خصوصية تهدد السلامة.. لماذا لا يجب أن يحتفظ ابنك أو ابنتك بالأسرار؟

7/10/2020
 
بعض الأهالي وخاصة المشغولين بتربية أبنائهم بروح عصرية، يسيئون تفسير مفهوم الخصوصية وطريقة ترسيخه عند الأطفال.
يخلطون بين حق الطفل في إدارة مساحته الشخصية وفي اعتباره أي من شؤون حياته سرا لا يجب التحدث عنه مع الآخرين، وبين أن يكون الأب والأم في خانة "الآخرين" الذين يمكن كتمان الأسرار عنهم.
لكن كيف تعلّمين طفلك ألا يكتم عنك شيئا يخصه، وأن السلامة قبل الخصوصية؟
 
▪︎ من علّم الأطفال كتمان الخبر؟
 
نبدأ بتعليم الأطفال فكرة الأسرار من سن مبكر جدا، حتى عندما لا نعتقد أننا نفعل ذلك.
في عمر مبكر، نعلمهم كيفية الهمس ولفت نظرهم بكلمات مثل "لا تخبر الأم أو الأب"، ومع الوقت يبدؤون بمحاكاة اللعبة وإخفاء أسرارهم.
مع سن المدرسة وتوسيع دائرة الأصدقاء، تتعزز فكرة الحفاظ على السرية، وتبدأ بأسرار بريئة لا يسبب كتمانها ضررا.
هناك فرق بين السر الآمن والسر الضار، ومن المحتمل ألا يتمكن الطفل من تمييز هذا الاختلاف في عمر مبكر، لهذا السبب يجب عدم تشجيع حفظ السر، حتى في أكثر أشكاله براءة، بحسب مقال على موقع "مامس" Moms.
 
▪︎ وقود الأسرار
 
يتعود الطفل إخفاء الأسرار عنك لأنه يخشى غضبك، ويحاول تجنب العقاب أو اللوم.
فالرغبة في تجنب اللوم والانتقاد تجعله يكتم عنك كل ما يجب أن تعرفيه عن إخفاقاته، ومواقفه التي قد يظنها مخزية.
 
كما يخفي الطفل الأسرار رغبة في الشعور بالاستقلالية وامتلاك الخصوصية بعيدا عنك، وتكوين صداقات.
وربما يخفيها لأنه لا يعرف مدى خطورتها وتأثيرها الضار عليه أو على الآخرين، وأحيانا يحتاج البوح بعض الوقت، وما لا يريد إخبارك به الآن سيخبرك به لاحقا.
هذه أبرز العوامل التي قد تجعل طفلك يخفي عنك بعض أخباره، وما عليك إلا معرفة أي منها تؤثر عليه، وإيضاح أنواع الأسرار التي قد يقابلها له.
 
أنواع الأسرار
 
الأسرار بين الأطفال أحيانا ما تكون ضارة، لكن عندما يتعلق الأمر بالأسرار بين البالغين والأطفال تبدو مقلقة أحيانا، وأحيانا أخرى خطيرة.
قبل عمر السابعة، لابد أن تعلّمي طفلك ضرورة البوح وعدم إخفاء أي شيء عنك، وفي عمر السابعة علّميه عن الأنواع المختلفة من الأسرار التي من المحتمل أن يواجهها.
وبحسب الطبيبة والمعالجة النفسية "آيمي مورين"، هناك 3 أنواع من الأسرار:
 
1- أسرار ممتعة
 
تتضمن الأسرار الممتعة حفلة مفاجئة أو هدية لشخص ما، وقد يقال للطفل "لا تخبر أمك بما اشتريناه لها لعيد الميلاد"، أو "لا تخبر الجد بأننا نخطط لحفلة عيد ميلاد مفاجئة له".
 
