منار عبد الكريم القطيني لـ"أيام كندية": الكتابة لدي روحٌ ومتنفسٌ وحرية

صرخة أنثى وأبطال روايتيها ذكور
منار عبد الكريم القطيني لـ"أيام كندية": الكتابة لدي روحٌ ومتنفسٌ وحرية
دمشق – عامر فؤاد عامر

تذهب تجربة الكتابة لدى منار عبد الكريم القطيني إلى منحى الحاجة، فهي بالإضافة لكونها تستقي كيان الأديبة والكاتبة إلا أنها تحتاج هذه المسألة بجديّة فقد باتت تشكل جزءاً من همومها عامّةً، وتعبّر بنتاجها عما يجول في خلدها، لتمضي راضية وقنوعة عن حوارها مع الذات أو بالأحرى مع خطّها الذي انتقته ليغني من تجربتها في الأدب، وفي ذلك تقول منار القطيني: "وجدت نفسي في الرواية أكثر، ولكن كنت قد بدأت بنصوص نثريّة عندما كنت في الرابعة عشرة من العمر، وكمقدمة لي في عالم الكتابة نشرتُ أولاً نصوص "منارات مضيئة" في العام 2016، لكن مع تجربتي في الكتابة الروائيّة أحسّست أن هذا النوع من الأدب هو ما يشبهني وما يرويني، ولذلك أقول الكتابة بالنسبة لي هي روحٌ ومتنفسٌ وحريّة".
نجد في كتابات منار القطيني ملاحظات عميقة، وتفاصيل ملتقطة من وجدان التجربة الإنسانيّة، ففي روايتها "حالة خاصة جداً" تتطرق لزاوية قلّما يهتم بها المجتمع، إلا أن تفاصيلها تعني الإنسان، وتذهب به لوجدان ذاتي لا جمعي، فهي عنوان واضح وصريح كحالة خاصة في عمق أحاسيس بطل الرواية، في حين تذهب بنا في رواية "حدود المُدن" إلى حالةٍ أخرى بين دمشقيٍّ وبغداديّ، وتداعي عالم الذكريات بين قطبي مدينتين، هما في الأصل توأم التجربة، والمصير، والولادة، فكانت معرفة الصديقين معرفة بأبعاد تاريخيّة، وعلى لسان بطل الرواية وراويها، وحول هذه اللغة الوجدانيّة وتأثر الكاتبة منار وتعاطفها مع تجربة الناس تضيف لنا: "شجعني والدي مراراً على الكتابة، وهو من وعيت عليه صغيرةً متذوقاً للشعر ومحبّاً له، فكانت مؤلّفات نزار قباني معي ورافقتني كتابات الماغوط دائماً، وما زالت المطالعة زوادتي التي تغنيني مع تجربتي الخاصّة في الريف الذي نشأت فيه وأطلقني للتحدّي، وتُلفتني تجربة واسيني الأعرج في الكتابة وأسلوبه الجميل، وكذلك أحلام مستغانمي، وفي كلا روايتيَّ وجدت نفسي انتقائيّة لتفاصيل تهمّ الناس وتؤثّرُ في الذاكرة، ومن وحي المكان والمُعاش".
تتقمص الكاتبة لسان رجلٍ في كلا الروايتين "حالة خاصّة جداً"، و"حدود المدن"، وعلى الرغم من كونها تميل للأدب النسوي وتفرّقه عن الأدب المكتوب بأقلام أدباء وروائيين إلا أنّها انتقت لنفسها بدايةً الرويَ على لسان رجل، وفي فلك هذه الفكرة تعلّق: "في النهاية تجربتي تجربة بقلم أديبة، ومن الجميل أن نمنح شخصيّاتنا أبعادها الجديدة، ولربما ترى الأنثى الكاتبة ما لا يراه الرجل الكاتب، ولكن في "حالة خاصة جداً" حاولت الابتداء بلسان أنثى ثم الانتقال ليكون لسان حال الشخصيّة ذكراً، وأعتقد بأن الفكرة بأن يكون بطل روايتي رجلاً هي تحدٍّ بالنسبة لي خاصّةً بعد أن تنال إعجاب القارئ".
تسعى منار عبد الكريم القطيني لأن ترسم لنفسها خارطة عمل مستمرة، على الرغم من ابتعاد القارئ عن عالم الكتاب عموماً، وعلى الرغم من الظروف التي ذهبت بحياتنا نحو هموم كثيرة، وهي تعمل على رواية جديدة مُطلقة فضائها الزمني للأيام القادمة، كما أن روايتها "حالة خاصة جداً" يتمّ ترجمتها إلى اللغة الألمانيّة ونشرها هناك.

 

مواضيع ذات صلة