تخوف القادمين الجدد من صعود حزب البديل الشعبوي شرق ألمانيا

القادمين الجدد ومخاوفهم من صعود حزب البديل الشعبوي شرق ألمانيا

أستطلع الخبر الزميلة ميس منصور، المراسلة المتطوعة لأيام كندية في برلين.

تثير نتائج الانتخابات المحلية في ولايتين ألمانيتين مخاوف القادمين الجدد بسبب صعود اليمين الشعبوي، لدرجة أن البعض يسعى لمغادرة تلك المنطقة. ويرى مهاجرون أن الشعبويين يستغلون مشاكل الناس لتأليب الرأي العام ضدهم.

"سنحزم حقائبنا ونرحل. إذا بقينا هنا قد تسوء الأوضاع أكثر"،

هكذا يقول معظم القادمين الجدد الذين يعيشون في مدينة كمنيتس الألمانية . فبعد عام على الأحداث التي شهدتها مدينة كمنيتس، الواقعة في ولاية ساكسونيا، من اعتداءات ممنهجة على المهاجرين من قبل يمينيين متطرفين، حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي انتصاراً في الانتخابات المحلية في كل من ولايتي ساكسونيا وبراندنبورغ، وهذا ما يثير المخاوف لدى المهاجرين.. يقول أحدهم خلال أحداث كيمنتس مرت علينا أيام لم نكن نشعر فيها بالأمان وكانت تشبه أيام الحرب التي عشناها في سوريا"،

ويتابع: "رغم أن حزب البديل لم يفز بالمركز الأول، إلا أننا نخاف أن يصبح الأول مستقبلاً ويتخذ قرارات متشددة جداً بحقنا... "تخوف مما يحمله المستقبل" وقد حصل حزب البديل في انتخابات ولاية ساكسونيا على 27.5 بالمئة من الأصوات بزيادة بلغت نسبتها 17.8 بالمئة مقارنة بالانتخابات المحلية السابقة. وحلّ ثانياً بعد حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يحكم الولاية منذ الوحدة الألمانية، والذي حصل على نحو 32 بالمئة من الأصوات..

وفي ولاية براندنبورغ أيضاً، والتي يحكمها الحزب الاشتراكي، الشريك في ائتلاف ميركل، حقق حزب البديل المركز الثاني بحصوله على 23.5 بالمئة من الأصوات بزيادة نحو 11 بالمئة عن الانتخابات الماضية. ويرى المهاجرون ونسبة لا بأس بها من الألمان في شرق ألمانيا أن عدم تحقيق حزب البديل المركز الأول في الولايتين "شيء إيجابي في الوقت الحالي" ولكن يبقى الخوف مستقبلاً بأن يصبح الأول في الانتخابات المقبلة، عندها سيضطر العديد التوجه نحو مناطق أخرى أكثر أماناً في ألمانيا كحل بديل بسبب التشديد وتضييق الخناق عليهم .

وبحسب استطلاعات الرأي فإن مسألة الهجرة واللجوء كانت عاملا حاسماً في الانتخابات بالنسبة لـ34 بالمئة من ناخبي حزب البديل، كما بيّن موقع "تاغسشاو" الألماني. "الشعبويون يختزلون كل المشاكل في اللجوء" ويرى العضو الأسبق في المجلس الاستشاري للأجانب في دريسدن، أن المشكلة في شرق ألمانيا ليست مسألة اللجوء، لكن حزب البديل يريد أن يختزل مشاكل ألمانيا في الهجرة واللجوء.

وتكمن المشكلة الأساسية في شرق ألمانيا في نقص التنمية والاستثمارات التي توفر فرص عمل للناس". ويوضح الأخير الذي عاش في دريسدن نحو عشرين عاماً: "على مدار السنين، تم إغلاق العديد من المصانع في شرق ألمانيا، ما جعل نسبة البطالة تزداد مقارنة بالولايات الغربية، كما أن البنى التحتية غير متوفرة في كثير من المناطق في شرق ألمانيا"، ويتابع: "استغلال اليمين المتطرف لهذه الظروف جعل الناس تلقي اللوم على الأجانب في المشاكل التي تواجهها في الحياة اليومية" "تطمينات وحلول"

وبعيد إعلان النتائج جدد المرشح الأول للحزب الديمقراطي المسيحي في ساكسونيا، ميشائيل كريتشمر، تأكيده على أنهم لن يقبلوا حزب البديل شريكاً في الائتلاف الذي سيقود الولاية. من جانبها أثنت زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي على مرشح حزبها في ساكسونيا بالقول: "استطاع أن ينجح ويوضح أن هناك في ساكسونيا –إلى جانب اليمنيين الشعبويين- وجهاً ودوداً ومنفتحاً متطلعاً للمستقبل" إن الخلافات بين الأحزاب الأخرى هي التي تفتح المجال لحزب البديل من أجل استغلال الأوضاع في شرق ألمانيا، ولو أن الأحزاب الأخرى قامت بمشاريع جدية للتقريب بين الناس واللاجئين شرق ألمانيا، فقد يساهم ذلك في تحسين المزاج العام تجاههم.. ويبقى التقرب من الناس والحديث معهم عن مشاكلهم والعمل على حلها، هوالحل الأمثل.

مواضيع ذات صلة