شكل آخر من أشكال الحرية في كندا، كندا وتأجير الأرحام بقلم الأديبة أمينة الزغبي

شكل آخر من أشكال الحرية في كندا، كندا وتأجير الأرحام بقلم الأديبة أمينة الزغبي هناك ارتفاع متزايد في الطلب على تأجير الأرحام على مستوى العالم. وشهدت كندا نموًا هائلاً في هذا المجال؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى زيادة بنسبة تزيد على 400 في المئة في العقد الماضي. وتأجير الأرحام هنا هو نو ع من "الإيثار" - بمعنى أن النساء اللاتي يحملن أطفال غيرهن لا يمكن أن يحققن مكسبًا ماليًا من ذلك. وكندا ليست البلد الوحيد الذي يسري فيه هذا النوع من تأجير الأرحام - فهذا هو الحال أيضا في المملكة المتحدة، على سبيل المثال. لكن التشريع في معظم المقاطعات الكندية يجعل من السهل على الأزواج الحصول على حقوق الأبوة لطفل من أم بديلة. إضافة لذلك، وعلى عكس بعض البلدان الأخرى، تفتح كندا المجال للأزواج المثليين والأشخاص غير المتزوجين من شخص آخر بالوصول إلى أم بديلة. ويعد تأجير الأرحام أمرا يحظى بقبول أخلاقي لدى بعض الناس، كما يعد أقل تكلفة مقارنة بالدول التي يكون فيها تأجير الأرحام تجاريًا كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية. وتقول أحدي السيدات : "أرى الكثير من الأمهات البديلات في أمريكا يتقاضين آلاف الدولارات، بينما في كندا لا نفعل شيئا كهذا". وفي هذه الحالة، لا تحصل الأمهات البديلات إلا على جزء من تعويضات النفقات المتعلقة بالحمل، مثل الفيتامينات، وملابس الحمل، والبقالة، وتكاليف السفر للفحوص الطبية، وكذلك أجور تعوض عن الغياب عن العمل لأسباب طبية. لكن عليهن الاحتفاظ بإيصال لكل النفقات. وتقول أخري: "كنت مريضة للغاية خلال فترة الحمل ، لذا كان لزوجي يقوم بمهامي. كان داعمًا للغاية، وكذلك كان أطفالي". أما سيدة أخري فتقول: "في حالتي، كان الوقت صعبا بسبب خطيبي - لم يفهم أبدا لماذا كنت أقوم بذلك". كما أن هذه السيدة تعرضت لانتقادات الجيران لأنها من بلدة ريفية صغيرة: "سمعت تعليقات كثيرة مثل 'كيف يمكنك التخلي عن هذا الطفل؟ ' 'لماذا تضحين بحياة عائلتك لطفلك الذي لن تربيه؟" وتقول: "إذا أردت أن تكوني أما بديلة فعليك التمسك بمبادئك: إنه جسمك، إنه خيارك". وانتقاد تأجير الأرحام ليس أمرا غير شائع. ففي إطار النظرية النسوية، على سبيل المثال، هناك مدرسة فكرية ترى أن هذا الإجراء شكل من أشكال استغلال الجسد الأنثوي. تقول أحدي الأكاديميات التي تجري أبحاثا حول تأجير الأرحام : إنه على الرغم من أنها عملية غير مدفوعة الأجر فإن ذلك لا ينفي وجود استغلال. وتقول: "أرى أنه يمكن المقارنة بين تأجير الأرحام والدعارة لأنهما يرتبطان بالجسد الذي يبيعه الناس". وتضيف: "حقيقة أن النساء لا يحصلن على مقابل مادي أمر إشكالي، لأن الخصوبة هنا صناعة ربحية، والجميع يحصل على رواتب. فلماذا لا تحصل الأم البديلة على أجر؟" وتحصل الأم البديلة على تعويض عن النفقات فقط في حين تُدفع رسوم للوكالات والأطباء والمحامين وعيادات الخصوبة، أي أن العملية محاولة مكلفة للآباء والأمهات وقد يصل ما يدفعونه إلى أكثر من 56 ألف دولار أمريكي. وتقول صاحبة الوكالة: "بما أن التعويض محظور يكون حتى إرسال الأزهار إلى الأم البديلة أمرا يمكن أن يُعرِّض الوالدين للمسؤولية الجنائية". وقد يؤدي خرق القانون إلى غرامة تصل إلى أكثر من 370 ألف دولار أمريكي، أو حكم بالسجن لمدة 10 سنوات. وهناك حاليا محاولة جادة لتغيير هذا التشريع. أمينة الزغبي

مواضيع ذات صلة