أزمة اقتصادية طاحنة ستضرب العالم في 2020 ونظام التعليم العالمي غبي

حذّر المؤسس والرئيس لمجموعة "طلال أبو غزالة الدولية" طلال أبوغزالة من أزمة اقتصادية "طاحنة" ستضرب العالم بحلول 2020، مركزها الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون أقوى وأشد بكثير من تلك التي حدثت في 2008.  

وأكد أبو غزالة في حديث، أن ما سيحدث هو أزمة اقتصادية، وليست مالية كسابقتها، ستأكل "الأخضر واليابس"، بحسب وصفه، وستؤدي إلى كساد كبير، وغلاء وبطالة وارتفاع فاحش للأسعار.   ودعا أبو غزالة الدول والحكومات والشركات والمؤسسات على مختلف أحجامها وقطاعاتها لضرورة الاستعداد لهذه الأزمة والتصدي لها، كل حسب ما يناسبه.   وبيّن أن الغرب بدأ بالفعل استعداده وبات قلقا تجاه الأمر، لكننا للأسف في الدول العربية ما زلنا "نائمين" على الموضوع، حيث لا تحركات جدية ولا تجهيزات ذات قيمة.  

وأوضح أن الأزمة ستبدأ بأمريكا وتقضي على كل اقتصادات العالم، فكما يقال "عندما تعطس أمريكا يصاب العالم بالإنفلونزا".   وتوقع أبوغزالة أن يصل سعر برميل النفط جراء الأزمة لأكثر من 150 دولاراً، وهذه اعتبرها ميزة للدول المنتجة (الخليج العربي مثلا) والعكس في الدول التي تعتمد على الاستيراد.   وعن أسباب الأزمة، قال أبو غزالة، إن السبب الرئيسي يكمن في تحول أمريكا إلى دولة مستوردة للنفط بعد استهلاك معظم إمكاناتها، وبالتالي فإنها ستفرض شروطها على الأسواق بحكم قوتها العسكرية للهبوط بالأسعار، كذلك ارتفاع الفوائد في السوق المالية هناك ما سيؤثر على الأسواق العالمية.   وتابع "ذلك بالإضافة إلى الحرب التجارية التي تقودها واشنطن ضد العالم، في مقدمته الصين التي تعتبرها أشد خصومها الحقيقيين، وهو صراع كبير لن ينتهي، والجميع قرأ وعرف عن تبادل الضرائب والرسوم والعقوبات بين البلدين".  

وزاد أبوغزالة "الأمر لا يتوقف هنا، فبعض مراكز البحوث والدراسات في أميركا، تتوقع أن تعلن واشنطن حربا حقيقة عسكرية على الصين عندما تقع الأزمة".   التعليم الرقمي.. ضرورة ومن ناحية أخرى، اتهم أبوغزالة النظام التعليمي في جميع دول العالم دون استثناء، بأنه غبي وخاطئ؛ كونه لا يتماشى، (مع الفرق بين الدول) مع التقنية، مؤكدا أنه يدرس رفع دعوى قضائية على جميع مؤسسات التعليم العالي حول العالم بهذا الخصوص لاسيما بالدول العربية.   واستند بفكرته إلى أن جميع أنظمة التعليم تخرّج أشخاصا يحملون شهادات، لكنهم باحثين عن وظيفة، وبالتالي هم عاطلين عن العمل، مؤكدا أن مؤسسات التعليم لم تتكيف مع احتياجات السوق المستقبلية، وهي الاختراع والإبداع.

 وتساءل لدعم فكرته "ما هي جوجل، إنها برنامج، فكرة، ليس فيها مواد أولية ولا منتجات ولا رأس مال، لكنها الآن أكبر شركة بالدنيا، فحجمها وصل تريليون دولار، وهذا ما نحتاجه".   وأضاف "مصيبتنا بالبلدان العربية أكبر، فالغرب على الأقل يدّرسون باللغة الإنجليزية، وبالتالي يستطيع الخرّيج العمل في أي مكان، على عكسنا نحن حيث يدرس الطلاب بالعربية، وبالتالي نقضي على مستقبله". إصلاح التعليم قبل الاقتصاد   وعاد أبوغزالة ليؤكد أن الدول العربية تعاني مشكلة سيطرة وزارات التعليم (الحكومات) على التعليم، وهو ما يزيد التأخير ويعطل التقدم نحو المستقبل، موضحا أن دولا متقدمة استطاعت السير بخطوات كبيرة بهذا الاتجاه، فثملا بأميركا وفنلندا لا توجد وزارة تعليم أساسا، فيما ألغت السويد التعليم الحكومي نهائيا.  

ويؤكد أبوغزالة أن إصلاح التعليم يجب أن يسبق إصلاح الاقتصاد، بل يجب أن يسبق إصلاح كل مناحي الحياة، موضحا أنه لا يمكن القضاء على الفساد بشكل نهائي مثلا إلا بالتحول الرقمي؛ لأنه عندما يكون هناك حكومة إلكترونية ومواطن إلكتروني وخدمات رقمية، فإن ذلك سيلغي التمييز؛ كون الجهاز لا يعرف الأسماء و”الواسطات والمحسوبيات”، مبينا هناك ضرورة ملحة لنقفز إلى التعلم الرقمي، فتقدم الدول الآن يقاس بعدد المواطنين الرقميين، (بالدول الإسكندنافية يصل إلى 90 %).  

وأضاف أبوغزالة أن الفرص المتاحة للشباب اليوم لا تحصى، كما أنها لا تقارن بتلك التي كانت متوافرة سابقا، رابطا ذلك بعصر السرعة والتقنية وبالإنترنت الذي أتاح كل شيء وفتح الأبواب على مصراعيها.   وتابع "الإنترنت هو المكان الوحيد بالدنيا (بالطبع مكان افتراضي) الذي يحقق الديمقراطية الكاملة".

مصادر

مواضيع ذات صلة