القنصل العام للإمارات في تورنتو:

إكسبو 2020 في دبي أهم معرض دولي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

ضمن لقائه مع مجلة وموقع أيام كندية، قال سعادة سلطان علي الحربي القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في تورنتو بأن أنظار الاقتصاديين ورجال الأعمال من كافة أنحاء العالم تتجه باهتمام بالغ نحو دبي التي تستضيف معرض إكسبو الدولي 2020 بوصفه واحداً من أهم الأحداث الاقتصادية حول العالم، حيث يعقد للمرة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وقد أجرت أيام كندية الحوار التالي مع سعادته:

  • 1) ما الهدف من إنشاء القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تورنتو وما هي الأدوار الرئيسية التي تقوم بها القنصلية ؟

• في عام 2014 أعلن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي جون بيرد وزير الخارجية الكندي الأسبق عن قرار إنشاء القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تورونتو، حيث باشرت أعمالها في مايو عام 2015. وقد تم اختيار تورنتو لتكون مقراً للقنصلية العامة، للأهمية الاقتصادية والجغرافية التي تمتاز بها مدينة تورنتو ومقاطعة أونتاريو عموما على مستوى كندا؛ وذلك إلى جانب سفارة الدولة في أوتاو. ومن الأهداف الرئيسية لإنشاء القنصلية العامة في تورنتو العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتنشيط الاستثمار بين البلدين الصديقين. جاء ذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وكندا، وازدهار النشاط الاقتصادي والاستثماري بين البلدين بصورة متواصلة خلال الفترة الماضية.

  • 2) كيف تقيمون العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وكندا في هذه المرحلة، وما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

• دولة الإمارات هي الشريك الاستراتيجي الأهم والأكبر اقتصادياً بالنسبة لكندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد بلغت الاستثمارات الإماراتية في كندا أكثر من 20 مليار دولار كندي، ومعظمها في مجال الطاقة والطاقة المتجددة والبيتروكيماويات. وبرزت مؤشرات كثيرة في السنوات الأخيرة على تطور كبير في العلاقات ومنها تنامي حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين الطرفين.

  • 3) كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات الاقتصادية مع كندا؟

• تشهد العلاقات الإماراتية الكندية تطوراً مستمراً وخاصة في الجانب الاقتصادي، وأعتقد بأن هناك كثير من نقاط الالتقاء والرؤية المستقبلية المشتركة التي تجمع بين البلدين خاصة فيما يتعلق بمجالات الاستثمار الخارجي المباشر من خلال قطاعات: التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والفضاء، والقطاع العقاري، وغيرها. ومن الأمثلة المهمة على ذلك: افتتاح مكتب الترويج العقاري في تورنتو التابع لشركة دبي لينك بالتعاون مع دائرة الأراضي والأملاك في حكومة دبي – في نهاية الشهر الماضي (يوليو 2019). وأيضاً ووفقاً للدراسات والاحصائيات تبين عملياً بأن المستثمرين الكنديين يساهمون بحصة جيدة من سوق دبي العقاري من خلال استثمارات تصل قيمتها إلى 6.2 مليار دولار. ومن المتوقع زيادة الاستثمارات في المجال العقاري مستقبلاً بصورة ملحوظة، وكذلك بالنسبة لمختلف القطاعات ذات الأهمية بالنسبة للبلدين.

 
  • 4) العالم سيلتقي في دبي اكسبو 2020 وحدث كبير بهذا الحجم، لا بد أن ثمة رسالة كبيرة ستوجهها دولة الإمارات للعالم، هل لكم أن تُطلعونا عليها؟

• معرض "إكسبو 2020" دبي يعد أول حدث دولي ضخم يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وسيستضيف إكسبو 190 دولة على مدى 173 يوما إذ ينطلق في أكتوبر 2020 ويستمر حتى أبريل 2021. سيتضمن هذا الحدث العالمي الفريد معروضات وإبداعات وابتكارات رائدة بمختلف المجالات، فهو يحتفي بالثقافة والعمل المشترك والابتكار. كما يمكن فهم الرسالة من هذا الحدث من خلال الشعار الذي تم اختياره" تواصل العقول .. وصنع المستقبل" كعنوان لحملة استضافة "معرض اكسبو الدولي 2020" في دبي. وكما هو معلوم، يقام معرض اكسبو الدولي كل خمس سنوات ويستمر لفترة أقصاها 6 أشهر حيث يستقطب ملايين الزوار من أنحاء العالم. على مدى تاريخ تنظيم معارض اكسبو الدولية لم يتم استضافتها من قبل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بالقدرات اللوجستية الكافية لاستضافة هذا الحدث الدولي, حيث يمكن لثلثي سكان العالم الوصول إلى دبي خلال مدة لا تتجاوز 8 ساعات سفر بالطائرة مع العلم أن الإمارة تستضيف ملايين الزوار سنوياً. وسيتجاوز عدد الحجوزات الفندقية 80 ألف غرفة ستكون جاهزة لتقديم أفضل سبل الراحة للنزلاء خلال فترة انعقاد المعرض، ناهيك عما تتيحه الإمارة من إمكانية تواصل منقطعة النظير، وخدمات لوجستية رفيعة المستوى، بالإضافة إلى البنية التحتية ذات الطراز العالمي, والتي تعد في مجملها الأساس الراسخ الذي يرتكز عليه ملف الاستضافة.

