رحلة ياسمين من سوريا الى كندا

وصلنا كندا مونتريال في
Feb3, 2016
وبعد يومين ضمّنا بيت ابنة عمّتي مع الأقارب القليلين  بمحبّة كبيرة رغم سنين البعاد الطويلة ممّا جعلنا نشعر بدفء الأمان.
في أوّل يوم لنا في تورنتو قمنا بزيارة المكتبة العامّة و بسهولة بحث الياس و سارة عن الكتب التي يريدون قراءتها هكذا عرف قلبي الاطمئنان بأنّنا على الدّرب الصّحيح .
Feb14, 2016
انتقلنا إلى شقتنا كانت درجة الحرارة -28 يومها و قضيت معظم يومي خارجا للتسوّق مع سارة بينما يقوم زوجي وابني بتركيب الأثاث.
برودة الثلج كانت نقاءً و صفاءً لقلبي و أحلام المستقبل درباً يقود خطواتي.
كان يوم العائلة في كندا بالإضافة لكونه عيداً للحبّ و مُهّد طريقنا بكندا لعائلة سعيدة متماسكة, ووعدنا انفسنا يومها أنّنا مهما انشغلنا سنحافظ على يوم عطلة مشترك يكون نواةً لسعادتنا.
التحقنا بمدارس اللّغة كما ذهبت سارة للمدرسة بالفصل الثاني من الصفّ الحادي عشرة و كأنّها تتابع دراستها بالشكل الاعتيادي في سورية.
بينما سجّل الياس في الجامعة و بانتظار البداية بشهر أيلول التحق بمعاهد لّلغة الانكليزيّة.
الأصدقاء و الأقارب جعلوا أيّامنا مضاءة بنور محبّتهم و مساعداتهم الكثيرة لنا .
بعد شهر تقريباً عن طريق المعارف و الأصدقاء حصل ميشيل زوجي على عمل ككاشير بمحلّ ضمن سلسلة محلّات RABBA
كما عملت أنا ككاشير في فرع أخر له بعد عمله لشهر ,لم يكن يهمنا طبيعة العمل فنحن بمجتمع جديد علينا للاندماج به الانخراط بالمجتمع.
كنت سعيدة بعملي و خصوصاً أنّه أتاح لي التعرّف على كثير من الناس الذين أحببتهم و أحبّوني فكانوا يشاركونني في هموم أيّامهم و أفراحهم .....و هكذا كانت البداية .
أعتقد أنّه مهما كانت طبيعة العمل يستطيع الإنسان بخبرته و محبّته أن يضيف لعمله جانباً إنسانياً إيجابياً يُغني به المجتمع.
كما أعتبر كندا بمثابة جنّة تجمع أطيافاً مختلفة من النّاس يتعاملون باحترام وتفاهم لخلق الأفضل لحاضرهم ومستقبلهم المشترك.
مكان عملي الأوّل أصبح بمحبّة سكّانه و مساندة العاملين معي مكاناً محبّبا ً جدّاً حتّى أنّني كيفما تنقّلّت في تورنتو ألتقي بسكّان المنطقة وأشعر بالاطمئنان الشديد.
بعد سنة وجد ميشيل فرصة عمل في
 Tru Green
و هو عمل موسمي بأجر أفضل كما يتيح له فرصة الّدراسة في الشتاء فخبرته كأستاذ جامعيّ و معلوماته ممكن أن تكونان ركيزتين أساسيتين لعمل يتيح له تقديم خبرة أفضل للمجتمع . وذلك بالتأكيد بعد دراسة تؤهله و تصله بفرصة عمل مناسبة.
و هو الأن في خضمّ البحث عن الدّراسة المناسبة  ليلتحق بها أوّل العام القادم 2018
درست خلال السّنة الأولى في كندا دورة محاسبة لمدة شهرين دورة قصيرة تذكّرت فيها بعض المعلومات الأوّليّة كوني أحمل شهادة بالاقتصاد .
في سورية كنت أعمل كمدرّسة و محبّتي لتلاميذي واحترامي لمهنتي خلقا طلاباً مجتهدين مثابرين بدراستهم اعتزّ لكونهم تلاميذي كثيراً.
بالاضافة لكوني تطوعت بسورية للعمل في مؤسّسة الصّخرة الخيريّة والتي تعمل على تأمين فرص عمل لمن فقدوا كلّ شيء و ذلك بإنشاء مشاريع صغيرة أو تمكينهم بشهادة تفسح أمامهم فرصة للعمل وكسب مصادر عيشهم بكرامة.
