▪︎ مقالة تربوية هادفة بقلم الباحثة التربوية د. فتون الصعيدي مقدمة ل.. أيام كندية
بعد صدور نتائج الامتحانات الدراسية نلاحظ دوماً تقديم التبريكات والتهاني للطالب المتفوق على أنه نال النتيجة بعد جد وسهر ومعاناة والمسارعة لدعمه وتكريمه، وهذا شيء جيد...
ومن خلاله يحقق رغبة داخلية نبحث عنها نحن كبشر، وهي المرحلة الرابعة من الاحتياجات النفسية على (هرم ماسلو)
وبالأخص إذا كانت ظروف هذا الطالب سيئة واستطاع بإرادته وجهده تحصيل العلامات. أي أنه شخص قوي استطاع التغلب على الظروف ولكن ماذا عن باقي الأشخاص الذين حاولوا وكانت لديهم العزيمة والإرادة والإصرار ولكن أتت رياحهم بما لا تشتهي سفنهم ؟!!!
لماذا يتم تهميشهم والنظرة إليهم بدونية؟
نحن بهذا وبكل بساطة نعمل على تقوية القوي وإضعاف الضعيف بما يشبه قانون الانتخاب الطبيعي..!
لم اسمع مرة عن دعم أولئك الطلاب المُحبطين، بل إن إفشالهم وليس (فشلهم) يبدأ من المقاعد الدراسية اليانعة عندما تهتم المعلمة أو المعلم بالطالب الأكثر استيعاباً ونشاطاً ويجلسونه في المقاعد الأولى -باعتبار الطالب الآخر والذي يسمونه "كسلان" قد يعاني من مشاكل وظروف عديدة (لايسعنا المقام هنا لذكرها) - باعتباره طالب ممل ويحتاج لمجهود إضافي لإيصال المعلومة إلى دماغه، حتى في بعض الأوقات إن حاول الإجابة يتعرض للسخرية أو لا يسمح له بأن يجاوب بسبب ضيق الوقت وبذلك يشعر بضعف الثقة وانخفاض تقدير الذات وهذا ما ينعكس على دراسته وعلى نتائجه وتستمر معه غالبا طوال سنواته الدراسية والتي يعاني فيها الأمرين ويقع تحت ظلم المجتمع من جهة وظلم أهله الذين لايتوقفون عن مقارنته بزملائه "الشاطرين"
والسؤال الذي يطرح نفسه لمن نترك هؤلاء الطلاب؟ هل من المنصف أن نتركهم على قاعدة الهرم تحت فقط متفرجين ومنبوذين متروكين لمصائرهم يتسكعون مثلاً في الطرقات وربما أصبحوا مواطنين غير صالحين؟ وهم نسبة كبيرة كما رأينا وصلت إلى النصف من عدد الطلاب الإجمالي تقريباً مع إنهم قد يمتلكون مواهب ومهارات عديدة يمكننا الاستفادة منها، ولو أُنصفوا لبرزت تلك المواهب ! ويستحضرني هنا موقع عالمي نشر دراسات تتساءل: لماذا الناجحون دراسياً بيننا ليسوا بالضرورة هم من يتربعون على قمة الثراء في العالم؟
وأنا بدوري اتساءل لماذا لا تقوم المؤسسات التربوية والمبادرات المجتمعية بتشيجيع ما يسمونهم "راسبون" كما يتم العمل مع المتفوقين؟ مثلاً مبادرة: إن نجحت في السنة القادمة سنقدم لك مكافأة أو سنتكفل بدراستك الجامعية، أو يقفون عند ظروف هذا الطالب ويحاولون مساعدته في تخطيها.. علماً أن هناك استراتيجيات معمول بها في الأنظمة التعليمية المتقدمة وهي (تحدي الفشل) على اعتبار أن الضربة التي لا تقتل تقوي.
أم أن العمل بالمثل القديم المجحف الذي يقول: إذا شفت الأعمى طبه مالك أكرم من ربه هو المعمول به؟!