الشاب السوري الذي علّم الرئيس الألماني تحضير {التبولة}.. يروي قصته

لم يتوقع اللاجىء السوري الشاب "مضر الشيخ أحمد" للحظة، أن تتحول هوايته الصغيرة في الطبخ الذي يعشق تحضيره، إلى وسيلة لاندماج اللاجئين السوريين في المجتمع الألماني، من خلال مشروع "أوبر دين تيلراند كوخن"، الذي كرّس له وقته وجهده ليصبح من أنجح مشاريع الاندماج، الأمر الذي دفع الرئيس الألماني "يواخيم غاوك" لدعمه شخصياً والمشاركة في إحدى فعالياته، ووصل صدى نشاطاته إلى مختلف المدن الألمانية وصولاً إلى عدة دول أوروبية مجاورة من خلال ما سُمي بالمطبخ "الجوّال" الذي قدم نشاطاته في كل من فرنسا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا والسويد.
 
 
كان مضر قد تخرج للتو باختصاص اللغة العربية من جامعة حلب عندما ساءت الظروف في سوريا عام 2013، فاتجه إلى أوروبا بحثاً عن الأمان وكانت وجهته السويد بداية، وهناك تمكن اللاجىء الشاب من توظيف خبرته الصغيرة في مجال الطبخ واتجه للانخراط في مشروع أُطلق عليه اسم "الطبخ خارج الصندوق" الذي لاقى قبولاً وتشجيعاً من الألمان، وهذا ما حفزه على تطوير هوايته في المطبخ السوري وكان الهدف-كما يقول لـ"اقتصاد"- نشر الثقافة السورية واللقمة الطيبة بنفس الوقت.
 
 
 وبعد فترة تمكّن مضر مع المجموعة التي انضم إليها من إحراز جائزة أفضل طباخ في برلين لعام 2015.
 
 
 ومضى مضر موضحاً المقصود من عنوان "الطبخ خارج الصندوق" الذي يعني–كما يقول- "الخروج عن الأطر المألوفة والتوسع في اللانهاية" –حسب تعبيره- مشيراً إلى أن "فكرة الطبخ المعروفة تهدف للإشباع، أما الطبخ خارج الصندوق فله أهداف أخرى وهي دمج اللاجئين في المجتمعات التي يتعايشون معها بالإضافة إلى التبادل الثقافي".
 
وبالإضافة الى دمج اللاجئين بالألمان من خلال الطبخ أتاح مشروع "الطبخ خارج الصندوق" دروس طبخ للألمان، وحول الهدف من هذه الفكرة وما الذي تم تقديمه على صعيد ثقافة الطبخ، أشار محدثنا إلى أن لدروس الطبخ هذه مردود مادي لدعم المشروع، وهذه الدروس-كما يقول- هي نوع من التبادل الثقافي الذي يتشارك فيه الحضور صوراً عن معالم المدن التي أتوا منها وتراثها وعاداتها وتقاليدها وإرثها الحضاري.
 
 
 واعتاد المرتادون في ختام الدرس-كما يؤكد مضر- أن يرقصوا الدبكة السورية بعد تقديمه للدروس، وكان الإطراء الذي قوبل به دافعاً لمزيد من النجاح والتقدم.
 
 
ومن ضمن نشاطات الفريق برنامج العمل الذي يهدف لإيجاد فرص للاجئين في سوق العمل،  ونوّه محدثنا في هذا السياق إلى أن البنك الألماني تكفّل بدعم البرنامج وقدم موظفيه كمتطوعين لمساعدة اللاجئين في ايجاد فرص للعمل حيث تولى كل متطوع من البنك تحضير وتهيئة لاجئ من البداية حتى إيجاد فرصة عمل تتوافق مع خبراته ودراسته. واجتمع محدثنا–كما يؤكد- مع مدير البنك في مدينة "اسن" بالإضافة لرئيس الدولة وبعض المسؤولين وتناقشوا في هذا الموضوع ضمن برنامج يقدمه رئيس الدولة.
 
وكنوع من التشجيع المعنوي للمشروع وضمن سلسة النجاحات المتتالية للمجموعة حضر الرئيس الألماني "يواخيم غاوك" أحد فعالياته، "أراد رئيس الدولة أن يُظهر للعلن عبر الشاشات المرئية (التلفاز) نوع النشاطات التي تقدمها المجموعة فشاركنا نشاطاتنا وطلب مني أن يتعلم طريقة تحضير التبولة، كما تحدث قليلاً مع الفريق عن المشاكل التي واجهتهم ووعد بتذليل الصعوبات التي تعترض المشروع"، يقول مضر.
 
 
 
وأوضح مضر أنه كان يتوقع نجاح فكرة المشروع لكن ليس إلى المدى الذي وصل إليه، وكان-كما يوضح- على يقين بأن السوريين لديهم الكثير ليقدموه لهذا سعى جاهداً ليثبت للجميع أن اللاجئين السوريين قادرون على انجاز الكثير وأنهم موجودون وفاعلون.
 
عن زمان الوصل
 
أيام كندية
 

مواضيع ذات صلة