فيلم منسي لشون كونري وسعاد حسني.. لاحقه سوء الحظ والضغط الدولي

4/11/2020
 
36 عاما مرت على العمل الفني الوحيد الذي جمع بين الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني والممثل العالمي شون كونري، الذي توفي قبل أيام عن عمر يناهز 90 عاما، في فيلم "أفغانستان.. لماذا؟" مع المخرج المغربي عبد الله المصباحي، والذي قدم أفلام مثل "سأكتب اسمك على الرمال" و"أين تخبئون الشمس".
تم تصوير الفيلم في منتصف الثمانينيات، وبالتحديد في عام 1984 قبل أن تقرر سعاد اعتزال الفن، وشاركها في البطولة من مصر عبد الله غيث، ومن اليونان الممثلة إرين باباس التي شاركت من قبل في فيلم "الرسالة" و"عمر المختار"، والممثل الإيطالي جوليانو جيما، والفرنسي مرسيل بوزفي، بجانب مجموعة كبيرة من الممثلين من مختلف العالم، وقام بتصويره مدير التصوير المصري عبد العزيز فهمي.
 
"مشاهد المعارك" تُعطل شون كونري
 
لم يحالف الحظ الفنانة الراحلة سعاد حسني في خطوتها الأولى نحو العالمية، ولا شون كونري في تجربته والمشاركة في فيلم عربي، فظل الفيلم حبيس الأدراج.
واجه الفيلم الكثير من الصعوبات والعقبات في رحلة ممتدة لسنوات طويلة، فكان المصباحي قد صور فقط 70% من المشاهد، وكان بحاجة لاستكمال تصوير نصف ساعة كاملة، وهي التي تتضمن مشاهد المعارك، وطلب استخدام السلاح الثقيل والدبابات وشاحنات الجيش، لكن تعذر استخدام تلك الأسلحة في عمل سينمائي.
لكن لم ينته حلم المصباحي في استكمال الفيلم، فقد أضاف مشاهد مختلفة من أجل أن ترى تجربته النور، وقام بالتغييرات التي تتوافق مع المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة وقتها، مثل ظهور أسامة بن لادن، والحرب الأميركية في أفغانستان، ومعتقل غوانتانامو، من أجل أن تكون تجربة الفيلم طازجة خاصة وأنه كان قد مرت سنوات طويلة على تصويره.
 
سعاد حسني فتاة أفغانية
 
مفاجأة الفيلم كانت تقديم سعاد حسني شخصيةَ فتاة أفغانية، حيث قالت الكاتبة نعم الباز في تصريحات سابقة لصحف مصرية إن المخرج اختار سعاد حسني لعبقريتها التي فرضتها على الساحة وجعلتها تستطيع تقديم ملامح فتاة أفغانية، فهو اختارها بعين "جواهرجي".
أما عبد الله غيث فقدم دور أستاذ جامعي بجامعة كابل، وهو أيضا عالم دين ومفكر ومناضل قاد حركة قوية ضد الاحتلال السوفياتي، قبل أن تنفجر الخلافات داخل المجتمع الأفغاني نفسه. حيث ينشر دعوته للتصدي إلى الاحتلال وينضم إليه مئات الآلاف الذين قرروا تحدي السوفيات وطردهم، لكن سرعان ما تنفجر الخلافات بين الأفغان أنفسهم ويحدث انقسام داخلي نتيجة الرغبة في الاستيلاء على السلطة والفوز بالكلمة العليا، وهو ما سهل لاحقا اختراق القوات الأميركية للمجموعات الأفغانية التي تقاوم الاحتلال السوفياتي.
الهدف الأساسي للمخرج المغربي عبد الله المصباحي كان فضح مخططات الغرب ضد العالم الإسلامي، فاختار فترة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان وتلاعب أميركا بالأفغان.
إيمان محمد - القاهرة
الجزيرة
أيام كندية

مواضيع ذات صلة