تعاني منه ميغان فوكس.. ماذا تعرف عن اضطراب تشوّه الجسم؟

1-6-23

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صرحّت الممثلة الأمريكية ميغان فوكس، نجمة غلاف مجلة "سبورتس إلستريتد سويمسوت" لعام 2023، التي طالما اعتبرت رمزًا للإغراء، أنّها بين 5 إلى 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة المتأثرين بحالة اضطراب تشوّه الجسم.

 

وقالت فوكس في مقابلة فيديو مع "سبورتس إلستريتد": "أنا لا أرى نفسي كما يرونني الآخرون أبدًا. ولم يكن هناك مرحلة في حياتي أحببت فيها جسدي، أبدًا".

 

وتابعت: "عندما كنت صغيرة، كان لدي هاجس المظهر بأن أبدو بشكل معين. ولست متأكدة لماذا كان لدي وعيًا بجسدي في سن صغيرة".

 

ويعد الاختلاف بين كيف يرى الشخص نفسه وكيف يراه الآخرون أحد أعراض اضطراب تشوّه الجسم، الذي يعرّف على أنّه "التركيز المفرط على عيب متخيّل في المظهر الجسدي أو الاهتمام المفرط للغاية بعيب جسدي طفيف"، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس.

 

وما يبدو عليه الأشخاص فعليًا - أو مدى جاذبيتهم - غالبًا ما يكون له علاقة قليلة بذلك.

 

وأوضحت راماني درفاسولا، وهي عالمة نفسية سريرية وكاتبة مقرها كاليفورنيا: "إذا كان لدى هذا الشخص، مثلًا، ندبة واضحة للغاية أو تشوّه جسدي ملحوظ، فهذا ليس ما نتحدث عنه".

 

وشرحت أن المصاب باضطراب تشوّه الجسم يصبح مشغولًا، بل حتى مهووسًا تقريبًا، بسبب عيب جسدي بسيط، مثل انتفاخ بسيط في الأنف، أو سن منحرف قليلاً، إلا أنه لا يكون ملحوظًا أو ظاهرًا للآخرين.

 

وأضافت أن المريض لن يشعر بالرضا أبدًا، وسيسيطر التفكير في هذا العيب على حياته.

 

عادة ما يقضي الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم الكثير من الوقت بالنظر في المرآة لتحليل العيوب المتصوّرة

 

حوالي 2% من سكان العالم يعانون من اضطراب تشوّه الجسم، ويؤثر هذا الاضطراب على الرجال والنساء بشكل متساوٍ تقريبًا، وفقًا لجمعية القلق والاكتئاب في أمريكا. وعادةً ما تبدأ الأعراض في سن المراهقة عندما تبدأ الأجسام بالتغير بشكل جذري.

 

وهناك نوع فرعي من اضطراب تشوّه الجسم، وهو اضطراب تشوّه العضلات الذي يؤثر بشكل أساسي على الرجال، ويعرّف على أنه الانشغال المفرط ببنية الجسم كونه نحيفًا أو غير عضلي بما يكفي، بغض النظر عن مدى امتلاك الشخص للعضلات.

 

وفيما يلي كيف يعيش الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوّه الجسم، ومتى يجب أن يطلبوا المساعدة.

ما لا يُعتبر اضطراب تشوّه الجسم

غالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب تشوّه الجسم واضطرابات الأكل، لكن ذلك ليس الحال نظرًا لبعض الاختلافات، وفقًا لدرفاسولا وآن كيرني-كوك، وهي عالمة نفسية متخصصة في اضطرابات الأكل وصورة الجسم ومقرها في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو.

 

أوضحت درفاسولا أنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل ينشغلون بالتفكير المشوّه بشكل جسمهم أو وزنهم.

 

وقالت: "يشارك الشخص (المصاب باضطراب الأكل) في سلوكيات نسميها السلوكيات التعويضية التي يمكن أن تكون على سبيل المثال عدم تناول الطعام لفترات معينة من الوقت، أو ممارسة التمارين الرياضية المكثّفة، أو استخدام المليّنات".

 

مع ذلك، يتركّز اضطراب تشوّه الجسم عمومًا حول سمة متخيّلة أو حقيقية، حسبما ذكره الخبراء.

 

ما الذي يسبب اضطراب تشوه الجسم؟

لا يوجد سبب وحيد لاضطراب تشوه الجسم، لكن هناك بعض العوامل المساهمة.

 

وذكرت درفاسولا أن اضطراب تشوه الجسم يندرج ضمن عائلة الاضطرابات عينها لا سيما اضطراب الوسواس القهري.

 

وقالت إن "الدليل الوراثي الوحيد الذي نراه هو أنه إذا كان الشخص لديه قريب من الدرجة الأولى (أب أو شقيق) يعاني من اضطراب الوسواس القهري، فقد يكون من المرجح أن يعاني الأول من اضطراب تشوه الجسم".

 

وأشار الباحثون إلى أن أدمغة بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم قد تعاني من "تشوهات في معالجة المدخلات البصرية عند فحص وجههم"، وفقًا لدراسة عام 2010.

