ميرنا ملوحي لـ"أيام كندية": أطمح أن تصل أغنيتي لكل الناس اللحن والكلام والتوزيع عناصر أساسيّة يجب ألا يغفلها المغنّي اليوم
عامر فؤاد عامر
فنانة طموحة، ذات صوت يحمل من معاني الرّقّة والإحساس والحبّ الكثير، تحمل همّ الأغنية الوطنيّة، والأغنية الجادّة، وتفاجئنا في كلّ مرّة بمقدرتها على اختيار اللوّن المناسب للمتلقي، حققت لنفسها مكانة محليّة وتجتهد على نفسها لتحقق مكانتها في ساحة الغناء العربيّة، الفنانة ميرنا ملوحي ضيفة العدد الجديد في أيّام كنديّة، وكان لنا معها هذا الحوار: إلى أيّ درجة شكّل الغناء في الكنيسة أثراً على توجهاتك في عالم الأغنية؟ ارتبطت بداياتي في الغناء مع مرحلة دخولي الكورال الغنائي في الكنيسة، على الرغم من ولعي في غناء الفيروزيّات في عمرٍ مبكر من حياتي، لكن الكورال كان البداية لأحقق حلمي في أن أكون مغنية، فمن خلاله تهذّب الصوت واكتسب مقوماته، وتعلّمت في هذا النوّع من الغناء الجماعي قواعد مهمّة في الغناء لما له من خصوصيّة وميّزات، وبعدها انتقلت للترتيل الإفرادي أو غناء "الصولو" في الكنيسة، وأيضاً هو تجربة لها أهميّتها وقواعدها المميّزة.
بعد تجربتك في غناء اللون الطربي القديم اتجهتِ لإطلاق أغنيات خاصّة، فكيف تمعنين اليوم في اختيار الكلمة واللحن المناسبين لميرنا؟ التجربة في غناء الطرب القديم واللون الكلاسيكي والفيروزي جعلني أتلمّس الأغنية الأقرب لأحاسيسي والأكثر مناسبةً لصوتي، وهنا أجد شغفي في الغناء وبسببه فعلاً أصبحت أسعى لدراسة خطوة إطلاق أي أغنية خاصّة بميرنا، فاللحن والكلام والتوزيع عناصر أساسيّة يجب ألا يغفلها المغني اليوم، لذلك كانت أغنياتي التي أطلقتها مُرضيةً بالنسبة لي على الأقل، فهذا هو توجّهي وهذا ما يشبهني فعلاً. كان لك مشاركات عبر الأغنية في الدراما والمسلسلات، فهل خدمتك هذه التجربة وإلى أي مدى؟ جاءت مشاركتي هنا فقط في مسلسلي "فرصة أخيرة" فأديت الشارة مع المطرب اللبناني آدم، وأغنيتين ضمن مسلسل "هارون الرشيد" باللغة العربيّة الفصحى وهما "حي المنازل" و"فوالله ثم والله"، وكلا التجربتين كانتا بمستوى جيد، وهذا ما لمسته من خلال ردود الفعل التي سمعتها وقرأتها، ولذلك أعتقد بأن هذه المشاركات خدمتني وأوصلت صوتي لعدد جديد من محبّي الأغنية وعشّاقها عبر الدّراما.
هل مطلوب من ميرنا اليوم إعادة إحياء الأغنية التراثيّة؟ وماذا عن تجربة الغناء باللغة العربيّة الفصحى؟ ليس من الخطأ إعادة إحياء التراث الغنائي، وإعادة توزيع الأغنيات التراثيّة، لكن الشرط هو المحافظة على الأغنية وعدم تشويهها، والدفاع عن أصالتها، ومن دون المساس بجوهرها، وإبقائها على مقامها الأساسي، فإعادة الإحياء هذه ستسعى بالأغنية لأن تعيش أكثر، وأنا مع هذه الخطوة بالتأكيد، أمّا الغناء باللغة العربيّة الفصحى، فكما ذكرت كان لي أغنيتين في مسلسل "هارون الرشيد"، كما شاركت في أوبريت عربي عبر أغنية بالفصحى مع مطربين من مصر، وفلسطين، والأردن، وكانت تجربة مهمّة بالنسبة لي.
إلى أين تطمح ميرنا في مشروعها الفنّي؟ أطمح للعديد من المشاريع، لكن الوضع الراهن يحمل معوّقاته، منها مثلاً السفر، فهو غير متاح بسهولة اليوم للبلدان العربيّة الأخرى، ولا المشاركة في مهرجانات عربيّة فمؤخراً كان لدي مشاركة في مهرجان في القاهرة لم أتمكن من تلبيتها، وهذا ما حصل معي في دعوات جاءتني من مهرجانات صلالة، والمغرب، والجزائر، وغيرها، وطموحي من هذا السفر هو أن أمثل سوريا في الخارج ضمن المهرجانات، كما أطمح أيضاً أن أقدّم أغنياتي الخاصّة من خلال فرصة إنتاج عبر شركة مختصّة ومحترفة في عالم الأغنية، من دون أن تفرض شروط كما هو معتاد، بل إنتاج أغنيات تشبهني وأحبّها وأن تصل للناس في كلّ مكان بمستوى يليق بهم وبالذائقة الفنيّة المطلوبة. كلمة الفنانة ميرنا ملوحي لمجلة أيّام كنديّة: الشكر الكبير لمجلة أيّام كنديّة، وللجالية السوريّة في كندا، وأتمنى أن يكون الطريق متاحاً لي وللفنان السوري لإقامة حفلات في كندا واللقاء بالسوريين هناك.