مراهقات حول العالم يصبن بخلل عصبي والأطباء يعتقدون أن تيك توك أحد أسبابه

15-12-21

تظهر مراهقات من حول العالم عوارض يزرن عيادات الأطباء أنواعاً مختلفة من العرّة/النفضة (حركة من التشنج اللاإرادي مفاجئة متكررة وغير إيقاعية ونمطية) ونوبات غضب لفظية منذ ظهور الوباء، بحسب ما يقوله تقرير موسع نشرته صحيفة وول ستريت جورنال العريقة.

ويشير التقرير إلى أن العدد المرتفع لتلك الحالات العالمية أذهل الأطباء أولاً، خصوصاً وأن هذه الحالات قليلة أساساً عند الفتيات، إذ أن متلازمة توريت، إحدى أنواع هذا الخلل العصبي، تصيب الفتيان أكثر من الفتيات كما هو معروف. وبعد شهور من الدراسات، واستشارات كثيرة، خلص أطباء في كندا والولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة إلى أن هناك قاسماً مشتركاً بين كل المراهقات، وهو تطبيق تيك توك.

 

وبحسب سلسلة من المقالات العلمية الحديثة المنشورة في مجلات طبية عدة، يقول الأطباء إن تلك المراهقات كن يشاهدن فيديوهات لمؤثرين (Influencers) على تيك توك، وإن هؤلاء المؤثرين مصابون بمتلازمة توريت، وهو خلل عصبي تظهر أعراضه على شكل تشنجات وحركات عصبية لاإرادية، ترافقها أصوات لاإرادية ومتكررة.

 

وإذ وجدت بلدان العالم نفسها منهمكة بمكافحة وباء كوفيد، فإن أي دولة لم تخصص لهذه المسألة متابعة كافية، بحسب ما يقوله التقرير.

 

ولكن في الولايات المتحدة، ذكر مسؤولون في أحد المراكز الطبية المختصة بهذا النوع من الأمراض أن عدد المراهقات اللواتي يأتين للعلاج شهرياً ارتفع من واحدة شهرياً قبل جائحة كورونا، إلى عشر فتيات شهرياً بعد الوباء.

 

في تكساس أيضاً، قال مستشفى الولاية المخصص للأطفال إنه كان يسجل حالة أو اثنتين من هذا النوع قبل الجائحة، ولكن العدد ارتفع إلى ستين حالة سنوياً. أما جامعة جونز هوبكنز، فقالت إن نسبة المرضى الأطفال الذين تم تشخيصهم كمصابين بأنواع مختلفة من العرة تتراوح حالياً ما بين 10 و20 بالمئة مقارنة بنسبة أقل بكثير (2 إلى 3 بالمئة) قبل سنة من الجائحة.

 

ويقول الأطباء إن أكثرية المصابات تم تشخيصهن سابقاً كمصابات بالقلق والاكتئاب مضيفين أن الوباء والحجر عقّد الأمور عليهن.

 

وهناك الكثير من الفيديوهات التي تصوّر سلوك المصابين بالعرة أو متلازمة توريت في تيك توك. فعندما انكب الأطباء البريطانيون على دراسة الظاهرة المستجدة، وجدوا أن الفيديوهات التي تحتوي هاشتاغ "متلازمة توريت" شوهدت 1.25 مليار مرة، والعدد كبر حتى بلغ 4.8 مليار مرة.

 

وقال متحدث باسم تيك توك لوول ستريت جورنال إن سلامة مستخدمي المنصة ورفاهيتهم هي الأولية بالنسبة للشركة، وإن الأخيرة استشارت خبراء لفهم ما يحصل، ولكن لا نتائج حتى الساعة.

 

في الجهة المقابلة، هناك بعض الأطباء الذين يرفضون التسرع في اتهام تيك توك، وهؤلاء يقولون إن عوامل عديدة أبرزها الضغط والاكتئاب والقلق قد تؤدي إلى تلك الأمراض.

 

ويشير هؤلاء الأطباء إلى أن "السوشال ميديا" كلها (وسائل التواصل الاجتماعي) قد تسهم في تلك الإصابات، لا تيك توك وحده.

 

يذكر أخيراً أن تيك توك يحظى بشعبية واسعة خصوصاً بين الفتيات المراهقات، حيث يحتل المرتبة الأولى في العديد من الدراسات على أنه تطبيق الوسائط الاجتماعية المفضل لديهن.

 

ما هو مؤكد أن هناك الكثير من الفيديوهات التي تظهر أشخاصاً يتعرضون لتشنجات لاإرادية، لتصوير مدى صعوبة القيام بأشياء بسيطة، أو بنطق الأبجدية أثناء التعامل مع حركات جسدية لا يمكن السيطرة عليها أو نوبات لفظية.

المصادر: يورونيوز + وول ستريت جورنال

 

أيام كندية 

مواضيع ذات صلة