الصين مقابل أمريكا رهان على المستقبل بقلم فيصل العطري

الصين مقابل أمريكا رهان على المستقبل

بقلم فيصل العطري

قد يبدو العنوان صادماً للبعيد عن عالم التكنولوجيا ، لكن نظرة سريعة للتفوق الهائل الموجه لرفاهية الانسان الذي حققته الصين تجعلنا ندرك أن مركز الالكترونيات في العالم أصبح له عنواناً واحداً هو مدينة شينزين الصينية.

استيقظت أمريكا على كابوس مزعج حين أعلنت شركة هواوي عن جاهزيتها لتوريد تقنية الجيل الخامس ذلك أن أمريكا خلال تركيزها على تطوير اسلحتها لممارسة الدور الذي اختارته لنفسها كشرطيّ للعالم قد أهملت تطوير تقنياتها المدنية وأنها أصبحت متأخرة عن الصين وأدركت أمريكا فداحة خسارتها حين تأكدت من صدق تصريح هواوي بأن العالم سيحتاج لسنتين على الأقل ليتمكن من إنتاج تقنية الجيل الخامس!!!.

ليس أدل على ما نقول إلا زيارة الرئيس ترامب لألمانيا التي كان عنوانها العريض والصريح الضغط على ألمانيا للتخلي عن إبرام صفقة كانت وشيكة لتحديث شبكات الاتصال الألمانية للجيل الخامس. في الواقع لم يكن خسارة بضعة مئات من مليارات الدولار ولا شعور أمريكا أنها أصبحت كنمر جريح هما الدافع وراء الحرب التجارية الشرسة التي بدأتها أمريكا ، لكن استحواذ الصين على سوق الاتصالات أمر غير مقبول لأمريكا التي طالما تنصتت وراقبت العالم من خلال أجهزة الاتصالات التي تبيعها لشركات الاتصالات وبالتالي فإن خسارتها لهذا السوق أو لجزء منه سيحرمها من ميزة أدمنت عليها، والأنكى أن من يملك تقنية الجيل الخامس سيملك الغد لأن هذه التقنية ستفتح أفاقاً لم تكن ممكنة قبل الآن.

بواقع الأمر إن الحرب التجارية التي بدأتها أمريكا لا تستهدف الاقتصاد بقدر ما تستهدف عرقلة نمو الصين والعالم فترة تسمح للشركات الأمريكية باللحاق بهواوي و استعادة مكانتها حتى لو أدى هذا لنكسة اقتصادية عالمية أو تطور لما هو أدهى.

مواضيع ذات صلة