تلوين.. للقاص أ. محمد صباح الحواصلي/ أيام كندية

- قصة رقم ٧
 
    قاسية يدكَ على الألوان الخشبية. لا تضغط على القلم وأنتَ ترسم. بودي لو كنتَ تفهمني. أعطِ الألوان دفقاً من روحك.
    ثم ما بال ألوانكَ هذا اليوم قاتمة وكأنها تقتصّ من الطبيعة الجميلة؟ 
    لقد جعلت من انسياب نهر (العاصي) وسط الخضرة لساناً من لهيب أحمر. أما تلك النواعير العتيقة فتبدو وكأنها كرات نارية تقتات من أتون النهر الملتهب.       
    ثم أين الضفة الخضراء؟ 
    متى كان الأخضر رماديا؟ 
    ومتى كانت الأشجار أعمدة سوداء تنتصب عارية لا أثر لحياة فيها؟ 
    ثم ما هذه النقاط البيضاء التي تغطي السماء؟
    أنا على يقين من أنك قلتَ ما تشاء في هذه اللوحة التي يحلو لك أن تسميها (التيه). وعلى الرغم من أنكَ تكره ما جنت يدك فانكَ كنت أميناً مع ذلك المنظر الأليف. هكذا رأيته، هكذا عاد من أعماقك لتبعثه من جديد على تلك الصفحة البيضاء.*
▪︎"تكوينات".. مجموعة قصصية كتبها القاص الأستاذ محمد صباح الحواصلي/ أيام كندية، ونُشرت في ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠
 
 
 

مواضيع ذات صلة