أحببت كثيراً عملي التّطوعي بجمعيّة الصّخرة و على هذه الصّخرة أبني وطني لأنّه أتاح لي مساعدة عدد من الناس بالإضافة ألى مساحة كبيرة للابداع و الابتكار ضمن فريق عمل متعاضد.
كما كنت أتطوّع يوما في الأسبوع لستة أشهر لمساعدة أطفال الداون سيندروم بأسرة الإخاء.
و هكذا جاء تطوعي في
YMCA
كردٍ لجميل قدومنا لكندا و فرصة لإعطاء صورة جيّدة عن الانسان السوري أقوم في
YMCA
بدور صغير هو مراقبة الامتحانات الكتابيّة و الترجمة الشفهيّة إن لزم الأمر, و هو بالحقيقة من أسعد أوقاتي خصوصاً لأنّه يترك لي مجالاً للقراءة و هي هوايتي المفضّلة كما تلقّيت العديد من الدورات التدريبيّة و المشاغل مع أفضل تقدير ورقي في التعامل و المعلومة وسعيدة لزيادة عدد معارفي و أصدقائي من خلاله.
كما قُبلت كمتطوعة ب
OCASI
بحملة لايقاف العنف ضدّ المرأة. التحضير والقراءات و المعلومات المفيدة جدّاً دمجتني بهموم المجتمع و جعلتني أفهم الأسباب و أقدّر النتائج و ألاحظ إشارات الخطر كما أتحمّل مسؤوليّة التوعية للأهميّة الكبيرة بمساعدة المحيط الاجتماعي الفعّال مع شرح طرق الاستماع و حسن التصرّف في هذه الحالات.
انتقلت للعمل بشركة
Sodexo
بعد سنة في كندا براتب أفضل و تأمين صحّي بالإضافة للعطلة الأسبوعيّة يومي السبت و الأحد و عملي الأن صباحي أستيقظ في الخامسة و انتهي من عملي باكرا ممّا يتيح لي متابعة هواياتي من القراءة الى الرسم لبعض الكروشيه و كرة الريشة و أصبح لدي وقت أكبر لأسرتي و أصدقائي و زيارة المتاحف.
تلقيت تدريباً فيها للعمل ب
Tim Hortons
لكن الأقدار شاءت أن أنتقل للعمل بموقع أخر بدلا عن موظفة لسنة و أقوم بتحضير السلطات المتنوعة و الساندويشات. بالحقيقة لم أختر هذا العمل لكنّني تقبلته بمحبّة لحبّي للمعرفة و التّعلّم و اهتمامي باتقان العمل كما أحببت تنظيم العمل فيه و العمل بروح الفريق.
أقضي معظم وقت العمل بدندنة الأغاني أو تذكّر مقطع موسيقي أحبّ عملي لكن لديّ إيمان بقدرتي على الاستفادة من معلوماتي و خبرتي لكن لهذا وقت في المستقبل .
طبعاً طريقي في العمل كان مفروشاً بكثير من المحبّة و قليل من الأشواك.
و لديّ اعتقاد أنّ الإنسان يغتني بالخبرات و إن كانت سيّئة فهو سيتعلّم منها كما ستزيده رقيّاً و إنسانيّةً و فهماً للأخر و استيعاباً أكبر للحياة .
المهم أن يكون الإنسان قويّاً بمبادئه و معلوماته و خبراته يعرف نفسه جيّداً و يحدّد هدفه .
خلاصةً.. مدير العمل إن كان جيّداً فهو قادر على تطويع مناخ العمل للإيجابيّة الخلّاقة .
أنا محظوظة جدّاً الأن لكوني أعمل ضمن إدارة جيّدة بشكل عام و مدير موقعي مجتهد إنسانيّ يسعى دائماً لتطوير العمل و إتاحة الفرص للعاملين لديه.
كما أشعر برضاً تام كون الياس و سارة في الجامعه يخطّان نحو هدفيهما بجدّ و مساندتهما لبعضهما بعضاً تملأ قلبي بالفرح و السّعادة.
عمر الإنسان لحظة و لحظة و كلّ لحظة فيها ينعكس وجوده على وجه الحياة بما يقدّمه للأخرين من محبّة صادقة و اهتمام و تواصل بنّاء و إنسانيّة.
شاكرة جدّاً لكلّ لحظة أتنسّم فيها الحياة.
ياسمين.
 
 

 
  

مواضيع ذات صلة