الفنان طاهر البيك لأيام كندية: لست مع مقولة الجمهور عايز كده لأن الفنان يرفع من الذائقة الفنية وليس العكس

الفنان طاهر البيك لأيام كندية: لست مع مقولة الجمهور عايز كده لأن الفنان يرفع من الذائقة الفنية وليس العكس
الإعلام العربي في كندا يلعب صلة الوصل في تعريفنا بالجمهور
عامر فؤاد عامر

يبقى تصدير المواهب الفنيّة السوريّة سمّةً خاصّةً، كنّا شاهداً عليها منذ القدم، تنضح الذّاكرة أسماء كثيرة متعددة خلدت كأيقوناتٍ في عالم الغناء، يشهد لها ملك العود فريد الأطرش، وألماسة الغناء أسمهان، والصوت الجبلي فهد بلان، وقلعة حلب صباح فخري، ومطربة الجيل ميادة الحناوي، لكن السلسلة تكاد لا تنتهي مع وجود أصوات كثيرة متجددة في قائمة الطرب والسلطنة، وضمن زاوية دعم المواهب الشّابّة تستضيف أيّام كنديّة صوتٌ أتقن القدود والموشّحات وأغاني الزّمن الجميل، جاءنا من حلب الشهباء، هو الفنان طاهر البيك الذي يقطن كندا منذ سنواتٍ طويلة، وعلى الرغم من استقراره في بلدٍ غير عربي إلا أنه مهتمٌ في فنّه، ويقدّمه للجاليات العربيّة هناك.   
بقي السفر والاغتراب حالة مستمرة طيلة حياتك، فقد عشت في عدة أماكن واليوم في كندا، إلى أيّ درجة كان هذا عائقاً يمنع إيصال رسالتك الفنية؟
كان الأمرُ قاسياً في البداية ولدرجةٍ كبيرةٍ فقد تنقلتُ وعشتُ في بلدان عديدة إلى أن كان الاستقرار في كندا، وبعد الاستقرار فيها كنت على تواصلٍ دائمٍ ومستمر مع أبناء الجاليات العربيّة عموماً، والسوريّة خصوصاً، وهذا التواصل كسر العائق تدريجياً مع مرور الزمن، فهناك سهرات دائمة وحفلات في مناسبات اجتماعيّة ومناسبات خاصّة، كما أن الإعلام العربي هنا يساعد في تواصلي مع أبناء الجالية العربيّة، ويقوم بدوره كصلة وصل جميلة.
يتداول الوسط الفني عبارة "الجمهور عايز كده" هل أنت مع هذه العبارة وتطبيقها؟ إلى أي مدى هي صحيحة، وكيف تؤثر على الذوق العام؟
للأسف في هذا الزمن أصبحت الذائقة الفنيّة تفرض نوعاً من الأغاني يمكن أن نقول عن قسم كبير منها "رخيص"، وقد أصبح اختلاف الحسّ والذوق الفنّي اختلاف كبير، وكأن الزمن والمجتمع على انقسلم وصراع مع زمن الأغنية الجميلة، لكن بالنسبة لي شخصيّاً أنا ضدّ هذه المقولة "الجمهور عايز كده" بالمطلق، فالمطرب الحقيقي عليه أن لا ينساق مع المزاج العام، لأن المطرب يساعد في تطوير الذائقة الفنيّة وليس العكس، فكلما قدّمنا فنّاً ملتزماً ونقيّاً وأصيلاً كلما ساهمنا في رفع المزاج الخاصّ بالجمهور عموماً.
أنت ابن مدينة عريقة صدّرت الفنّ للعالم أجمع، كيف أثرت هذه البيئة الغنيّة على صوتك وخطّك الفنّي؟
أفتخر أنني من مدينة حلب التاريخيّة، التي أنجبت عمالقة في الفنّ الأصيل، كما اشتهرت بالموشحات، والقدود الحلبيّة، والأدوار الغنائيّة، كانت وما زالت مؤسّسة تصدّر الطرب الأصيل .
أمّا الأثر فهو إيجابي بالتأكيد، فقد كان جميع من حولي من أهل وأصدقاء وأقارب من محبّي وعاشقي يعشق الفنّ الأصيل وجميعهم يقدّر الأصالة، لا بدّ وأن هذا قد انعكس عليّ ورسم خطوطي المستقبليّة الفنيّة.
أين أنت من الأغنية الخاصّة، وهل لهذ النوع مكانته ورواجه بين أبناء الجاليات العربيّة؟
في الوقت الحالي لا يوجد شيء، ولكن هناك عمل قيد الدّراسة، وبالنسبة للأغنية الخاصّة أظن أنها تلعب دور مهم في سرعة وصول الفنان وانتشاره بين أبناء الجاليات هنا، وبالتالي ستصل إلى بلده ولو بعد وقت.
حدّثنا عن نشاطاتك في كندا من حيث التدرب على الغناء، ومن حيث الحفلات، والنشاطات والمشاريع القريبة هناك؟
أقمت العديد من الحفلات الطربيّة لأبناء الجالية، وحالياً كل شيء متوقف في كندا لأن كوفيد ١٩ كان له دور في إيقاف عجلة الحياة فلم يعد هناك حفلات أو نشاطات، سوى أنني يومياً أقوم بتدريب حبال الصوت عندي للمحافظة على مرونة الطبقات والعُرب.
كلمة خاصّة لمجلة أيّام كنديّة.
شكراً من القلب لمجلة أيّام كنديّة، وأمنياتي لكم بمزيد من النجاح والتطوّر، وشكري لكادر العمل فيها، لكم مني كلّ المحبّة والتقدير والامتنان .

 

مواضيع ذات صلة