المعرفة و التحكم: من الشاشات في 1984 !لى الهواتف الذكية في 2019
كتبها بالانكليزية والعربية: محمد معتصم المصري
إن الحرية و القدرة على اتباع الفكر الذي يتوافق مع اعتقادات المرء حقٌ يصونه و يستفيد منه سكان الحضارات المتقدمة ، و لكن قد يتواجد فوق هذا الحق ظل خطرٍ يهدد أمانه ، يعد وقتنا الحالي من أفضل الأوقات للرجوع إلى رواية جورج أورويل 1984 التي ذاع صيتها بسبب ما توقعت حدوثه في مستقبلنا هذا ، انتهى أورويل من كتابة قصتة في عام 1948 و تدور أحداثها في مستقبلٍ تخيَّله الكاتب بعد الحرب العالمية الثانية سيكون في عام 1984 ( حيث قلب المؤلف عام انتهائه من تأليف القصة وهو48 وجعله ليكون عام حدوث أحداث قصته أي 84) يتخيل أورويل أنه قد اندمجت الولايات المتحدة و كندا و بريطانيا و جنوب أفريقيا و أستراليا ، واشتعلت حربٌ أهلية في الدولة التي تشكلت و فاز في هذه الحرب حزبٌ كان يعرف باسم إنج سوك أو الاشتراكية الإنجليزية الذي أصبح يعرض سكان الدولة العملاقة إلى حكمٍ دكتاتوري و مراقبةٍ شديدة ، واذا استدعينا الى ذاكرتنا أحدث التطورات في الأحداث الراهنة كالنقد الذي تعرَّض له تطبيق فيس آب و القضية التي رفعت على شركة الإتصالات إي تي أند تي بالإضافة إلى إشاعات التدخل الروسي بالإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ، نجد أنه قد أصبح التحكم بالمعلومات و سرقتها شيئاً يشغل عقول عددٍ كبيرٍ من سكان العالم ، فقد دخل احتمال القدرة على تسجيل ماضي المرء و التلاعب به حدود التفكير الواقعي و مع القليل من الخيال بإمكاننا تصوُّر الضرر الذي قد يحدثه هذا بمستقبل الإنسان ، وهكذا يكتمل تنبؤ أورويل عندما قال في كتابه: "من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل، و من يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي".
لقد تعددت المحن و كثرت في عصرنا ، و تنوعت الطرق التي ابتكرناها لإلهاء أنفسنا عن الكوارث التي تحدث حولنا كي لا نقع في حالة يأسٍ دائم ، و تعكس هذه الحالة طريقة عيش الناس في كتاب أورويل بشكلٍ من الأشكال، ففي كتاب أورويل تشغل الحكومة شعبها بحروبٍ لا تفيدهم وتشغلهم عن الطبقة العليا التي تتحكم بهم كما ينشغل الناس بتسالي العالم الحديث و يغمضون أعينهم عن ما يحصل ، فالتطبيق الذي يعرف باسم فيس آب و الذي وصلت شهرته إلى حدودٍ جديدة في 2019 تشكلت حوله شكوكٌ عديدة تتعلق بانتهاك حقوق المستخدم و نقل الصور و الإحتفاظ بها ، و ازداد الطين بلة عندما تم لفت انتباه الناس إلى أنه تم تطوير هذا التطبيق على يد شركة روسية ، مما أرعب العامة الكبرى بسبب إشاعات التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية التي لا تزال ذكراها حديثة في الأذهان ، و وصل التوتر حول الموضوع إلى حد أنَّ أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بعث رسالة إلى مكتب التحقيقات الفدرالي يطلب فيها القيام بتحقيق معمق حول التطبيق ، و قد تم تصريح تحذير لكل المرشحين في الإنتخابات الرئاسية لسنة 2020 من قبل اللجنة الوطنية الديمقراطية بتجنُّب التطبيق. يبدو أن ذعر انتهاك حقوقيات الناس عبر الهواتف النقالة في حالة انتشار ، و أنَّ المستقبل الذي تخيّله اورويل يحوم في الأذهان ، و يمكن تلمّس هذا الذعر بشكلٍ واضح بنظرةٍ واحدة على شوائع أبحاث جوجل ، فقد فوصلت الرواية إلى حدٍ لم تصل له منذ نصف عقد في الشهر الذي نصِّب فيه دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة بعد انتشار شوائع التدخل الروسي ، و لم تكن الرواية تذكر بهذا الشكل منذ أن بدأت الولايات المتحدة في الشروع بإجراءٍ كان الهدف منه إيقاف القرصنة على الإنترنت ، و كان من المحتمل أن يتسبب هذا الإجراء بإغلاق عددٍ كبير من المواقع التي قد يتواجد عليها برامج و سلع مقرصنة ، وكان هناك اعتراضٌ كبير من العديد من الناس الذين رأو هذا الإجراء كعذرٍ لإغلاق هذه المواقع ، حتى أنَّ مواقع كبيرة مثل جوجل بدأت بتنظيم إيقافٍ منسق لخدماتها إحتجاجاً عن هذا الإجراء.