2- أسرار يمكن إفشاؤها
 
في بعض الأحيان، يطلب الكبار من الأطفال الاحتفاظ بالأسرار بنوايا حسنة، لكن حتى هذه الأسرار يجب ألا يخفيها عنك.
قد تقول الجدة له "لا تخبر والديك بأنك بقيت مستيقظا بعد وقت نومك"، أو قد يقول أصدقاؤك "تناول ذلك الكعك، لكن لا تخبر والدتك أنني أعطيتك إياه".
تعطي هذه الأسرار رسالة مفادها أن طفلك قد يتردد في قول الحقيقة لك، وربما عندما تسألينه مباشرة يبدأ بالكذب.
 
3- أسرار خطيرة
 
يعتمد الأشخاص السيئون على الأطفال للحفاظ على أسرارهم، ويقول الجناة الذين يتحرشون بالأطفال أو يعتدون عليهم بأي صورة، أو حتى يؤذون آخرين أمامهم أشياء مثل "هذا سرنا، ولا يمكنك إخبار أي شخص"، وقد يهددون الأطفال بعدة طرق في محاولة لإبقائهم صامتين.
وغالبا لا يجرؤ الأطفال الذين لم يتعلموا بشأن الأسرار على إخبار أي شخص أيا كان، هذه الأسرار لا بد أن يحكيها لك.
 
▪︎ كيف تتحدثين مع طفلك عن الأسرار؟
 
التحدث مع طفلك بانتظام عن الأسرار الآمنة مقابل الأسرار غير الآمنة، قد يكون الضمانة لحمايته.
ابدئي بالتحدث مع طفلك في سن مبكر عن الأسرار غير الآمنة، اشرحي أنه في بعض الأحيان يطلب الناس من الأطفال الاحتفاظ بالأسرار لأنهم يفعلون أشياء سيئة، واجعليها مناقشة منتظمة مع طفلك حيث تنمو قدرته على فهم الموضوع.
 
وفي "الأسرار الممتعة" تأكدي من استخدام كلمة "مفاجأة" وليس كلمة "سر"، وتأكدي أن طفلك يعرف أنه يمكنه دائما إخبارك إذا طلب منه الحفاظ على السر، ولن يحدث ذلك إلا حين يعرف طفلك أنه لن يعاقب لقول الحقيقة أو الكشف عن أي أسرار لك.
 
▪︎ كيف يفرّق بين السر الجيد والسيئ؟
 
تنصح منظمة "كيدز فاونديشين" (Kidsafefoundation) بضرورة تمكين طفلك منذ الصغر بالتفريق بين السر الجيد والسر السيئ، فالسر الجيد هو نوع السر الذي يعرف طفلك أنه ستتم مشاركته في النهاية، أما السر السيئ فيجعل طفلك يشعر بالارتباك أو القلق أو الخوف من إخباره، كأن يطلب الشخص منه الاحتفاظ بسر ما ولا يخبره أبدا، أو عندما يحدث شيء غير مريح له أو يرى شيئا مخيفا عبر الإنترنت، أو يتعرض للتنمر، أو يفشل في الاختبار، أو يتعرض للمس غير آمن.
ويمكن إجراء بعض الأنشطة مع طفلك للتأكد من استيعابه الفرق بين الأسرار:
1- قدمي لطفلك أمثلة على سر سيئ، والمشاعر الناتجة عنه.
2- اطلبي من طفلك أن يخبرك، أو حتى أن يختلق سرا جيدا وآخر سيئا خاصا به.
3- أرشديه بلطف إذا شعرت أنه أساء فهم الفكرة، وأخبريه أن أي سر يشعر بالخوف من إخباره هو بالضبط نوع السر الذي يجب أن يخبره لك أو لأحد الأشخاص الموثوق بهم في دائرة البالغين الآمنين، ويجب أن يستمر في الحديث حتى يحصل على المساعدة التي يحتاجها.
 
فريدة أحمد -  
المصدر : الجزيرة+مواقع إلكترونية
 

مواضيع ذات صلة