غربتي.. بقلم ريما البرني/ أيام كندية

▪︎ غربتي
هي الأيام تفصلني عن نفسي 
تجردتني من بقايا روحي
غربتي لا أستطيع تفسيرها
هي أقسى من الغربة
 عن الوطن والأرض
عن الأهل والأصدقاء
عن البيت و كل الأشياء .. 
غربتي أضاعتني 
أهلكت روحي ... خنقتني
غربتي عن نفسي أوجعتني 
أتعلم يا صديقي لماذا  أستيقظ أنا ؟
أنا أستيقظ لأحتسي مرارة قهوة هي سئمت مني 
أستيقظ لأتابع شعوري بالذنب والتقصير 
لأتابع ندمي وخوفي
لأتابع مرضي و تعبي
أنا في كل صباح أفتغل الجديد
أغير اتجاه الكرسي بالنسبة للطاولة
أغير اتجاه قلبي بالنسبة للحب 
كنت أعشق نفسي بت لا أكترث لها  
فراغ من الأولويات يهدد وقتي
كل مهامي تافهة 
لأنها لا تعنيني ..
 فأنا من واجباتي أن أعطي 
ومن حقوقي أن أعطي .. 
إلى أن وصلت إلى نهايتي 
اقترب الفراق من الفراق 
من سيودعني .... 
من سيرفع لي يده
عندما التفت لأرى مكاني الذي كان ...
من سيقول لي سأشتاقك
من سيقول لي عودي
هذا الوداع الرخيص لا يليق بي
أنا أعشق العناق 
أنا أقدس الدموع
رائحة الرغبة بالبقاء تعبق في نَفَسي
العمر مر من جانبي وأنا انتظره
خلته لم يمر ...
 وهاأنا أغير مكاني 
عله يمر ولعله هو من يراني .. 
الفراق يشبه الموت 
لكن الموت أرحم على الميت 
فهو لا يكترث ولا يشعر إذا لم يحزن لفراقه أحد
ولا يشتاق ... ولا يحتاج ... ولا يموت مرات و مرات كل ما اكتشف أنه إذا كان أو لم يكن .. سواء .
كيف تتحول الحياة كلها لوداع 
لماذا لاأجد نفسي إلا في قاعات الانتظار ... أترقب موعد رحتلي الأبدية 
لكنني جالسة على كرسي الدهشة 
فكل من أعرفهم باتوا (( المغادرون ))
غادروني قبل موعد الفراق .....
اكتفيت من البوح و البكاء ..
يالها من دموع أحرقت لي عيوني 
و أجبرتني على إنهاء ذلك الوجع .
 
ريما البرني
 

مواضيع ذات صلة