يرجع تاريخ الحقد في داخل بني آدم لأول جريمة شيطانية لقابيل عندما قتل أخاه هابيل بفك حمار نافق .ومنذ ذلك الوقت بدأ تأريخ من الغل والغرور والعزة بالإثم .وتوالت حضارات سادت ثم بادت من حروب طاحنة ومجازر وتشريد مروعه تتقاسم اسبابها احتلال الاراضي والممالك وصراعات اثبات الدين ونزاعات كبرى وصغرى تافهة مثل حرب من أجل ماعز او غرس شجره !
توالت حروب وتطورت اسلحة وقتل مليارات البشر بين ظالم ومظلوم ووصلت الحروب الحديثة الى حرب الإنابة من أجل دول تتنفس الصعداء يحميها قانون الدول العظمى , وتحت كل هذه المظلة ترى مليارات البشر في هذه الألفية الجديدة وصلت مراحل من انسلاخ انسانيتها بشكل صار الانسان نفسه هو مصدر الخطر على الكوكب واصبحت اعتى الضواري وحيوانات الغابة المفترسة كائنات ناعمة اذا ما قورنت به .وابتعد البشر عن كل شيء يمس انسانيته وصار التصفيق من حصة مرتفعات الاموال وأكداس الذهب وكرس البشر كل شيء تقريبا لتخليد نفسه ناسيا متناسيا حجمه حيث مشيئة السماء بلغت منتهى درجات الرحمه ولازال البشر مفسدا مخربا حاقدا .. نائماً في عسل الوهم .
لم تشهد ألأرض دمارا وخرابا في الحرث والنسل مثل الذي حدث في السنوات ألأخيره وان غرور الانسان وارتفاع منسوب الحقد والكراهية بلغ مستويات لا تصدق حتى كاد المرء لا يفرق بين خيط الحلال والحرام تحت مسميات الانفتاح والحرية الذي هو حق اتخذه الباطل عباءة لغرز مفاهيم منحلة ووضيعه دخلت لكل مفاصل المجتمع بل ودخلت لبيوت الناس ولفراش الزوج مع زوجته والأمثلة مريرة وكثيره .
لقد شهد العالم خلال ثلاثين يوما الاولى لتفشي كورونا ,وباء لم يكن أحد يتصوره سواء كان بمسبب طبيعي او مفتعل .. سبب ما أطلق عليه انا الان مصطلح
(( الصدمة الحضارية )) نعم .. كان فايروسا صغيرا كافيا جدا ان يوقف غرور الانسان ويوقف رحلة البحث عن عشبة الخلود .
نعم .. كنا نحتاج للحجر حتى ندرك كيف اننا نحبس الطيور في اقفاصها .. كنا نحتاج للحجر حتى نعود لنبصر اولادنا ونتفقد امهاتنا .. كنا نحتاج للحجر لننظف ونعقم ارواحنا ونعفر ابداننا من هذا الغرور وان نرجع بسطاء طلقاء .
لقد كانت ومازالت رسالة واضحه بالغة ومؤثره ان يعود الانسان الى انسانيته – فهل نعود !!
أشك في ذلك.
مثنى فاضل حسن - العراق