هل نحن أمة تضحك على نفسها!! بقلم معتز أبوكلام
هل نحن أمة تضحك على نفسها!!
بقلم معتز أبوكلام
حول اللوحة التي شكّلها السوري نزار بدر بحجارته الحزينة.. والتي عبر من خلالها عن مآساة النزوح والهروب من ويلات الحرب في سورية، لا شك أنه استطاع بتحريك تلك الحجارة الصماء أن يحرك مشاعر لجنة التحكيم ومنحهم فرصة ليستعرضوا دموعهم المسرحية أمام الناس، ولا شك أنه وبصمت، حرك مشاعر الكثيرين من الناس.. ولكنني استغرب حجم النفاق والرياء الذي نمارسه في حياتنا كل يوم، كم نحن مخادعون ومشاعرنا مزيفة، تحركنا الصور وقطع من الحجارة في لحظات، ولا يحركنا ولا يؤثر فينا واقع مرير بأكمله... سنين طوال من الحرب والظلم والجوع والبرد قّدت مضاجع الناس في سورية واليمن وغيرها.. نتفاعل ونتأثر ونتعاطف كثيراً ونزرف الدموع السخية ومشاعرنا تصبح رقيقة أمام الصور وأمام الشاشات والاستعراضات وفي الأجواء المكيفة.. بينما الواقع في بلادنا ينزف دماً وخوفاً والرعب والمخاطر والفقر وقلة ذات الحيلة والعوز يحاصر الناس من لحظة شروق الشمس حتى غروبها.. وسواد ليل بائس يمر على الناس وفي كل ومضة عين هنالك من بعيد صوت يستصرخ كل واحد منا بل يستصرخ الإنسانية الصماء.. أن أطعموا طفلا.. أن انقذوا شيخاً.. ولكن يعود صدى الصوت أدراجه خائباً... أن لا حياة لمن تنادي.
هل نحن أمة تضحك على نفسها!!