على قدر المحبة يأتي العتاب إعداد فاطمة خوجة
على قدر المحبة يأتي العتاب
إعداد فاطمة خوجة
يقولون العتاب على قدر المحبة،
والعتاب صفاء للنفوس وراحة بعد الخصام والجفاء، ولكن العتاب لايكون أسلوباً فعالاً إلا إذا استخدم في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب الذي يتقبل العتب بكل صدر رحب دون تكبر ولا تعالي،يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لاتقطع آخ لك على ارتياب، ولا تهجر دون استعتاب )
ولكن كيف يكون العتاب راقياً وأن يتقبلهُ الاخر دون مشاحنات وعصبية من الطرفين ، وأخذ النتيجة المرضية المرجوة منه الذي غالباً ما نعاتب بطريقة عشوائية عاطفية تنافسية لكل منا يريدأن يثبت للآخر أنه على حق وأحياناًبطريقة قاسية وفظة على حسب مدى الجرح والأذى بداخلنا من الشخص الآخر، لكن الإنسان قابل للتغير والتعلم والرقي للإفضل طالما لديه الرغبة في التطوير الذاتي والسمو الأخلاقي. وهذه بعض الخطوات أو النصائح لعتاب إيجابي بَّناء:
_ضع النقط على الحروف حدد بدقةالأشياء التي أزعجتك بالفعل ولاتخرج عن الموضوع والذهاب لأمور تجاوزتها منذ زمن وذلك للحفاظ و البقاء على الود الذي بينكم.
_لا توجه ولا تسكب إتهاماتك كزخ المطر حتى لايضطر الشخص الاخر للدفاع عن نفسه طوال الوقت و يخرج عن شعوره.
_كن مهذباً ولا تستعمل كلمات وعبارات جارحة وفيها كلمات خارجة عن الأدب ولا تتعدى الخطوط الحمراء التي لربما تخسره للأبد إن تجاوزتها .
_ لا تكثر العتاب فالإنسان الكثير اللوم والعتب يوتر الأجواء ويشحنها ويصبح وجوده غير محبذ .
_اخيراً لا تعطي كثيراً من التبريرات والتفسيرات لكل تصرف تقوم بهِ وتثبت أنك لم تقصد هذا وذاك، إن من يحبك سيفهمك ويتفهمك، ومن يريد بقائك ومتمسك بك سيغض طرف عينيه عن ذلاتك وهفواتك، ومن يريد ان تكون الأفضل سينصحك ويشجعك بكل عمل تقوم وستقوم بِه. وعن هذا الصدد يقول الدكتور فتحي طعامنة إخصائي علم الإجتماع :إن هناك أشخاص تقوم حياتهم اليومية على العتاب والنقد ويشترطون ان يقدم لهم الآخرين الأعذار والتوضيحات لكل تصرف يزعجهم وكثير منهم يعتقدون أن الآخرين على خطأ دائم وأن رأيهم هو الصواب، هؤلاء يعانون من عقد نفسية ونظرة دونية لكل من حولهم وغالباً ما يكون شخصاً منعزلاً إجتماعياً وحتى ممكن أسرياً بحجة ان لا أحد يفهمه ولكن هو بالنهاية هو لا يسمع الإ لصوته ولا يتقبل ويحب الإ ذاته .
أخيراً عزيزي القارئ : إن للأصل في الإنسان السوي أن يترفع ويرتقي عن صغائر الامور وأن لا يبالي ولا يقف عندالأشياء الثانوية والصغيرة. إن الحياة أصبحت قاسية وكل منا يمرُ بظروف ربما مادية أو عاطفية أو إجتماعية أو لربما جميعها تحمل في طياتها ضغوطات، حنين وشوق،إنكسارات، خيبات، وفقد، تجعل كل شخصاً منا أشبه ببركان قابل للإنفجار بأي لحظة أو أي موقف نمر بهِ لنتجنب قدر الإمكان من لا يسمعنا، من لا يفهمنا، من لا يبرر لنا ويتقبلنا كما نحن.