30-11-2020
يشير تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (Weforum) إلى أن 65% من الأطفال الذين التحقوا بالمدارس الابتدائية عام 2017 سيحصلون على وظائف في المستقبل ليست موجودة بعد، كما أن التعليم الحالي سيخفق في إعدادهم لها.
ووفقا لموقع (Parentingalpha) فإن آفاق سوق العمل في المستقبل رائعة بقدر ما هي معقدة، إلا أن الباحثين لا يزالون في مرحلة التخمين بشأن أنواع الوظائف التي ستكون متاحة في العقود القليلة المقبلة، والمؤهلات والمهارات اللازمة التي تتماشى مع هذا التحول.
لكنه من المؤكد أن الوظائف التي ستتطلب مهارات صعبة ومتكررة ومرهقة ستنجزها الآلات، وستتولى الروبوتات الآلية الكثير من الوظائف المكتبية، ولا شيء سيظل على حاله في المستقبل القريب جدا.
ونتيجة ذلك سيزدهر الإنفاق العالمي على تكنولوجيا التعليم. ومن المتوقع أن يتضاعف إلى 341 مليار دولار بين عامي 2018 و2025، وفقا لشركة البيانات والأبحاث "هولونيك" (HolonIq).
ووفقا لتقرير مستقبل الوظائف (2018 The Future of Jobs) فإن البشر يقومون بتنفيذ 71% من إجمالي ساعات العمل مقارنة بـ29% يتم تنفيذها بوساطة الآلات أو الخوارزميات. ولكن بحلول عام 2022 من المتوقع أن يتحول هذا المتوسط إلى 58% من ساعات المهام التي يؤديها البشر في مقابل 42% بوساطة الآلات أو الخوارزميات.
وفي تقرير عام 2017 الصادر عن معهد "ماكينزي" (Mckinsey) العالمي للروبوتات، سوف تحصل الروبوتات على 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030.
والحقيقة هي أن الأدوار الوظيفية المستقبلية سيتم منحها فقط لأولئك المستعدين تماما، وسيتم التخلص من القوى العاملة غير المستعدة.
▪︎ تحديات أبوية
هذه الآفاق المستقبلية تثير العديد من التحديات التي يواجهها الآباء والمعلمون والجهات المسؤولة عن التعليم فيما يتعلق بكيفية إعداد الأطفال المولودين بعد العام 2010 لأسواق العمل المستقبلية. سيختلف الأمر وفقا لكل منطقة أو مستوى إقليمي، ولكن مع ذلك، فإن الاستعداد سيخلق فرصا للتوظيف في أي مكان في العالم.
ووفقا لكلمة جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا، إذا لم نغير الطريقة التي نُدرس بها، فسنكون في مأزق بعد 30 عاما من الآن. لن نستطيع تعليم أطفالنا ليتنافسوا مع الآلات، ولكن ينبغي التركيز على تعليمهم شيئا فريدا.
▪︎ مهن المستقبل
تشمل المهن المتنامية أدوارا مثل محلّلي البيانات ومطوري البرامج والتطبيقات والتجارة الإلكترونية واختصاصيي الوسائط الاجتماعية، وكذلك جميع الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على استخدام التكنولوجيا وتعززها.
ومع ذلك، من المتوقع أيضا أن تنمو الأدوار الوظيفية التي تستند إلى سمات بشرية مميزة، مثل موظفي خدمة العملاء، ومتخصصي المبيعات والتسويق والتدريب والتطوير بالإضافة إلى مديري الابتكار.
▪︎ المهارات المطلوبة
وفقا لتقرير وظائف المستقبل (The Future of Jobs Report 2020)، فإنه بحلول عام 2022 ستكون المهارات المطلوبة لأداء معظم الوظائف قد تغيرت بشكل كبير. ستظل المهارات الأساسية المطلوبة لأداء الوظائف بنسبة 58% كما هي، وهذا يعني أننا سنشهد تحولا في المهارات الجديدة المطلوبة للمستقبل بنسبة 42%.
وحسب التقرير فإن المهارات التي يرى أصحاب العمل أنها ستزداد في المدة التي تسبق عام 2025 تشمل التفكير النقدي والتحليل، وكذلك حل المشكلات ومهارات الإدارة الذاتية مثل التعلم النشط والمرونة وتحمل الإجهاد.