 

ويحدث اضطراب تشوه الجسم أحيانًا في الوقت ذاته الذي يحدث فيه القلق.

 

وإذا كان الشخص منشغلًا بأمور معينة بسبب القلق، فقد تكون السمة الجسدية مجرد قضية أخرى يركز عليها، وفقًا لدرفاسولا.

 

وقالت درفاسولا: "وسائل التواصل الاجتماعي بالتأكيد لا تساعد في ذلك، فهناك المزيد من المقارنة الاجتماعية لما يبدو عليه الآخرين. وتكثر الصور الزائفة على تلك المنصات".

 

وفي مرحلة المراهقة، يكون هذا النوع من التقييم، أي المظهر الجسدي والمقارنة مع الآخرين وما إلى ذلك أكثر وضوحًا، وفقًا لدرفاسولا.

 

ويمكن أيضًا أن يلعب أفراد الأسرة الذين يقيمون أنفسهم أو الآخرين استنادًا إلى المظهر دورًا في ذلك، إذ لفتت كيرني-كوك إلى أن "هذا ما يجعل الشخص حساسًا جدًا تجاه أي عيوب (في مظهره)".

 

وتابعت: "ما يحدث في كثير من الأحيان أنه يشعر بأنه ليس جيدًا أو جذابًا سواء بسبب طفولة صعبة أو بسبب تجربة أخرى، ثم ينقل هذا الفكر إلى جسده". 

 

وأضافت أن عقلية المثالية تعزز هذه الرؤية

 

التعايش مع اضطراب تشوه الجسم

يمكن أن تمتد آثار اضطراب تشوه الجسم إلى مختلف جوانب الحياة - الاجتماعية والمهنية والمالية - خاصةً إذا تفاقم الاضطراب بمرور الوقت من دون علاج.

 

وقالت درفاسولا: "نظرًا لأنهم مهووسون بهذا النوع من الإحساس بوجود هذه المشكلة الجسدية، فسوف يقضون قدرًا كبيرًا من الوقت والمال إما في الحصول على علاجات طبية تجميلية، أو علاجات تجميلية للأسنان، أو علاجات جلدية، أو حتى علاجات جراحية".

 

وأضافت درفاسولا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم لديهم أيضًا سلوكيات "التحقق"، التي يمكن أن تتمثل في قضاء الكثير من الوقت في النظر بالمرآة والتقاط صور سيلفي لا حصر لها وتقييمها.

 

النظر المرضي في المرآة يمكن أن يخفف المخاوف بشأن مدى تصوّر الأشخاص لمظهرهم أو يساعدهم على رؤية ما إذا كان هناك عيب متصوّر لا يزال موجودًا أو أصبح أسوأ، وفقًا للرابطة الوطنية لاضطراب نقص الشهية العصابي والاضطرابات المرتبطة.

 

ولفت الخبراء إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم قد يعزلون أنفسهم بسبب الخجل، أو من قضاء الكثير من الوقت في القلق بشأن مظهرهم.

 

ويعرّض بعض الأشخاص أنفسهم لخطر مالي من خلال شراء مستحضرات التجميل أو العمليات التجميلية، وبذلك يحملون أنفسهم وعائلاتهم أعباء الديون، وأحيانًا يفعلون ذلك سراً خشية ما قد يحدث إذا علم الناس.

 

- علاج اضطراب تشوه الجسم

أكدت درفاسولا أنه لا يمكن علاج اضطراب تشوه الجسم، وهي "حالة سريرية" يصعب التعامل معها لأنها "نمط مقاوم للغاية للتغيير"، مع ذلك تتوفر بعض العلاجات الفعالة.

 

ويفضل العديد من الخبراء العلاج السلوكي المعرفي.

 

وتعتقد درفاسولا أن أفكار الشخص هي الدافع وراء هذا السلوك، لذلك يعمل المتخصصون على معالجة هذه الأفكار وينطلقون من هناك.

 

ونظرًا لأن اضطراب تشوه الجسم يقع ضمن فئة اضطراب الوسواس القهري عينها، فإن علاجات الوسواس القهري، مثل "منع التعرض والاستجابة"، يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في إدارة اضطراب تشوه الجسم.

 

وفي بيئة آمنة، يعرّض هذا العلاج الأشخاص لمواقف تثير هواجسهم أو محفزاتهم ويتطلب منهم اختيار عدم الاستجابة بالسلوكيات القهرية.

 

وعند الخضوع لمثل هذا العلاج، لا يستطيع الشخص المصاب باضطراب تشوه الجسم أن ينظر في المرآة كثيرًا أو يلتقط صور سيلفي، بل يتعين عليهم في الواقع تحمل الانزعاج من عدم الانخراط في سلوك التحقق، وفقًا لدرفاسولا.

 

ولكن يجب استكمال ذلك بالعلاج السلوكي المعرفي.

 

وسيتطلب تاريخ الصدمة علاجًا أيضًا، والذي قد يتضمن جلسات مع اختصاصي في الصحة النفسية يوضح كيف يمكن أن تكون صدمة الشخص سببًا جذريًا لاضطراب تشوه الجسم.

مواضيع ذات صلة