هل تسمع لنداء قلبك أم ترضخ لحكمة عقلك؟ إعداد فاطمة خوجة
هل تسمع لنداء قلبك أم ترضخ لحكمة عقلك؟
أيهما يتحكم في قرارتك وحياتك قلبك ام عقلك ؟؟ لماذا هذا الصراع الأذلي بين القلب والعقل !! لماذا ننظر إلى الشخص الذي يقوده عقله في تصرفاته وقرارته هو الشخص الناجح والقوي ويكون على صواب عندما يهمش نداء قلبه وعاطفته !!! مع أنه علمياً المخ يتكون من نصفين كرويين، لا يتم الاستغناء عن أحدهما، نصف كروي أيمن مسؤول عن جميع عمليات الحسية والحدس و العاطفة ونصف كروي ايسر وهو الذي بدوره مسؤولٌ عن جميع عمليات المنطق والتحليل . إذن الآن لِمَ نهرب من النصف الأيمن ولِمَ نخافه؟ لماذا نفصل بين القلب والعقل وفي النهاية اكتشفنا أنَّ العقل يحوي القلب ومشاعره في نصفه الأيمن! وهل ما زال القلب باعتقادك قائدٌ أهوج لا يمكن السماع لندائه ؟!
لو تخيلنا القلب يحاور العقل لقال العقل : انا الذي ارسم طريق واهداف واضحة للإنسان تتناسب مع مجتمعه بيئته ومعتقداته واجنب الشخص أقل الخسائر الممكنة، اما القلب يرد ليقول :انا الذي اجعل الانسان يتذوق لذة الحياة والمشاعر بحلاوتها ومرارتها وأجعله يسمو ويعلو ويرتقي عن فكرة الأنانية ويكون مصدر سعادته فقط إسعاد ورؤية من يحب ،على عكسك انت إيها العقل الذي هدفك الاول مصلحة الشخص وإرضاء ألانا حتى باللاواعي لديك ..
حقاً لمعادلة صعبة ومعقدة إن أكثر خصوصيات هذا الصراع بين القلب والعقل تكمن في علاقاتنا مع الأشخاص الذين نحبهم أو نصادفهم في جميع مراحل حياتنا .
وأجمل ما قيل في هذا الصدد "ضع قليلاً من العقل على قلبك حتى يستقيم، وضع قليلاً من العاطفة على عقلك حتى يلين" لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ وما هي كمية "القليل" هذه ومن يحددها قلبك ام عقلك إن الامر يكمن حسب عرفك ومجتمعك ومعتقداتك هي التي تجعل وتحدد لك مقدار التحكم بهما،
حيث لا يصح أن تقودنا قلوبنا فنغدو كتلة من العاطفة تقذفنا مشاعرنا في كل وادِ ونتعرض عندها لكثير من الخيبات والصدمات .
فلا تستقيم حياتنا إلا بوضع كل منهما في مكانه الصحيح قدر المستطاع ليؤدي دوره الذي خلق من أجله، يجب أن ندرب أنفسنا على التحكم والموازنة بينهما ولو هذا بالأمر لشبه مستحيل وخاصة للأشخاص العاطفين، إن بالعقل وحده قد نستطيع السيطرة على كل شيء، لكن عندها لن نرضى بشيء، وبالقلب وحده قد يستطيع أي شيء السيطرة علينا ولكن عندها لن نسعد بيشيء وتكون السعادة فقط لفترة محدودة وكأنها سأحبة مطر في فصل الصيف ..
لذا علينا أن نتمتع بما يوصف بالعلم الحديث ( بالذكاء العاطفي ) حيث أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل ذكاء عاطفي عالِ يستطيعون السيطرة على سلوكهم وضبطها ولديهم فعالية أكثر على معرفة وإدراة مشاعرهم الخاصة، وإدارة مشاعر الآخرين أيضاً إما في إظهارها أو إخمادها ، وكلما إرتفعت مهارات الذكاء العاطفي، أدى ذلك لعلاقات شخصية متوازنة فعالة وناجحة بشكل أكبر. تقول الأخصائية النفسية راماني دورفاسولا: ان الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي لديهم القدرة بالتعامل مع مشاعرهم بوعي اكثر وإدارتها، وبالتالي هم لا يؤذون أنفسهم قدر المستطاع ولا يلحقون الضرر بالآخرين أيضاً قدر المستطاع. فنجد عند هذه النقطة تحديداً يتفق القلب والعقل .وسنتحدث بإعداد لاحقة عن مهارات وكيفية تعزيز الذكاء العاطفي لدينا...
مع تحياتي
فاطمة خوجة