هكذا تبدأ جميع القصص، مقدمة لرواية طريقي تأليف آية الحداد
هكذا تبدأ جميع القصص ,غير أن نهاية قصتي كانت بداية لأمر آخر لم أعيه إلا بعد فوات الأوان .
تائهة بين دروب الحياة , أسير في طريقٍ لا أعرف نهايته ، لحظات قاسية هزت أعماقي وذرفت دموعي تعجباً لظهورها .
تأرجحت على خيوطٍ متشابكة لسنوات ٍطويلة منعتني الاستمتاع في الحياة , بقيت صامتةً مذهولة ًلا أدرك ما مر بي .
تمردتُ على واقعي فسقطت وحيدة ً خائفة ً , مشتعلة ً بلوعةِ حب ٍ ولهفة شوق ٍ.
بين طفولةٍ منسيةٍ وشيخوخةٍ مبكرة مضت أيامي .
آن لي أن أترك كل هذا وأمضي مسرعة دون التفات أو رجوع ، أن أتغير وأغيّر , أن أصحو على نسيانٍ حقيقي وأرمي التفاصيل التي تفننت بها , وأعود لزمن ِ السعادةِ الطيبةِ والعفوية الصادقة , و أبحث عن مشاعر تلامس أعماقي بدفء و شفافية , وتمنحني مافقدته سابقا" .
نعم أنا مارينا ....
بدقات قلبي المتسارعة , بعنفواني وغروري , بطيبتي وشغفي , بجميع أنواع الألم الصغيرة والكبيرة بدأت مشوار حياتي .
ثمةَ شيء ٌمن الطفولةِ يحدث دون أن أعيي ذلك , وبقي يدورُ حولي حتى هذه اللحظات ...
كنت صغيرة وكانت أحلامي كبيرة , بقلب طفولي طاهر نقي متسامح تراكضت الحياة ببساطة , لا هموم ولا اوجاع ,
ليتها تعود تلك الأيام التي طوتها أغبرة الحنين وأشعلتها الأشواق .
عندما يداعبني الحنين إلى الماضي البعيد , أقلب تلك الصفحات العطرة من سجلاتِ حياتي , فأراها أياما" مشرقة مليئة ًبالعنفوان , ممزوجة ببساتين حب صادق مترامية على اطراف نوافذي , أشتاق لها وأشعر برغبة قوية للعودة ,
ولكنها سنين مضت وأيام لن تعود مهما حاولت .
من مقدمة رواية " طريقي " ..
تأليف: آية الحداد
Aya Alhadad