عند أخذ كل ما تم قوله في عين الإعتبار تتبين لنا أنّ العلاقة بين الأدب الديستوبي الذي تنتمي إليه قصة 1984 ، و الذي يعرف أيضاَ باسم أدب العالم المرير ، و الفضاء الافتراضي في ازدياد وتطور ونمو مستمر ، فصارت هذه العلاقة تبرزبشكلٍ واضح في العديد من الأعمال الفنية المعاصرة مثل سلسلة أفلام ذا تيرميناتور التي تتمحور قصصها حول الدمار الذي قد يتسبب به الذكاء الإصطناعي ، و قد تبنى فريق القرصنة الرقمي الشهير أنونموس القناع من الفلم الذي إسمه "في فور فانديتا" كشارة و رمزٍ لهم ، و شارك هذا الفريق بالعديد من الهجمات على مواقع حكومية احتجاجاً على إجراء منع القرصنة الذي تم ذكره سايقاً ، عرِف عن الفن قدرته على عكس وتصويرو إيحاء وضع عالم الفنان ، فعندما نرى التدفق الهائل من هذه الأعمال التي تتمحور حول مستقبلٍ مرير من البداهي أن نسأل أن أنفسنا عن العالم الذي نعيش به ، فهل هذا الرعب الذي نعيش به نفس خوف أورويل ولكن في زي جديد؟ لا يمكننا إلا التصور.
Knowledge and Control: From the Telescreens of 1984 to the Smart Phones of 2019
Written by: Mohamad Motasem Almesri
Freedom and the ability to choose whatever path aligns with a person’s beliefs is a well-treasured right that is utilised by the citizens of modern societies. There may be however, a shadow that looms over and endangers the aforementioned right. The famously prophetic story of 1984 can never be more relevant than today. The story was finished in 1948 and took place in an alternative timeline after the events of World War II in 1984 which involves the unification of the United States, Canada, Britain, South Africa and Australia and that event is followed by a civil war within the unified superpower that is one by a new party known as INGSOC which imposes a dictatorship and heavy surveillance upon all of the unified nation’s citizens. In the light of recent events, such as criticisms of FaceApp, the AT&T lawsuit, and the 2016 elections, information control and theft are something that occupies the minds of a large portion of the world’s population. The possibility of a person’s entire past being preserved and manipulated arises with the news of his present existence being monitored, and it only takes a bit of imagination to see how such an ordeal can be detrimental to a person’s future and can complete the Orwellian prophecy: “Who controls the past controls the future…Who controls the present controls the past” (Orwell, 284).
The tribulations of the current era are largely multitudinous, but so are the distractions designed to alleviate the existential horrors of today’s endless disasters. In a way, this resembles the way 1984 sets up its society, albeit that instead of the pain of war, most people are more likely to distract themselves with the pleasures of the internet and online applications. That does not mean however that distractions of pleasure can not be used in the same way to monitor and manipulate the masses. A simple application designed to bring joy may have the potential to destroy the lives of many. The FaceApp phenomenon began in early 2017 but the popularity of the app hit a new peak in 2019, which was followed by controversy in regards to the privacy of the user and whether photos taken by the user get truly deleted or stored after being uploaded to the app’s servers. The fact that FaceApp was developed by a Russian company did not help considering the talk of Russian intervention during the 2016 US elections. The tension in regards to this issue rose to the point where a US senator sent a letter to the FBI asking them to investigate the app and furthermore, all 2020 presidential campaigns were reportedly warned by the DNC to refrain from using the app.
The terrors of invasion of privacy through mobile phones only seem to be increasing, and the vision of an Orwellian future may haunt the minds of the general public. The hysteria that follows debacles of such magnitudes can be seen most clearly with a simple peak at the Google Trends Chart for 1984 by George Orwell, where it can be noticed that the novel became more popular than it has ever been in almost exactly half a decade during the month where the 45th president of the United States, Donald Trump, got inaugurated after the Russian interference rumors. Interestingly enough, the last time the novel managed to get that much attention before the inauguration of President Trump was when the United States initiated the Stop Online Piracy Act which caused an uproar within the worldwide web as many popular websites such as Google and Wikipedia organized a blackout in protest to what they saw to be a potential attack on Freedom of Speech.
The relationship between cyberspace and dystopian fiction only seems to get stronger as even modern pieces of media explored narratives where artificial intelligence is used against the general public such as in “Terminator”. There is also the case of the infamous hacker group Anonymous, which orchestrated an attack in retaliation to the aforementioned online piracy act, who are well-known for the use of Guy Fawkes masks as imagery, an act inspired by the film and Alan Moore graphic novel, “V for Vendetta”. Often does art imitate the state of the world and society but the pattern that is seen in such art forms gives out a question begging to be answered: Could the paranoia of the modern age be merely the fears of Orwell’s war torn times reincarnated? If the assumption is correct, then how much have we truly moved past those times? One could only wonder.