... على ضوء سماح بعض المدن الغربية برفع الآذان في المساجد والمُصليات خلال شهر رمضان المبارك وربما تحديداً آذان المغرب، ارتفع مع صوت الآذان، أصوات بنبرات متفاوتة، مناهضة لهذه البادرة الغربية التي تعبر عن قيم التسامح والتآخي تحت مظلة الوطن الواحد بل ومظلة الإنسانية جمعاءً، وخاصةً وأن نفحات هذه البادرة تزامنت مع تفشي جائحة كورونا، حيث أبواب السماء تُقرع وتُقصد من كل حدب وصوب ومن كل الزوايا والأطراف أملاً في كبح جماح هذه الجائحة التي أربكت وأعيت علماء وساسة الأرض مجتمعين.
أود أن أوجه مقالتي الودية هذه للأخوة أصحاب الأصوات المناهضة، لأقول لهم: إن كان إعتراضكم على رفع الآذن هو من باب الغيرة على إظهار شعائركم وشعائر الأديان الأخرى، فأعتقد أنه من حقكم مطالبة حكوماتكم سواء في كندا أو أوروبا أو أي بلد آخر للمعاملة بالمثل، فلتُقرع أجراس الكنائس، ولتُسمع مزامير النبي داوود عليه السلام، ولتظهر طقوس كل الشرائع السمحة، وليتقرب كل منا إلى خالقه بالطريقة التي أرتضاها لقلبه ووجدانه وخاصة في هذه الأوقات العصيبة على الجميع.
ولكن إن كان إعتراض البعض على رفع الآذان هو من منطلق مخلفات القرون الوسطى والخوف من إنتشار الإسلام في بلاد الغرب أكثر مما هو منتشر، فأعتقد بأن الدول الغربية وشعوبها بالمجمل هي علمانية الهوى وسياسية المذهب، وأعتدنا في بلاد الحريات مثل كندا أنها تلازم مواطنيها في كل المناسبات، وجميع الجاليات والأقليات عندها سواء، وتحتفي بهم جميعاً بلا استثناء كأسنان المشط الواحد، وهذا سر قوة نسيجها الإجتماعي وعظمتها وإعجاب شعوب العالم بها.
أيها الأحبة.. لا تخافوا.. ولا تحزنوا.. ففي كندا دوماً، الدين لله والوطن للجميع.