الرجل الذي صنع مؤسسة طارق بن زياد العالمية TBZ

زياد الرهونجي: الرجل الذي صنع مؤسسة طارق بن زياد العالمية TBZ، يعتبر نفسه دليلاً على قدرة الشاب السوري على البداية من الصفر والوصول إلى العالمية. من دار مستأجرة يسكنها أهله الذين كانوا يعيشون حياةً بسيطة، بدأ حياته عاملاً في مطبعة دار الطباعة الحديثة في المنطقة الصناعية عند الحاج علي الغلاييني "لازلت أقول له: يامعلّمي..وهو يذكّرني بأنني كنت مهتماً بالآلة، ويومها قال له خبراء ألمان، عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، هذا الشاب له مستقبل، لأنّه يحب الألة ويهتم بها". سافر إلى السعودية كعامل طباعة، ثم أصبح رئيساً لأحد الأقسام بسرعة، ثم مسؤولاً عن المطبعة بشكل كامل بعد ستة أشهر. ومن هناك كتب لأهله رسالة لازالت شقيقته تحتفظ بها، ذكر فيها العبارة التالية: "أقف على جدار الزمن أنظر إلى المستقبل" ثم شرح لهم حلمه بتأسس مطبعة كبرى في سورية. وعندها قرر العودة إلى البلد، مصمماً على تأسيس مطبعة ولو بآلة واحدة في البداية، "وفعلاً قمت بذلك، فكانت البداية مع أحد الأصدقاء، حيث اشتركنا بشراء مطبعة بآلة واحدة في ببيلا يعمل عليها ثلاثة عمّال". كانت أوّل دراسات الجدوى التي أجراها هذا الشاب العصامي للسوق، حين قرر الذهاب إلى القصر العدلي، ليسأل يومها عن عدد الزيجات التي تتم في دمشق وضواحيها. يقول: "وجدتها عشرة آلاف في السنة، فقدرت أن كل زواج يلزمه مائة بطاقة لمدعويّ الفرح، فمعنى ذلك أنني سأصنع مليون بطاقة، وهذا مافاجأ شريكي الذي اتهمني ساعتها بالجنون وانفضّ عن شراكتي، لكنني كنت مصرّاً فأنجزت المليون بطاقة الأولى، وأصبح الرقم بسيطاً جداً أمام مئآت الملايين من البطاقات التي ننتجها الآن". إلى وزير الصناعة يأسف زياد الرهونجي أن: مؤسسة طارق بن زياد تصدّر لأكثر في العشرين دولة في العالم، ولديها مئآت الفروع في أوروبا، كما أصبح لها فروعاً صناعية في أندونيسية ومصر، هذه المؤسسة التي صدّرت لأوروبا وأمريكا وتعرض منتجاتها على التلفزيون الألماني أكثر من ستة ساعات في الإسبوع، لم يفكّر مرّة وزير الصناعة أو الاقتصاد أن يزورها تكريما لما قد!مته لاسم سورية، ولم يقرر وزير الإعلام يوماً إرسال وفد لتصوير مراكزنا في الخارج وعلى حساب الوزارة كمبادرة من حكومة هذا البلد لمن يرفع اسمها عالياً. ويتساءل الرهونجي: "كم صناعي سوري تم تكريمه لأنّه خفّض المستوردات من سلعة معينة"؟ ويضيف: " هل تعلم أننا منذ عام 1982 أخذنا على أنفسنا عهداً بأن لايدخل البلد أي بطاقة فرح مستوردة، كما تعهّدنا أمام أنفسنا أن نسترجع كل دولار أخذه الأوروبيون لقاء الاستيراد، وأن نعوّضة بعشرة، وهذا ماحصل. ويقول: "لوسألت وزير الصناعة عن شركتنا لقال بأنّه سمع بها، لكنّه هل يعرف حجمها وأنها تمتد على 12 ألف متر مربع، وأن فيها مئآت العمّال، وأنّ أكثر من خمسين بالمائة من المصممين والرسامين في مدينة دبي للإعلام هم خريجو طارق بن زياد وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً ومن خريجي طارق بن زياد من وصل دخلهم في مدينة دبي الإعلامية إلى 30 ألف دولار في الشهر. حكاية الاسم بداية الاسم الذي حملته الشركة من اسمه (زياد). كان أصدقاؤه ينادونه أبو طارق، فقرر تبنّي هذه الشركة وتسميتها على الاسم