يا للفخر بأرض الدار ,,, أخ بيضرب أخوه بالنار لأيام كندية بقلم الإعلامي الإنسان مروان صواف
يا للفخر بأرض الدار ,,, أخ بيضرب أخوه بالنار
لأيام كندية بقلم الإعلامي الإنسان مروان صواف
للشاعرعبد الرحمن الأبنودي مرثية شهيرة باللغة المحكية شدا بأبياتها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وتحمل اسم " عدّى النهار " ,,,, " عدّى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر ، وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر ,,, أبداً بلدنا للنهار بتحب موّال النهار ’’ ,, من رحم هذه المرثية خرج فيلم بعنوان العاصفة للمخرج خالد يوسف ، عن أخوين اثنين من عائلة واحدة وقفا معصوبي العينين في لحظة قدرية ليتقاتلا في حبهتي قتال - وكلّ في طرف - إبان عاصفة الصحراء وفي مثل هذه الأيام من يناير 1991 وغداة احتلال الكوبت في الأول من أغسطس آب عام 1990 ,, أخ كان يعمل في العراق وتم تجنيده يقابل أخاً يحارب في قوات التحالف على الجبهة الأخرى ,, ولعل الذاكرة تحتفظ بأجمل وأقسى مشهدين " مشهد يأمر به الضابط ذو الرتبة الأخ الأول في سلاح المدفعية بالقول ، إضرب ، وينفذ الشاب الأمر العسكري وهو دامع العينين موقناً أنه يقتل في هذه اللحظة أخاه الذي يتلقى أمر الضرب على الجبهة المقابلة وهو يبكي دماً مدركاً أن القذيفة ستمزق صدر أخيه ,, وأما المشهد الثاني فكان أشبه بالبركان الذي انفجر على يد شباب الجامعات وفد خرجوا في مظاهرات عارمة يصرخون " ياللذل وياللعار ,, أخ بيضرب أخوه بالنار " ,, وتمضي أعوام وأعوام ,, ويمر النهار ,, لتتحول الجملة " ياللذل وياللعار " الى واقع مرّ لايستثير الدهشة فالكل غارق في فيض من الدم ، والأمر الصادر بالقتل بين الإخوة عادي ومألوف ,, وأما من يقف مذهولاً أمام المشهد فسيتلقى اتهامات وهمهمات تقول " أين أنت ,, مالك تبدو حزيناً ,, أنت تعيش خارج عصرك ,, هيا اذهب وعش عصرك واهتف " ياللفخر بأرض الدار ,,, أخ بيضرب أخوه بالنار ,,,,
فجر التاسع والعشرين من يناير 2019 ,,,, مونتريال ,, سان لوران ,,, مروان صواف