  • 5) لدينا سؤال حول حجم النمو الإقتصادي الذي يمكن أن ينجم عن هذا الحدث الإقتصادي الأبرز عالمياً وسؤال أخر عن العائدات الإستثمارية المتوقعة سواءً على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، أو على صعيد منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بصورة عامة، خاصة وأن المنطقة تمر بمخاضات إقتصادية صعبة؟

• حسب التقديرات يدعم إكسبو الاقتصاد الإماراتي بإجمالي قيمة مضافة تبلغ 122.6 مليار درهم بين عامي 2013 و2031، ويوفر عشرات الآلاف من الوظائف بمختلف المجالات. ولا يقف حجم الاستفادة عند حدود دولة الإمارات بل من المتوقع أن تعم الفائدة لتشمل كافة شركائها التجاريين والمنطقة عموماً من هذا الحدث الدولي الهام.

  • 6) كما تعلمون سعادتكم، الدول المؤثرة على الساحة الدولية تسعى لدعم الطبقة الوسطى في مجتمعاتها وقد عبر عن ذلك جلياً السيد جوستن ترودو رئيس الوزراء الكندي في الإجتماع الأخير لدول السبع الكبار الذي عقد منذ أيام في فرنسا، هل تعتقدون أن دبي إكسبو سيشكل منعطفاً إقتصادياً رائداً لخلق فرص عمل حقيقية وتحديداً لدعم الطبقة الوسطى لشعوب المنطقة العربية؟

• سؤالكم وجيه للغاية، إن حدثاً على هذا المستوى من الأهمية سيؤدي إلى توفير عشرات الآلاف من الفرص في مختلف المجالات. ولا شك بأن الطبقة الوسطى ضمن أولويات دولة الإمارات التي تحرص على توفير سبل العيش الكريم لكل من يعيش على أرضها، وتسهم المشاريع الكثيرة المرتبطة بإكسبو في ذلك. وسيتبنى إكسبو 2020 شعارات أخرى للمستقبل أهمها:

١. التنقل: إذ سيتيح إكسبو 2020 تداولا أكبر للمعرفة والأفكار والبضائع. ويتيح إكسبو 2020 لزواره الغوص في أعماق المحيطات والتحليق في الفضاء لاكتساب رؤى متعمقة، حول التقدم في مجال التواصل الرقمي خدمة للبشرية

٢. الفرص: إذ يسعى إكسبو 2020 لإطلاق العنان لإمكانات الأفراد والمجتمعات بكثير من الوسائل للتفكير خارج الصندوق واستخدام أدوات غير اعتيادية لحل المشكلات. فالكل يمتلك القدرة على رسم مستقبل الغد.

٣. الاستدامة : فمع تزايد سكان كوكبنا، يتبنى إكسبو 2020 قضايا أساسية تحقق ذلك من خلال الحلول الرائدة في مجال الموارد البديلة للطعام والماء والطاقة النظيفة والمتجددة. وبالتالي يضعنا على منصة التفكير في كيفية الحفاظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.

  • 7) هل هناك من رسالة تودون توجيهها للقطاعين العام والخاص في كندا وللشعب الكندي عموماً بمناسبة حدث دبي الإقتصادي الأبرز، إكسبو 2020؟

• بالتأكيد، ويسعدني من خلال لقائي معكم التأكيد بأنني: "أتشرف بدعوة أصدقائنا الكنديين لزيارة إكسبو 2020 بوصفه الحدث الأهم والأبرز، وكذلك رجال الأعمال والمستثمرين لانتهاز هذه الفرصة للاطلاع عن قرب على التجربة الإماراتية والثقافة الإماراتية والفرص الاستثمارية. وأنا على ثقة بأن ذلك سيعني بالنسبة للكثيرين نقطة تحول نحو تحقيق مزيد من النجاح".

وفي نهاية اللقاء تَقدم موقع ومجلة أيام كندية بالشكر الجزيل لسعادة القنصل على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء وعلى الوضوح والشفافية.

وعبر "أيام كندية" عن أمنياته بأن تتكلل الجهود المبذولة لإنجاح معرض إكسبو دبي بكل النجاح والريادة وهنا يحدونا أمل كبير بأن تنعكس هذه الأحداث الاقتصادية المهمة بالخير والرفاه على شعب الإمارات وشعوب المنطقة العربية وشعوب العالم كافة.

أجرى هذا اللقاء الكاتب معتز أبو كلام رئيس تحرير مجلة وموقع أيام كندية يوم الأربعاء 28-08-2019 في مقر قنصلية دولة الإمارات العربية المتحدة في تورونتو - كندا