"رسمت بيتا صغيرا أسميته الأحلام". بيتنا الصغير المليء بالأحلام و الأماني و الأمل و الضحك كان دوما مكانا آمنا و دافئا. فيه شعرنا بكل المشاعر الصادقة كالإخلاص و الصداقة و الوفاء. في هذا البيت الصغير تعلمنا الشجاعة و الإصرار و الطموح و غيرها من المعاني السامية التي ما زلنا نلمس أثرها لليوم. " حلمنا نهار نهارنا عمل" ، هذه الكلمات الرائعة و تلك الأخلاق السامية لم تأت من فراغ بل من قناة الأطفال الرائعة سبيستون. سبيستون، أذكرها الآن و كأني أعود بالزمن لسنوات كانت من أفضل السنوات على الإطلاق. لم تكن سبيستون مجرد قناة للرسوم المتحركة بل كانت نعم المربية و المعلمة. لا أنسى أيا من تلك الرسوم بل و أحفظ شاراتها و أغانيها و إلى الآن أحبها. لم تكتفي هذه القناة برسم السعادة على وجوهنا بل ربتنا و علمتنا. كل الكلمات كانت معبرة و كانت الأصوات التي تغنيها تبعث علينا شعورا بالدفء و الحنين.
كنا نتسابق لمشاهدة برامجها و كلنا لهفة للمغامرات التي ستحصل و نتأثر من قلبنا. تعلمنا معنى القسوة من السيدة منشن في سالي و كنا نأمل بأن تلتقي ريمي بأمها. تأثرنا كذلك بالصداقات الفريدة و تعلمنا فعلا معنى الوفاء في عهد الاصدقاء. "روميو هو صديقي يحفظ عهد الأصدقاء، يعرف كيف يجابه الأيام، روميو هو صديقي علمنا معنى الوفاء". هل من أحد ينسى أغنية عهد الأصدقاء؟ القناص؟ ريمي؟ أنا و أخي؟ دروبي مع دو ري مي؟ايروكا؟ أنا و أختي؟ و غيرها من الشارات التي غرست فينا معاني الإصرار و الطموح و الأمل! الشارات التي نمت في قلوبنا الوفاء و المحبة و الإحساس المرهف. حفظنا هذه الشارات و تفاعلنا معها كما و غنيناها على الدوام لأننا لم و لن ننساها! من ينسى أياما كنا نحس فيها بالحنين عندما نستمع لأغنية ريمي و نبكي و كأن الكلمات تعنينا. كم شعرنا بالأمل عندما نستمع لأغنية سيري يا فتاتي و رسمت بيتا صغيرا لإيروكا. كم شعرنا بالحب و الحنان فور استماعنا لأغنية مع أمي أصحو و أنام للهارب. كم من مرة سافرنا لعالم ليدي ليدي الرقيق و حلقنا على جناح الأحلام! كان لهذا الصوت الفريد و الذهبي الدور في زرع هذه المشاعر النقية الصافية في جيل يكبر و يتعلم من الحياة. الجيل الذي كبر الآن و ما زال قلبه يحن لتلك الأيام البريئة و النقية التي قد لا تعود و لكن من المستحيل أن تنسى . كم هو رائع أن تكون الرسوم المتحركة الهادفة وسيلة لتعليم الطفل المعاني السامية و الأخلاق النبيلة. النبل خلق جميل و ليس لقبا و الصداقة عهد والتزام وليست مصلحة و الأحلام تبقى أحلاما إن لم نعمل من أجلها. كبرنا وتعلمنا أن الحياة ليست تلك التي كنا نراها في الرسوم و أن عالم الأطفال الجميل الذي عشنا فيه لن يزول و لن يختفي بل سيبقى في قلوبنا و سيبقى الحنين و تبقى الذكريات والأحلام البريئة في بيتنا الصغير تنمو و تكبر لتصبح ناضجة و حقيقية. الآن كلما سمعت أغاني سبيستون، أغني و أنطلق لبيت الطفولة الصغير و أقول دائما " لا تنسى أن تبقى مع سبيستون".