اللقب الذي ينادونه به. ويقول: ازداد تمسكي بالاسم بسبب المعنى الذي حمله من عزيمة وتصميم القائد الإسلامي طارق بن زياد. غير أنّه لاينكر أنّ هذا الاسم تسبب في حدوث إشكالات وردود أفعال من قبل الأوروبيين والأمريكان، ازدادت بعد أحداث 11 أيلول، ما اضطرّ لاعتماد الاسم الجديد. TBZ كان هذا الاسم يثبت حضوره في كل بلد يدخله لأنّه يعتمد على دراسة حقيقية وجادة للسوق. يقول الرهونجي: من الخطط التي أتّبعها اقتصادياً أنني أعطي فرصة للخسارة ولمدة ثلاث سنوات، وأعتبرها تخطيطاً استراتيجياً. وهذا ماحصل معي في مصر، فبعد خسارة ثلاث سنوات انسحب شريكي المصري، ثم فوجىء بعدها وفي السنة الرابعة أن شركة عالمية متخصصة، قدّرت قيمة اسم TBZ ولمدة ثلاث مرات متتالية بـ 4 ملايين و900 ألف دولار. إلى وزير الاقتصاد العالمية لاتعني كمية التصدير، لكنّها تعني أن تكون مؤثراً في الذوق العالمي وفي السوق العالمي، فالذي اخترع ربطة العنق لم يكن يتصوّر أن كل العالم سيلبسها كما يقول أبوطارق. ومن بصماته على الذوق العالمي يقول: "مثلاً طوّرنا بطاقات الهاند ميد التي يشتغلها المتقاعدون في أوروبا، فأصبحنا الرقم واحد في تطوير هذه البطاقات بالتعاون مع المتقاعدين وأصحاب الاحتياجات الخاصّة، كما طوّرنا بطاقات الأفراح، بحيث أصبحت موحّدة، بعد أن كانت متنوعة بتنوّع الأذواق بين سوري وخليجي ومصري وأجنبي. ومن خلال تجربته مع العالم، فإنّ زياد الرهونجي يسجّل دعماً للصناعة من كثير من دول العالم، يفوق ماعليه الوضع في سورية. ويقول: "الحكومة تسعى جاهدة لردم الهوّة مع المواطن، ليكون أكثر شفافية في إعطاء المعلومات، لكنها للأسف لازالت من جهة أخرى تتعامل مع الصناعي على أنّه غير صادق، فمثلاً لدينا ميزانيات معتمدة من شركات محاسبة دولية، تثبت أننا في أعوام 2003-2004-2005 عانينا من خسائر حقيقية، لكنّ حكومة بلدي رفضت الاعتراف بها، في حين أنّ الدول الأخرى التي نعمل فيها اعتمدت تقرير الخسارة، بل إن هولندا قدمت لنا حسماً من ضرائب السنة القادمة بسبب الخسارة. ويقول: لازلنا نحاول أن نخترع العجلة في الوقت الذي تجاوز فيه العالم المراحل التي توقفنا عندها ولازلنا نناقش إمكانية التشارك مع الحكومة في اتخاذ القرارات. ويعطي مثالاً آخر على عدم الوصول إلى نتيجة مع الجهات الرسمية في الأمور التي يسميها الرهونجي "من البديهيات"، ويوضح: منذ سبع سنوات وأنا أناضل لموضوع السماح بإستيراد الآلات التي يزيد عمرها عن خمس سنوات، فكيف سيقنعني وزير الاقتصاد أنّه يريد إزالة العقبات من أمام الصناعة، وهو يمنع استيراد الآلات التي يزيد عمرها عن خمس سنوات مبرراً ذلك بأنّه لايريد تحويل البلد إلى سكراب، في الوقت الذي نعلم فيه أنّ آلات طباعة العملة في سورية وكثير من دول العالم رغم ماتتطلّبه من دقّة لايقل عمرها عن خمسين عاماً، وكذلك أحياناً يستغرق بناء الآلة الحديثة وتركيبها أكثر من ثلاث سنوات، وكثير من الآلات يزيد عمرها عن مائة سنة ويتم تطويرها على أرض الواقع. ورغم أنني قابلت معظم المسؤولين ولم نستطع كصناعيين أن نقنع الحكومة بهذه البديهية التي لامثيل لها في الدول العربية والعالمية، فكيف سنستطيع إقناعهم في الأمور الجوهرية. المصدر: مرسل من السيد زياد الرهونجي لصحيفة وموقع أيام كندية

مواضيع ذات صلة