ليست مجاملة..
بقلم د.أسامة أبو العلا مدرب ومستشار في الإبداع والتطوير الشخصي والإداري
نحن مبدعون ولكن هذه ليست مجاملة لنا نحن هنا او هناك او نحن البشر على الاطلاق فعلا نحن لدينا استعداد للإبداع بالفطرة كبير جدا ولكن محظوظ من وجد في بيئة تخرج هذا الابداع حيث أنه في كل المواقف التي مررت بها في حياتي المتعلقة بهذا الامر وفي جميع ورش العمل والمحاضرات والاستشارات التي قدمتها في أي دولة من الدول وفي كل ما درسته وما قرأته حول الابداع وأدبياته ثبت لي أننا مبدعون بالفطرة وأن بيئاتنا الإنسانية والاسرية والعائلية والاجتماعية والتعليمية والإدارية والعملية هي التي يمكن ان تخرج هذا الابداع وتنميه وتطوره أو تكبته بل وتقتله،
فعلى سبيل المثال نسبة من الأباء والامهات في بيوتهم قد يكونون من قاتلي الابداع دون أن يشعروا داخل عقول ووعي أولادهم بالحد من التجربة وبالاكتفاء بما نعرفه وبالبعد عن أي مخاطرة مهما كانت مقبولة وأيضا هناك مناهج التعليم التلقينية والتي لا تدعم التفكير والابداع فضلا عن نسبة كبيرة من المعلمين والمعلمات من يتوعدون ويهددون كل من تسول له نفسه بالسؤال عن أسئلة خارج داخل حدود المقررات وليس خارج حدود المقررات فقط بل ويهددونه بما لذ وطاب من أنواع العقاب سواء في التعليم العادي أم الجامعي وحتى طلاب الدراسات العليا لا يخلو الامر من ممارسة الاستبداد العلمي عليهم والتلويح بسلاح (إما أو) إما أن تستجيب للمشرف على رسالتك وشروطه أو التأجيل والبدء كل فترة من اول السطر ثم نأتي لمجال الحياة العملية وحضرات المديرين والمديرات المستبدين والمستبدات سواء الأحياء منهم والأموات وهول ما فعلوا في المبدعين والمبدعات ما يشيب منه شعر الاحياء أيضا او الأموات من رفض مطلق للأفكار وتحجيم للرؤى وتهميش للآراء واستهزاء وسخرية من كل طريق يجعلنا نفكر خارج الصندوق لنستغل الموارد والاوقات والأفكار ونستثمر في البشر ولو أن كل هؤلاء فعلوا عكس ما فعلوا وفقط أفسحوا الطريق أمام الفطرة لكانت معالم مجتمعاتنا مختلفة والدليل أننا نرى ابداع بعض من فلتوا من ايديهم سواء بالإصرار أو من خرجوا من بيئات إيجابية بأنواعها السابقة تشجع الابداع وما رأيناه من انجازاتهم وما حققوه لمجتمعاتهم في مجالات عديدة من نقلات نوعية وقفزات زمنية لذا ندعو الجميع لدعم الابداع من الأباء والأمهات وباقي البيئات المذكورة وأن يفسح المجال ليخرج الإبداع للنور من أيدي وأعين وصدور أبنائنا وبناتنا وموظفينا بإحترام أراءهم والإستماع اليهم وبالتحفيز لأنه أداة رائعة في استخراج الدرر داخل النفوس البشرية وبإكتساب مهارات وأساليب التفكير الإبداعي بطرق علمية وهي متوفرة جداً الآن أكثر من أي وقت مضى.