كما ستحتفظ المهارات البشرية مثل الإبداع والأصالة والمبادرة والإقناع والتفاوض بقيمتها، وستزداد أهمية مهارات أخرى مثل الاهتمام بالتفاصيل والذكاء العاطفي والقيادة والتأثير الاجتماعي.
☆ وهذه نصائح للآباء لإعداد أبنائهم لمهن المستقبل
▪︎التعلم الذاتي
وفقا لهيذر ماكجوان، خبيرة العمل المستقبلي، فإن التعليم ينبغي أن يتكيف وفقا للثورة التكنولوجية والصناعية الحالية، وهذا يعني التركيز على نقل المعرفة بنسبة أقل في مقابل زيادة القدرة لدى الأطفال على التعلم بأنفسهم.
وتقول ماكجوان، في تقرير على موقع "سي إن إن" CNN، إن "المعرفة الأساسية للمستقبل هي قدرتك على التعلم والتكيف، لأنك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتوقف حياتك المهنية بشكل صارخ بعد عامين".
▪︎تعليم البرمجة
يتطلب هذا العصر الجديد من التعليم أيضا مجموعة جديدة من الأدوات، ويمكن عد "كوبيتو" (Cubetto) مثالا لذلك، فهو عبارة عن روبوت خشبي صغير يتحرك على لوح عندما يقوم الطفل بإدخال أوامر معينة في قاعدة متصلة به، وتستخدمه المدارس وأولياء الأمور لتعليم الأطفال البرمجة في سن الثالثة.
ويقول فيليبو ياكوب، صانع الألعاب الذي طور كوبيتو، "إنها مهارة يمكن تطبيقها على أي شيء، فأنت تتعلم بشكل أساسي التفكير بطريقة منطقية وعقلانية للغاية". هذا هو الطريق لإعداد الأطفال للمستقبل.
▪︎ البيئة الطبيعية
وجد تقرير صادر عن جامعة "سالفورد" (Salford) أن العوامل الفيزيائية مثل الضوء الطبيعي ودرجة الحرارة وجودة الهواء يمكن أن تزيد من تقدم التعلم لتلاميذ المدارس الابتدائية بنسبة تصل إلى 16% في السنة.
▪︎ التأهب للمهن الجديدة
من المهم تأهب الآباء والمجتمعات والمعلمين لرؤية المهارات المهنية المستقبلية، فقبل 20 عاما فقط لم يكن أحد يتصور أن الهواتف المحمولة ستكون مفيدة بهذا الشكل. كما أن عددا من الوظائف أصبح جزءا من الماضي مثل مهنة التصوير الفوتوغرافي.
وأصبح هناك العديد من الوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة قبل 10 سنوات مثل وظيفة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تساعد في قيادة الأعمال التجارية عبر الإنترنت.
ربما ينبغي وضع أعيننا على المستقبل وتوقّع الوظائف الممكنة، وإعداد أبنائنا لها مبكرا.
▪︎ الانفتاح على المهن المختلفة
هناك حاجة إلى الابتعاد عن التعليم المهني الذي يعطي الأولوية لمهنة واحدة، وبدلا عن ذلك تعزيز الفرص الوظيفية المتعددة. قد لا يحمل مفهوم دراسة مهنة واحدة على مدى عامين إلى 4 أعوام، كثيرا من المزايا في المستقبل القريب، باستثناء بعض الحالات، لذا ينبغي للطلاب أن يصبحوا منفتحين على جميع المهن لجعل أنفسهم مؤهلين بقوة للفرص التي قد تنشأ.
▪︎ تعزيز المهارات الشخصية
عندما تتنافس أجهزة الحاسوب على الوظائف مع البشر، فإنها تستهدف المهام الصعبة والمتكررة مثل وظائف البناء وتجميع السيارات، وستستمر الروبوتات في التفوق في هذه المجالات وغيرها لأنها غير مكلفة على المدى البعيد.
لكن مهارات التعامل مع الآخرين لا يتفوق فيها غير البشر، على الأقل حتى الآن. لذا فإن تعزيز مهارات مثل الإبداع والقيادة والتفاعل الاجتماعي وحل المشكلات والمرونة والقدرة على التكيف والثقة بالنفس والإيجابية لن تنافس عليها الروبوتات وتكنولوجيا المستقبل.
ليلى علي
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
أيام كندية