وماذا بعد؟؟ بقلم معتز أبوكلام
وماذا بعد؟؟
بقلم معتز أبوكلام
كل منا أتى إلى هذه الدنيا دون سابق علم ودون أن يستشيره أحد، فتحنا أعيننا على الدنيا لنجد أمامنا سلسلة لا متناهية من أعباء الحياة لا تريد أن تنقضي وكل يوم أحداث جديدة متسارعة، وكل ساعة ألم جديد وشبه أفراح نصطنعها على وجوهنا لنخفي حزنا متجزراً في أعماقنا ألفناه صغاراً وكبر فينا وترعرع وشاب.
أتينا إلى الدنيا ولا ندري لماذا أتينا؟ يقولون أتينا في مهمة لعبادة الله الواحد القهار... ثم هم أنفسهم يقولون بأن ليس لله حاجة في صلاتنا وصيامنا وكل عبادتنا، أليس في هذا تناقض عجيب!! بل الحق يُقال فعلاً.. ما حاجة الله القادر على كل شيئ من عبادتنا وضعفنا وتذللنا بين يديه، والدنيا كلها لا تساوي عند جلاله جناح بعوضة كما جاء في الأثر.
أتينا إلى الدنيا نكدح ونسعى وننجح ونخفق ونتلقى صفعات وجرعات متفرقة... مرة بطعم الفرح ومرات كثيرة بطعم الألم ثم نمر بعواصف حياتية وخيبات وصدمات ومتاهات من التجارب بعضها بنكهة النجاح و البعض الآخر بنكهة الفشل، ونعزي أنفسنا دوماً بغد أجمل وبغد أفضل ولكن الأيام دواليك نفسها لا تتبدل.. الشعوب المسحوقة تزداد تدهوراً في أحوالها وتقاسيم الألم والمعاناة تزداد عمقاً وإلاماً في حياتها،
والمفارقة الغريبة أن الأمل ديدن هذه الشعوب لا يفارقها وكأن قدر الأمل أن يولد من رحم الألم وكأن الأمل هو المنارة التي يستضيئ بها المتعبين وهم سائرون على درب الألم والعوز والمعاناة.
وعلى الطرف النقيض من هذه الدنيا، نتأمل تلك الشعوب التي تُعتبر شعوباً مرفهة، نجد أن حياتها يغلب عليها الملل والتذمر والتعود على الرفاهية والنعم وتراها مناعتها معطوبة دوماً لدرجة أن خطباً يسيراً يقض مضاجعها ويكسر كاهلها والغريب في الأمر أن نسب حالات الإنتحار لدى هذه الشعوب مرتفعة لدرجة تجعل المرء في حيرة يُحدث نفسه.. هل دواعي الإنتحار هي حالة الإشباع التي يصل إليها المرء أم حالة العوز!!
هكذا هي الدنيا ستبقى لغزاً محيراً،
وسيبقى السؤال المستحيل يتردد دوماً.. من نحن؟ ولماذا أتينا؟ وإلى أين المصير؟