت على معدل %100 بالرياضيات و على معدل %98 بالكيمياء 
و في السنة الأخيرة حصلت على المعدل %98، مع وسام ومرتبة الشرف، كل البرفسوريون انتخبوني لأن أكون أحسن طالب أنجز بالهندسة الكيميائية فقد كنت أدرس و أُدرّس بنفس مختبر الكلية و كنت  أساعد البرفسور على مراجعة الواجبات للطلبة قبل أن أسلمهم للطلاب حتى يتأكد من أن الطالب  سيستوعب الواجب أم لا.
 
وكنت أيضاً أساعد  البرفسور على مراجعة المشروع الذي سيعرضه على الطلاب عن طريق الأونلاين. 
 
ومن بين دفعة طلاب الهندسة الكيميائية تم إختياري على أن أتوظف بالمختبر  فكنت أدرس وبنفس الوقت أعمل بالكلية، و نوعية عملي كان تحليل المشروبات مثلاً وأضيف تركيبات معينة كي تصبح مشروبات لذيذة صالحة للشرب ( كالعصير و السكّر ) وكنت أحلل أشياء كثيرة وأعمل تركيبة مختلفة كي تصبح شيئ آخر وهكذا... ولذلك اختاروني من بين ١٦ ألف طالب يحصل على مرتبة الشرف.   
 
المجلة: برافو أريج.. انجازات رائعة في زمن قياسي.
لا شك أن الحياة مليئة بالتحديات، ما هي التحديات التي واجهتك إلى الآن، وأنتي ما تزالين في مقتبل العمر؟
أريج: التحديات بدأت منذ المرحلة الإبتدائية وحتى آخر سنة في الكلية.
التحدي الأول هو أنني عربية مسلمة ولي عادات و تقاليد تختلف عن المحيط الذي حولي، فبكل مراحل الدراسية كنت اضطر أن أشرح لمدرستي أنني مسلمة و أريد أن أصلي و بوقت الصيام لا أستطيع أن أكون مع باقي الأطفال لألعب أو لأتناول الطعام بوقت الفرصة ( break ) وكنت بكل presentation أتكلم عن عاداتنا وتقاليدنا في فلسطين و عن رمضان كي يتعرفوا على أصولنا. كان منهم من يتقبل ومنهم من ينتقد بطريقة جارحة ولكني كنت أتقن فن الرد و آدابه. 
 
التحدي الثاني هو طلاق أمي من أبي، في عمر العاشرة انفصلت عن والدي واخترت العيش مع أمي، كان تحدي كبير أن أدرس لوحدي لأن والدتي في عملها وكانت أيضاً تدرس تحاليل طبية فكان تحدي لها ولي بأن أحافظ على علاماتي العليا، الحمد لله أنني رسمت لنفسي خطة وهدف وكنت أرى نفسي مخترعة و المخترع لا يضعف و لا يستسلم، و عندما أصبحت بعمر  ١٦ سنة قررت أن أعمل في تيم  هورتن  و بسن ال ١٧ إلى سن ال ٢٠ عملت في محل ملابس وكنت بنفس الوقت أعمل babysitter لأختي الصغيره البالغة من العمر ٥ سنوات وهي الآن بعمر ١١ سنة ، فأنا أقوم بتدريسها أثناء وجود والدتي في العمل وبعد أن تعود والدتي، أذهب وأكمل دراستي ، و في وقت عملي أذهب و أدرس في وقت الفراغ ، أما في الصيف فكنت أسجل في المدرسة الصيفية كي أحضر نفسي للدراسة بالسنة المقبلة، وبسبب ظروفي و التحديات اضطررت أن أدرس  بالكلية دوناً عن الجامعة
على أمل أنني سوف أتخرج أسرع و أعمل كي أعود مرة ثانية و أكمل دراستي الجامعية لأصل لهدفي.  
 
المجلة: دعيني أسئلك الآن عن طموحك في الحياة وما هي أهدافك المستقبلية؟
أريج: إن شاء الله السنة المقبلة لعام ٢٠٢٢-٢٠٢٣ سأستمر بالدراسة وسألتحق بجامعة Lakehead فطموحاتي كثيرة منها أن أكمل دراستي بالجامعة و أحصل على الدكتوراه ، و منها أصبح برفسورة بالهندسة الكيميائية ، هدفي بالنهاية أن أكون مخترعة ،  فأنا الآن أصبح لدي كتاب أجمع فيه كل ما أنوي إختراعه، حتى أني أكتب التركيبه على هيئة رموز حتى لا تقع بيد أحد ويأخذ الفكره. 
المجلة: برافو وحرصك في محله. فكثير من الاختراعات المهمة سُرقت من أصحابها بعد أن تعبوا على تحقيقها.
سؤالي الآن..  من الشخص الذي أثر في حياتك أكثر ومن هو قدوتك في الحياة؟
أريج: أمي.. هي التي شجعتني و أعطتني تحفيز قوي جداً، هي قدوتي لأنها ضحت بسنين عمرها لأجل سعادتي، ورغم أنها كانت تعمل وتدرس وتحرص على تدريسي إلا أنها قوية جداً بإرادتها وتسعى دوماً للوصول للهدف. 
أنا محظوظة بأمي ولولاها ما كنت حصلت على المستوى الأول بكل مراحل دراستي.
 
المجلة: بوركتي وبوركت جهودك أنتي وأمك..
أريج.. ما هي نصيحتك لأبناء وبنات جيلك سواء في كندا أو خارجها؟
أريج: أود أن أقول.. إن انفصال الوالدين صعب جداً لا شك ولكن هذا ليس نهاية العالم، حياتك و مستقبلك ينبغي أن لا يتوقف، يجب أن تقبل التحدي و ترسم خطة لتصل لهدفك ، و عند الوصول ستتذكر فقط نجاحك و ستسعد به كما أنا الآن سعيدة به جداً.
 
المجلة: نصيحة وكلام جميل ومحفز فعلاً.. هل لديك كلمة أخيرة في نهاية الحوار؟
أريج: نعم.. شكراً جزيلاً لكم وكان لي الشرف والفخر بأن يكون لقائي معك أستاذ معتز، أتمنى لك ولمجلتك الرائعة، أيام كندية، النجاح والتميز المستمر، وتحياتي لك ولكل من تابع حوارنا هذا. 
 
شكراً أريج وأنا سعدت وتشرفت أيضاً بلقاء طالبة جامعية مثابرة وطموحة مثلك وأرجو أن يكون هذا الحوار حافزاً لأبناء وبنات جيلك في كندا وخارجها. بإسم أسرة مجلة وموقع أيام كندية وباسم جميع القراء الأعزاء نرجوا لك مزيداً من النجاح والتفوق وأن تحققي كل أمنياتك في الحياة وعلى جميع الأصعدة.
أجرى الحوار: رئيس التحرير الكاتب معتز أبوكلام 
خاص أيام كندية
 

مواضيع ذات صلة