▪︎ المخرج علاء الصحناوي لـ أيام كندية: الإنسانيّة تجمعنا مهما كانت اختلافاتنا
الفيلم القصير "نقاب الروح" يحصد المراكز الأولى عالميّاً
دمشق - عامر فؤاد عامر
كيف يمكن اختيار فكرة فيلم سينمائي يعبّر عن قضيّة تنتمي إليها؟ وكيف ستتمكن من توليف قصّة برؤية سينمائيّة عصريّة تُقنع فيها المتلقي الغربي قبل المتلقي المحلّي؟! هذه الأسئلة الجوهريّة والأساسيّة من أجل صناعة محتوى فيلمي قصير، يروي قصّة من الواقع المُعاش، ويقدّمها للجمهور من دون تعقيد واصطناع، حيث يقع العديد من صنّاع الأفلام القصيرة في بلادنا في مطبّ عدم المقدرة على التعبير عن رؤاهم وقصصهم كما يجب، والابتعاد عن اللغة المتناسبة زمنيّاً مع الحياة والظروف.
من بابٍ آخر نجد الكثير اليوم من المجتهدين في صناعة الفيلم القصير، لكنهم وفي سعيهم الحثيث لإيجاد فرصة، والتحضير لها، يتجاهلون المبادئ الأساسيّة لعرض محتوى فيلم قصير المدّة، إذّ كيف يمكن إقناع المتلقي من دون الإلقاء به في مطبّ البحث عن مغزى الفيلم ومضمونه، ومن دون أن نحرفه عن القصّة الأساسيّة.
في هذا السياق التقت "أيام كنديّة" المخرج الشاب علاء الصحناوي، الذي استطاع من خلال تجربتين سينمائيتين، لفت الأنظار إليه، سيّما وأن كلّ فيلم منهما حقق عدداً من الجوائز في مسابقات ومهرجانات عالميّة، وعلى أرض غير محليّة ولا عربيّة، وعن ذلك يقول المخرج علاء الصحناوي : "ليس بالأمر السهل اختيار فكرة لنصٍّ سينمائي الغاية منه صناعة عمل ناجح، لأنه وأثناء العمل يجب المحافظة على عناصر أخرى كالحبكة، والإيقاع السريع، وأيضاً موضوع يلامس الناس ويحرك من مشاعرهم ومن فكرهم ليتفاعلوا معه.
دائماً أيّ فكرة أريد كتابتها تدخلني في عصفٍ ذهنيٍّ مع عدّة أفكار أخرى حتى أصل في النهاية لوضعها بصورةٍ مناسبةٍ وقويّةٍ في نفس الوقت، لكن ما يحدث معي دوماً هو أن الفكرة تتطوّر عند كتابة السيناريو إلى أن تصبح تفاصيل وتفاصيل...".
نال فيلم "مخاض الياسمين" المنتج في العام 2017 استحسان العديد من المهرجانات العالميّة، فقد شارك في أربعين مهرجان سينمائي بين عالمي ودولي، وحصد ستّة جوائز في مهرجانات "تورنتو" في كندا، و"لوس أنجلوس"، و"نيويورك" و"كاليفورنيا" في أمريكا، و"ريفين" في أوكرانيا، و"جالفستون" في أيسلندا، والفيلم من بطولة: وفاء موصللي، جهاد الزغبي، مروان أبو شاهين، عهد ديب، أكرم الحلبي، مجد مشرف،
اليوم فيلمه "نقاب الروح" إنتاج 2020 يأتي بنفس الروح، ويحقق حضوره في المشاركة في عدد من المهرجانات، أصبحت ستة حتى اليوم، حصد فيها خمس جوائز، ثلاثة منها في مهرجان "أونيرز" في إيطاليا، عن أفضل فيلم، وأفضل سيناريو، وأفضل موسيقى تصويريّة، ومهرجان "كراون وود" في الهند، وجائزة أفضل مخرج، وأيضاً مهرجان "ckf " في بريطانيا وجائزة أفضل فيلم، وما تزال جولة المشاركة مستمرة، وهو من بطولة: وائل شرف، رواد عليو، جوان خضر، هيا مرعشلي، قمر مرتضى، مريم علي، والطفلة شهد الزلق، وغيرهم.
وعن استحسان فيلم علاء الصحناوي من قبل المتلقي الغربي يضيف لنا: "السينما ترفيه وإمتاع، وفي نفس الوقت تحمل رسالةً هادفةً، وما يميز فيلمي القصير عموماً هو طرح القضايا الإنسانيّة عبر قالب سينمائي شيّق، بلغة بصريّة تعبّر عن نفسها من دون شرح ولا تعقيدات، ودائماً ما أسعى لمخاطبة روح المشاهد قبل فكره وعينه، فمن المهم أن ندعو المشاهد ليضع نفسه داخل القصّة، حتى يتفاعل معها بصدق، وبما أن الفيلم الذي أقدم، له نصيبه في العرض حول العالم، وفي أهم المهرجانات، إذاً يتوجّب أن يكون الطرح بعيداً عن القولبة والنمطيّة، فالغاية هي تقديم فنّ للإنسان أينما كان، ومهما كان توجّهه، أو دينه، أو جنسيّته، أو انتمائه، فالسينما للجميع، وهي تفاصيل من نصّ إلى إخراج إلى أداء ممثلين، وتصوير، ومونتاج، وموسيقا تصويريّة، إلى كلّ اختصاص يدخل في هذه الصناعة حتى البوستر والإعلان، والاهتمام يعني رعاية كلّ تفصيل في الفيلم.
وأودّ أن أختم بالقول، الذي أذكره في كلّ اللقاءات التي أجريتها عبر مشاركاتي في المهرجانات العالميّة، إذا كانت السينما شغف ومتعة تجمعنا في هذا العالم، فإن الإنسانيّة تجمعنا مهما كانت اختلافاتنا على هذا الكوكب".