حرق المصحف في السويد.. إدانات عربية وإسلامية ومزيد من الجرحى في صدامات مع الشرطة

18-4-22

ندّدت دول ومنظمات عربية وإسلامية بإقدام حركة "سترام كورس" (الخط المتشدد) اليمينية التي يقودها الدانماركي السويدي راسموس بالودان على إحراق نسخة من القرآن الكريم بمدينتين سويديتين، في حين أعلنت الشرطة السويدية إصابة 26 من عناصرها و14 شخصا في الأيام الأخيرة في صدامات عنيفة مع متظاهرين احتجوا على حادثة الحرق وضد تجمّعات أخرى مزمعة للحركة.
 
وكانت "سترام كورس" قامت أول أمس السبت بحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة مالمو السويدية، كما قام زعيمها بحرق نسخة أخرى من المصحف الشريف بمدينة لينشوبينغ (جنوبي البلاد) تحت حماية الشرطة.
 
وأعربت الخارجية السعودية أمس الاثنين عن إدانتها واستنكارها "للإساءة المتعمّدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض على المسلمين"، مؤكدة "أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء ومنع الإساءة للأديان والمقدسات كافة".
 
كما دانت هيئة كبار العلماء السعودية بشدة حادثة الحرق وقالت -في بيان صحفي- إن "هذا التصرف عبث وهمجية، لا يدلُّ إلا على شخصية مريضة متطرفة لها أسلاف منذ بعثة عبد الله ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام.. وهي تصرفات مقيتة لن تضرَّ القرآن العظيم، الذي حفظه الله سبحانه وأعلى مكانه، شيئا".
ودانت الخارجية القطرية بدورها حرق المصحف الكريم معتبرةً "هذه الواقعة الشنيعة عملا تحريضيا واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم".
 
وأعربت عن رفضها التام "لكل أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين"، محذرة من خطورة "هذا الخطاب التحريضي الشعبوي".
 
عنصرية مقيتة
من جهتها، اعتبرت وزارة الأوقاف المصرية حادثة الحرق "عنصرية مقيتة تجرح مشاعر جميع المسلمين، وتؤجج مشاعر الكراهية، وتضرّ بدعوات العيش المشترك والسلام الإنساني والعالمي"، داعية إلى "تجريم ازدراء الأديان".
 
كما قالت الخارجية الأردنية أمس الاثنين إن "هذا الفعل مُدان ومرفوض ويتنافى مع جميع القيم والمبادئ الدينية، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويُؤجج مشاعر الكراهية والعنف، ويُهدد التعايش السلمي".
واستدعت الخارجية العراقية يوم الأحد القائم بأعمال السفارة السويدية في بغداد على خلفية الحادثة التي عدّتها "استفزازا لمشاعر المسلمين أساء إساءة بالغة الحساسية لمقدساتهم".
 
وفي اليمن، قال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام "ندين بشدة جريمة إحراق نسخ من القرآن الكريم من قبل العنصريين في السويد ونطالب الحكومة السويدية بمنع مثل هذه السلوكيات الشاذة ومعاقبة مرتكبيها" مضيفا "يجب على الدول الإسلامية توجيه رسالة حازمة لحكومة السويد أن تتخذ الإجراء اللازمة".
 
رد قوي وصريح
وفي إيران، طالب المتحدث باسم خارجيتها، سعيد خطيب زاده، السلطات السويدية بـ"الرد القوي والصريح على إحراق نسخة من القرآن"، مؤكدا أن "هذا العمل الشائن مثال واضح على الكراهية، ويتعارض مع حرية التعبير، وتجب إدانته من قبل جميع المؤمنين الذين يعتقدون بالتعايش السلمي والحوار بين الأديان".
 
كما دانت رابطة العالم الإسلامي حادثة الحرق التي قالت إنها "عمل عبثي شائن" قام به بعض المتطرفين، محذرة من "خطورة إثارة الكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية التي تؤجج مشاعر العداء والانقسام بالمجتمعات وتسيء إلى قيم الحرية ومعانيها الإنسانية، ولا تخدم سوى أجندات التطرف والتطرف المضاد".
يشار إلى أن راسموس بالودان، زعيم حركة "سترام كورس" التي أقدمت على تنفيذ حادثة الحرق، يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر/أيلول المقبل لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم حاليا "بجولة" في السويد يزور خلالها الأحياء التي تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها.
 
وسبق للمحامي الذي دين بإهانات عنصرية أن ترشح للانتخابات التشريعية في بلد مولده في الدانمارك عام 2019، لكنه حصل بالكاد على 10 آلاف صوت.
 
يذكر أن بالودان اعتقل في فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وتم ترحيله، كما اعتُقل 5 ناشطين آخرين في بلجيكا بُعيد ذلك بتهمة السعي إلى "نشر الكراهية" بحرقهم مصحفا في بروكسل.
 
المصدر : وكالات
رأي مجلة وموقع أيام كندية:
..حول الأعمال الاستفزازية التي نشهدها من وقت لآخر من حرق وتطاول على صفحات القرآن الكريم والمقدسات والرموز الدينية والتعرض للرسل الكرام والنبي محمد ص بالرسومات المسيئة، أعتقد أن الرد الأمثل على ذلك هو التجاهل وعدم الإنفعال وكبح جماح العنف والغضب وعدم الإنجرار لردات الفعل التي من شأنها أن تقلب المشهد العام وتغير الرأي العام، فتُظهر الجاني بصورة المتحضر المؤمن بحرية التعبير، بينما المجني عليه تُظهره بصورة الهمجي الرافض لحرية التعبير. 
ولكن من زاوية أخرى، أعتقد أن قانون حرية التعبير يحتاج لإعادة ضبط وصياغة. فلا يجوز أن يُسمح بإسم حرية التعبير، مس المقدسات أو حتى غير المقدسات بأي سوء أو أذى بل إن عصم دماء الناس وأمن الشعوب والسلامة العامة أهم وأعظم بكثير من حرية التعبير.. إلا إذا كان إحدى الأهداف الدفينة من شعار حرية التعبير هو إثارة الفتن والنعرات ومشاعر الكراهية والشغب بين الشعوب!!
بقلم رئيس التحرير معتز أبوكلام 

مواضيع ذات صلة