رود أبو عابد لـ أيام كندية أعشق الأغاني الطويلة وقدوتي ميادة الحناوي

رود أبو عابد لـ أيام كندية
 أعشق الأغاني الطويلة وقدوتي ميادة الحناوي
دمشق - عامر فؤاد عامر

أنتَ تقفُ مذهولاً أمام كتابٍ مليءٍ بالصّفحاتِ الملوّنة، تُقلّب هذه الصفحات تجدُ فيها عمقَ الإحساسِ، ورغبةُ العملِ والاجتهاد، وتقرأُ السّطورَ وتتأمّلُها لتلاحظَ أنّكَ تقابلُ طفلةً بعمرِ الرابعةَ عشرةَ الآن لكنها شابّةٌ كبيرةٌ تملكُ إيقاعها الخاصَّ مع هذه الحياة، وكأنها تقولُ ولدتُ حاضرةً للانطلاقِ في سمائكِ، فهل أنتِ جاهزةً لاستقبالي ومنحي الفرصة التي استحق؟
رود أبو عابد القادمة من مدينة حلب، وبيدها آلتي العود والكمان، وخبرة قد يحلم بها الكبار ممن يهتمون بعالم الغناء والموسيقى، تتمتع بمقدرة صوتيّة مرنة مرونة المطربات المتمرّسات، وتفخر بما تمتلكه من أغانٍ حفظتها بالتلقين والسماع من والدتها التي ترعاها في خط ومسلك الفنّ الذي يبدو أنها اختصّته منذ سنوات عمرها الأولى، وعن هذا تقول رود: "بدأت أتلمّس الطريق منذ عمر الست سنوات في مجال العزف، لأجد نفسي مع مرور الوقت أُتقن ذلك على آلتي العود والكمان، وبعدها كان معهد صباح فخري محطّتي التي تعلّمت منها مع وجود الأساتذة الذين أفخر بمعرفتي بهم، وبتوجيهاتهم لي، في التمرينات اليوميّة وأداء الأغاني واكتساب خبرة العزف".
تهتمّ رود بكلّ الملاحظات التي يقدّمها لها الآخر، فالتقاطها حاضر، ورغبتها في التعلّم واضحة، ويبدأ المشوار من البيت فأغنيات السيّدة أم كلثوم تصدح في أرجائه، لا سيّما وأن الأم تحافظُ على هذا الطقس وتهواه، وقد منحت للابنة جواز سفرها للنهل من ميدان الفنّ الأصيل، وتشرح رود عن نفسها أيضاً: "في البيت أستمع للأغاني الطربيّة الشرقية التي تُطلقها والدتي في معظم الأوقات فأجد أم كلثوم تغني مرّةً، والموسيقار محمد عبد الوهاب في الأخرى، وكذلك الموسيقار فريد الاطرش، فأحفظ أغانيهم جيداً وأرددها، لكنني أستمع أيضاً لأصوات حديثة مثل شيرين، وكاظم الساهر، ووائل كفوري، لكن محبّتي أكبر للأغنيات الطويلة والشرقيّة، وأفكر كثيراً بميادة الحناوي وأعدّها قدوتي الفنيّة".
على الرغم من تعلقّ رود أبو عابد بالغناء والعزف، إلا أنها تسعى للتوفيق دائماً بين الدّراسة والموهبة التي تجدها جزء من روحها ومن شخصيّتها والتعبير عن نفسها، وتسعى لموازنة هذه الجوانب، فلا يطغى جانبٌ على الآخر، وهي تطمح بعد إتقان أداء الأغاني الأصيلة أن يكون لها أغنياتٌ خاصّة، أمّا اليوم فتشارك في برنامج المواهب "سيريان تالنتس" لتنافس المواهب السوريّة، وتتأهل للمرحلة الرابعة، فمثل هذه البرامج تشكّل لها حافزاً جديداً، وتجربة تتلمس منها مقدرتها في الوصول للناس عبر إحساسها وصوتها، وما زلنا ننتظر منها المزيد فهي في سنوات عمرها الأولى وما يزال الطريق يعدُ بالكثير من المفاجئات.


 

مواضيع ذات صلة