"دريد لحام" الغنى السينمائي وما يزال دريد لحام لـ"أيام كندية": فيلم دمشق حلب حقق لي طموحي الكبير إعداد عامر فؤاد عامر

"دريد لحام" الغنى السينمائي وما يزال دريد لحام لـ"أيام كندية": فيلم دمشق حلب حقق لي طموحي الكبير يُحسب للشحرورة صباح بداية الدخول لعالم السينما عامر فؤاد عامر قدّم الفنان الكبير "دريد لحام" تجارب عديدة في السينما السوريّة والعربيّة، بل تخطّى بعضها هذا الفضاء ليكون له مساحة خارج الوطن العربي، وفي "أيّام كنديّة" نلقي الضوء على بعض هذه التجارب، فقسمٌ منها ميّزته فرادة الفكرة مثل "الحدود"، و"الآباء الصغار"، وقسمٌ آخر كان يحملُ لغةً سينمائيّة تخصّ المواطن البسيط مثل "التقرير"، والكفرون"، ومنها ما جاء متناغماً مع إيقاع الشهرة ومحبّة الناس لشخصيّة غوار مثل "امبراطوريّة غوار"، و"غوار جيمس بوند"، وغيرها من التجارب المُصنّفة، لكن ما يميّز التجربة السينمائيّة لديه هي لغة التعاون والاشتراك مع زملائه سواء في فكرة العمل، وكتابة النصّ، أو في التمثيل، وتجسيد الشخصيّات، كما تتميّز تجربته بدخوله عالم الإخراج ونجاحه فيه. البداية مع الشحرورة صباح بداية التجربة كانت مع اقتباس نصّ مسرحيّة "عقد اللولو" وتحويله إلى فيلم سينمائي باقتراح من المنتج نادر الأتاسي في العام 1961، وغابت الفكرة إلى العام 1964 فقرر حينها استقدام الشحرورة صباح لتكون بطلة الفيلم، ولم يكن حينها دريد ونهاد معروفان بعد، وفعلاً تمّ الاتفاق معها، ويُحسب لها هذا الموقف فقد قبلت أن تمنح كلّ من دريد لحام، ونهاد قلعي وكذلك المطرب فهد بلان بداية الدخول إلى عالم السينما في حين هي كانت نجمة صف أول في العالم العربي. "الحدود" على رأس القائمة يعدّ فيلم الحدود على رأس قائمة التجربة السينمائية للفنان دريد لحام، وتمّت كتابة هذا الفيلم بالاشتراك مع الأديب الكبير محمد الماغوط، وعن هذه التجربة يقول: "كانت فكرة الفيلم قد خطرت لي بسبب حادث سير حصل معي بين لبنان وسوريا، وخطر لي يومها أنني لو كنت نكرة وغير معروف وفقدتُ كلّ ما يثبت شخصيتي فأيّ من البلدين سيستقبلني؟! عاشت الفكرة في البال لكنها نفّذت بعد مرور عشرين عاماً فقد تمّ تصوير الفيلم في العام 1984، ولدى سؤال المنتج "نادر الأتاسي" لي عن اقتراح مخرج مناسب للفيلم أجبته: اقترح نفسي، فهل من مانع؟ فأجابني رأساً: الله يبارك". يضيف الفنان دريد لحام عن فيلم الحدود وحضور الفنانة رغدة فيه بتجسيدها شخصيّة "صدفة": " لا شكّ أن حضور رغدة منح الفيلم ميّزة إضافيّة، وأؤكد أن جميع من عمل في الفيلم اجتهد وقدّم له، ومع الفنانة رغدة اختلفت في البداية، وكان فيلم الحدود أوّل تجربة إخراجيّة لي، فعند تمثيلها لأولى مشاهدها في العمل قدّمت نفسها بطريقة تشبه ما تعرفه عن التمثيل في مصر، فأوقفتها وشرحت لها أكثر عن "صُدفة" بأنها ابنة أماكن جبلية ولها مواصفات مختلفة، فسايرتني على مضض بمعنى أنها تقبلت مني النصيحة لكن ليس بالقناعة الكافية، لكن بعد أن انتهينا من الفيلم ولاقى الإقبال الجماهيري الكبير، وخاصّة في مصر، وأثناء أحد المقابلات قالت رغدة بأن بدايتها الفنيّة الحقيقية هي في فيلم الحدود. "صح النوم" هو الأجمل لغوار أمّا فيلم "صح النوم" فهو أجمل أفلام شخصيّة غوار، ويؤكد الفنان دريد أن أفكار الفيلم كانت مشتركة مع الفنان الكبير الراحل نهاد قلعي، وبسبب محبّة الناس لمسلسل "صح النوم" جاء قررهما بأن يقدّماه فيلماً، وغامرا بهذه الخطوة التي لاقت نجاحها الباهر، وما تزال الناس تتابعه مراراً ومن دون ملل من المواقف الكوميديّة التي يجسّدها هذا الفيلم. للأطفال "الكفرون" و"الآباء الصغار" يذكر الفنان دريد لحام بعد تجربته في فيلم "كفرون" بأن التمثيل مع الصغار صعب جداً، لكنه يعيد الكرّة في فيلم "الآباء الصغار"، وكأنه بعد مضي وقت أراد أن يقدّم مقولة جديدة عبر الأطفال والتعامل معهم، فبهم يمكن أن تكون لغة المستحيل ممكنة، كما أن الطفل له دوره في التماسك العائلي وهذا ما يؤكده بطل الفيلم مراراً في لقائاته الأخيرة. أيضاً ومن الملاحظات التي يمكن تعليقها على أفلام الفنان دريد لحام أنها تستقطب دوماً نجوماً معروفين، ولربما هذا الأمر يتعلق برغبة المنتج، لكنه أيضا ً سياسة مهمّة لتسويق الفيلم وانتشاره، ويتجلى الأمر كثيراً في فيلمي "غرام في اسطنبول"، و"لاعب الكرة" حيث دخل رأس المال التركي في الإنتاج هنا. مسك الختام "دمشق حلب" هو الفيلم السينمائي الأخير الذي لعب بطولته الفنان القدير دريد لحام، ولأوّل مرّة يشارك في فيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، كما يقف لأوّل مرّة أمام كاميرا المخرج باسل الخطيب، والفيلم من إنتاج 2018 وقد فاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الاسكندرية السينمائي المُقام مؤخراً، ويؤكد الفنان دريد لحام أنه عندما قلرأ السيناريو أحسّ بأنه يشبهه ومكتوبٌ له، ويقول أيضاً: "أعتقد أن هذا الفيلم قد حقق لي طموحي الكبير، فبعده لن أتمكن من تقديم أي شيء، لكن مشروعاً جديداً يُطرح عليّ من قبل نفس المخرج ومن الممكن أن يُكتب له النجاح".

مواضيع ذات صلة