ما خطه قلم الرصاص ,, وما قاله البحر ,, بقلم الإعلامي الكبير مروان صواف
لطالما أسرتني عبارة رددها شاعرٌ راحل :: " إن أكثر مايشقيني أن أضطرللدفاع عن قيثارتي أكثر مما أعزف عليها " ,, ربما أخذتك الجملة الى واقعك ومعاناتك في مسارك المهني والحياتي على مدار عقود ، ولكني أراها ماثلة في حالتين اثنتين وانكسار قلمين ووداع قامتين في السنوات الأخيرة " رحيل الأستاذ حمدي قنديل خلال عامنا الذي مضى 2018 ، وغياب الكاتب الدرامي القديرأسامة أنور عكاشة من قبل ,,وقد يبدو التزامن مثيراً لديّ أن أتلقى نبأ وفاة الأستاذ قنديل فيما كنت أتابع حلقة من حلقات المسلسل الجميل " أرابيسك " وفي إعادة للعرض جديدة ، إنما في زمن الفضائيات وبث الستلايت هذه المرة ,, - كلاهما انكسر قلمه دون إرادة منه ,, كلاهما خاض معارك ومداخلات في إجازة العرض أو النشر ,, كلاهما هام حباً بشخصية الفارس في زمن اللافروسية ,, وكلاهما أدلى صراحةً بشهاداته وهو يروي حكايته مع الرقابة الصارمة ,, " كنت أزرع بذرةً في عمل وأنميها في عمل ثانٍ وأسقيها في عمل ثالث لأقطفها ثمرة عذبة المذاق ناضجة في عمل رابع " ,, لطالما ردد أسامة هذا القول " مالا يُدرك كلّه لايترك جلّه " ,, وأما لماذا اختار الأستاذ الراحل حمدي قنديل عنوانه قلم رصاص ، فالتفسير الذي قدّمه بدهيٌ وجميل ومفاده أن النسخة الأولى لمقاله المكتوب التي كان يدخل بها مكتب رئيس التحرير أو مدير التحرير المسؤول لإجازتها والسماح أو عدم السماح بنشرها كان يحرص أن تكون مكتوبة بقلم رصاص لسهولة الشطب والتعديل ,, ومن هنا جاء اختياره لعنوان قلم رصاص ليتوّج برنامجه القدير الذي تم إيقافه دون أن يحني صاحبُه هامتَه ,, بالتأكيد ماعرف الإثنان أن الزمن تطور جدا إلا فيما بعد ، فالرقيب وصاحب القرارماعاد يكتفي بكسر القلم ولا بقطع أوتار القيثارة ,, رحم الله القديرين وهما يخطان الآن أجملَ شهادة جريئة في دنيا الحق ,,, مروان صواف ,, فجر الأول من يناير كانون الثاني 2019 – سان لوران – مونتريال ,,