"أميّة ملص" لـ"أيام كندية": جمال المشهد السينمائي لوالدي محفورٌ في دواخلي ريوف البدويّة شخصيّة لأوّل مرّة في مسيرة أميّة ملص
عامر فؤاد عامر
"هناك ما تأثرت به عاطفيّاً ووجدانيّاً عندما كنت أتابع مراحل تصوير الأفلام السينمائيّة التي أخرجها والدي - المخرج السينمائي محمد ملص - وأذكر على وجه الخصوص كواليس التصوير في فيلم "أحلام المدينة" وهو عمل ضخم احتوى على لوكيشنات مهمّة وتاريخيّة، حيث كان يشدد على الإخلاص في الشغل والجديّة في العمل، وهذا الجمال ما زال محفور في دواخلي وهو ما أثّر عليّ، بالإضافة لمشاهداتي الأفلام السينمائيّة وخصوصاً مشهد الأنثى في السينما العالميّة كفيلم "كارمينا بورانا". حققت الفنانة أميّة ملص مكانتها الخاصّة دراميّاً على مدى خمسة وعشرين عاماً من العمل في عالم التمثيل، فهي صاحبة حضور محبّب ولطيف، وتمكّنت من أداء عديد الشخصيّات المؤثّرة في وجدان المتلقي، ونلاحظ ذلك منذ أعمالها الأولى بعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق 1992، لا سيّما مسلسل "يوميّات مدير عام" فغدت قريبة من الناس في أداء شخصيّة مها ذات الحضور الجميل، وكذلك شخصيّة وردة في مسلسل "الجوارح"، لتتوالى أدوارها في مسلسلات الدّراما السوريّة، وتحفر لنفسها فيها المكانة التي تستحقّ، لكن ولدى متابعة شخصيّات "ملص" نجد أن القسم الأكبر منها اقتنصته أعمال البيئة الشاميّة مثل "زمن البرغوث"، و"الدّبور"، و"عطر الشام"، و"دامسكو"، و"الخوالي" وغيرها،
ولربما شخصيّة بوران في مسلسل "باب الحارة" هي التي فتحت لها أفق أعمال البيئة هذه، لا سيّما وأن بوران - أم سليم؛ نالت وقعها الخاصّ لدى الشارع العربي، وعن هذه الشخصيّة تعلّق: "لا بدّ أن بوران أخذت مني وقتاً وجهداً لبنائها كما شاهدها الناس، لكن تعاون المخرج بسام الملا كان أساسيّاً في ولادتها تلك، وبالتالي هي شخصيّة نتاج تعاون مشترك بين الكاتب والمخرج والممثل، وأنا أحبّها كثيراً خاصّة بعد تعلّق الشارع العربي فيها، وحاولت دائماً المحافظة على صفاتها بين الطيبة والإخلاص لعائلتها والولاء الدائم لها، لكن يبقى التحدّي بيني وبين هذه الشخصيّة هو في كيفيّة طرحي لها بصورةٍ متجددةٍ، كونها حاضرة دوماً في أجزاء هذا العمل". أنجبت أميّة ملص ابنتيها "شاهي، وشيرين" لتفتحا لنفسيهما أفقاً في عالم الدّراسة في فرنسا، مستكملتين طرقاً متجددة يزيدا من والدتهما فخراً كلما تحدّثت عنهما،
وعن الأمومة وعلاقتها بابنتيها تضيف:
"أعدُّ الأمومة أهمّ مرحلةٍ في حياتي، وأعتبرها إنجازي الخاصّ، وبسببها بتُّ أعمق في المسؤوليّة، وأكثر دقة للاختيار، ولدى رؤيتي لهما اليوم أشعر بالفخر بل عندما أصغي لرأي أيٍّ منهما أُسرّ كثيراً، وهما يشكلا حافزاً جديداً لي لأطرح نفسي بتجددٍ عبر الدّراما التي أقدّمها". على الرغم من ضعف الحركة الإنتاجيّة لهذا الموسم إلا أن الفنانة أميّة ملص تبقى على حضورها، فقد أنجزت دورها في الفيلم القصير "تماثيل الطين"، من إخراج كمال ديركي، وقدّمت شخصيّة "ريوف" في المسلسل البدوي "صقّار" من إخراج شعلان الدبّاس، وهي تجربة جديدة في مسيرتها باللهجة البدويّة، كما تستعد لإنجاز عددٍ من المشاريع السينمائيّة، وهي في طور دراستها ومناقشتها، بالإضافة لقراءة دورٍ جديدٍ في العروض الدّراميّة للموسم الرمضاني القادم.
وفي كلمة خاصّة لمجلة "أيام كنديّة تتحدّث أمية ملص: "يتقاطع اسم مجلة أيام كنديّة مع مسلسل أيام شاميّة بمغزى جميل، لذلك أتمنى للسوريين الموجودين في كندا أيّام دافئة وحميمة، كما كانوا في الشّام الأمّ، وعليهم أن يبثّوا هذا الدّفئ الدّمشقي الشرقي الأصيل في أنحاء كندا، وبالنسبة لي كممثلة أتمنى أن أقدّم لهم أشياء يحبّونها تعبّر عن مجتمعنا بصورةٍ صادقةٍ وعميقةٍ من خلال أعمال الدّراما".