هل فكرت جيداً لمن ستعطي صوتك؟ بقلم ضياء الأتاسي

 تعقيباً على المناظرة الحوارية المفتوحة مساء الأمس بين زعماء الأحزاب الكندية، أرجو ممن يريد من أفراد الجالية العربية التصويت في الإنتخابات البرلمانية القادمة أن يصوت عن فهم ودراية وبحث وقراءة وأرقام وإحصاءات، وليس عن قيل وقال أو عن خبر عابر لا صحة له. في جميع دول العالم تعتبر نسبة البطالة هي المؤشر العام على صحة الإقتصاد، فعندما تكون النسبة منخفضة فهذا يعني وجود وظائف أكثر وعمل أكثر وهذا يعني إقتصاد أفضل، وجود الوظائف يعني أن الناس قادرة على الصرف والصرف يعني تحريك الأسواق وتحريك الأسواق يعني زيادة الطاقة الإنتاجية للمعامل وبالتالي البلد تعيش في فترة إزدهار، والعكس صحيح فعندما يخسر الناس وظائفهم تقل القدرة الشرائية لديهم فتتكدس البضائع و تقفل المعامل و تدخل البلد في حالة ركود.

حزب الليبرال هدفهم دوماً زيادة الإنفاق العام وضخ المال للطبقة المتوسطة والفقيرة و نجحوا بذلك حيث أن نسبة البطالة في كندا هي الأخفض في الأربعين سنة الأخيرة وحطمت جميع الأرقام التاريخية في إنخفاضها.

حزب المحافظين يريدون وقف الدعم عن الأسر وهدفهم دوماً تقليل الصرف وتقليص الوظائف ( ولذلك مشروعهم تخفيض عدد العاملين في القطاع التعليمي والقطاع الصحي ) والتمهيد لإلغاء الضمان الصحي المجاني لتستفيد شركات التأمين وهوامير المال، حجتهم في ذلك أن إنفاق ترودو يزيد من نسبة الدين العام ولكن نسوا أو تناسوا أن جارتهم أمريكا عندها أكبر نسبة دين عام في العالم كله! حزب الديموقراطيين الجدد لا يوجد عندهم خطة وكل ما وجه لزعيمهم سؤال يكون الجواب سنجعل طب الأسنان مجاني و كأن البلد متوقفة على إصلاح أسنان المواطنين !!

أما حزب الخضر الذي لا يوجد له في البرلمان الحالي سوى صوت واحد هو صوت رئيسته، فمع إحترامنا الشديد للبيئة ولكنها تريد وقف مشروع مد خط النفط من مقاطعة ألبيرتا ليتم ضخه لأمريكا أو تصديره للصين، و هذا المشروع مهم لبيع النفط الكندي في الأسواق العالمية مما يزيد من دخل المواطن الكندي ورفاهيته، يعني إذا كندا توقفت عن ضخ النفط الذي عندها منه إحتياطي يعتبر الثاني في العالم فإن الأسواق الآسيوية ستبقى تشتري نفطها من دول أخرى وبالتالي توقف المشروع سيضر كندا أكثر من ضرره للبيئة.

أما حزب كيبيك فقالها رئيسه صراحة أكثر من مرة في مناظرته أن ما يهمه فقط هو مواطني كبييك فكيف يتوقع أن يصوت له الناس!!

أما آخرهم حزب الشعب المحافظ الجديد الذي ليس لديه حالياً أي صوت في البرلمان الكندي فلم يتوقف رئيسه عن ترديد نحن الحزب الوحيد الذي سوف (...)، لا أدري كيف سيحكم البلد و ليس لديه أرضية أو هدف سوى طرد المهاجرين!!

في الأخر أود القول أن التصويت هو حق ديموقراطي لكل فرد ولكي تمارس حقك بما يناسب وضعك ووضع أسرتك ومستقبلهم فعليك فهم جوهر كل حزب من الأحزاب الستة المتنافسة.

نتمنى النجاح للسيد ترودو وإستمراره في المسيرة التي بدأها.

كتبها المهندس ضياء الأتاسي خاص لمجلة أيام كندية.

مواضيع ذات صلة