فنجان من القهوة وأشياء بنكهة اخرى

كنت اشعر بلذة الانتقام وأنا أراه يأتي على أخر رشفة بفنجان القهوة. . كان صديقي قد أخبرني أنه رشحني لأتولى تنظيم زيارة تاجر هام جدا يزور أندونيسيا حالياً ويرغب بزيارة الصين لشراء طلبية ضخمة ونصحني أن أطلب دفعة نقدية كمقدم أتعاب لقاء هذا ، إلا أني رفضت بحجة أن هذا التصرف لايناسب شخصيتي.. قضى صاحبنا خمسة ايام اسطورية قبل أن أكتشف أن الهدف من زيارته التعرف على البضائع الصينية المنافسة من حيث جودتها وأسعارها ليتمكن من منافستها لا للشراء منها .. مما يعني أن التعب والنفقات قد ذهبا بخبر كان. . تذكرت أني لاحظت أن الزبون مصاب بالوسواس القهري وأنه يقرف من خياله. . ما أن انتهى الزبون من أخر رشفة من القهوة حتى بدأت بالمرحلة الثانية من انتقامي حيث بدأت أسرد عليه بالتفصيل الممل مراحل صناعة هذا النوع من القهوة حيث يؤتى بحيوان يدعى الزباد الذي يقتات على البن ويوضع ضمن بيئة معزولة ويطعم البن ثم يجمع برازه ويعالج لينتج البن الأغلى في العالم و الذي تصنع منه قهوة كوبي لواك والتي انتهى صاحبنا لتوه من شرب فنجان ثاني من القياس الكبير من هذه القهوة... . ما أن وصلت لهذا الحد حتى كادت عيناه أن تتقياً وبدا وكأن أمعاءه تخرج من فمه وهو الذي يقرف من وجود ذبابة بغرفته .. كنت أنظر له ببراءة طفل وأنا أتشفى وهو يغب كأساً ضخماً من الشراب طلبه على عجل ولسانه يلهج باللوم وقلبة يصب علي أقسى اللعنات. ما أن تماسك حتى قال وهو على وشك البكاء: ولك ما بتعرفني بقرف من خيالي كيف بتعمل هيك؟!! تظاهرت بالبراءة والارتباك: أسف جداً كنت أود أن أحتفل بك وأرد لك بعض صنيعك!! هنا نظر لي بحدة وقال: ترد لي صنيعي؟!!! فيصل أنت فعلت هذا قصداً. غلبتني ابتسامة النصر فقلت بخبث: ولم افعل هذا؟ أجاب: أنت فاهم قصدي منيح... قاطعته: اسمع همام... انت رجال مو بحاجة وبتدعي انك بتخاف الله ، حين تستغفلني وتجعلني اضيع وقتي بالتحضير لزيارتك واضيع وقتي وفلوسي أثناء زيارتك ماذا تسمي هذا؟!! .. قال: خالد قالك تطلب اتعابك ليش ما طلبتها؟ قلت له: لأني لا أرغب أن أشعر أني أجير عندك ، كان بإمكانك أن تصرح بهدف زيارتك وكنت سأقدم لك خدمة ربما افضل مما حصلت عليه وكان كل واحد أخد حقه.. قال: والآن؟!! قلت له: كل منا أخد حقه ... أنت حصلت على مبتغاك وأنا جعلتك تأكل براز هذا الحيوان. اطرق قليلاً وقال: اسمع عندي حل ، أدفع لك 50% من قيمة عمولتك عن طلبية بحجم 2 كونتينر لقاء أن تنسى هذه القصة وأن لا يسمع بها مخلوق. أجبته: الجزء الأول معقول لكن بالنسبة للجزء الثاني لا أعتقد لأني وعدت نفسي أن أنشر القصة على الفيسبوك. لا بالله ما يصير.. قالها وقد أصبح لونه كلون الباذنجان البلدي. فلم أتمالك نفسي من الضحك وقلت: طيب أنشرها دون أن أذكر اسمك أو أشير لجنسيتك ... فقال: لا ... خالد سيربط بين القصة وبيني. قلت له: لا عليك كما تعلم خالد يهوى التويتر ولا يحب الفيسبوك وحسابه على الفيسبوك معطل. في اليوم التالي كان بانتظاري مغلفين كتب على الأول: قيمة الأتعاب المتفق عليها مع الشكر ، والمغلف الثاني أضخم من الأول مكتوب عليه: هدية لعلك تصمت. اللطيف أن صاحبنا طلب شراء 2 كغ وحين سألته بخبث هل أعجبتك القهوة نظر لي شذرا وقال: قرف يقرفك ، عندي ناس كتار حابب أطعميهم خرا. بقلم فيصل العطري

مواضيع ذات صلة